تشير الحسابات الفلكية إلى أن الشمس ستكون عمودية على الكعبة المشرفة ظهر اليوم الخميس٬ حيث سيختفي ظل الكعبة الشريفة نتيجة تعامد الشمس على الكعبة الشريفة، وهي الظاهرة التي تحدث مرتين في العام فقط.. ويؤكد الخبراء أنها تساهم في تحديد اتجاه القبلة. الدكتور "محيي الدين عفيفي" عميد كلية العلوم الإسلامية، وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية يقول إن مكةالمكرمة أشرف بقاع الأرض وقبلة المسلمين وأن الظواهر من صنع الله ولا تدخل للبشر فيها وإن حدثت تكون لسبب وفائدة يعلمها الله وهذه الظاهرة تحدث عند صلاة الظهر بحسب توقيت مكةالمكرمة وتتكون نتيجة حركة الشمس العمودية وتسقط أشعة الشمس على الكعبة المشرفة بشكل عمودي٬ لذلك لا يرى أي ظل للكعبة وتتحرك الشمس بعد دقيقة واحدة فقط من آذان الظهر ليظهر ظل الكعبة من جديد٬ حتى تغيب الشمس في اليوم نفسه ويمكن الاستفادة من الظاهرة في المناطق البعيدة جغرافيًّا عن مكةالمكرمة من خلال غرس قطعة من الخشب أو غيرها بشكل عمودي على سطح الأرض وعند توقيت التعامد فإن الاتجاه المعاكس للظل يشير إلى الكعبة المشرفة، وبالتالي نتمكن من تحديد اتجاه القبلة. فيما وصف الدكتور"مسلم شلتوت" أستاذ بحوث الشمس والفضاء، ورئيس بحوث البيئة الفضائية ببرنامج الفضاء المصرى ظاهرة اختفاء ظل الكعبة المشرفة وقت الظهيرة بأنها من الأمور الطبيعية التي تحدث مرتين كل عام نتيجة لتعامد شعاع الشمس فوق سطح الكعبة مباشرة ولأنها تصل إلى أعلي مرحلة ارتفاع في السماء قد تصل لها طوال أيام العام وأشعة الشمس تتعامد على ركن الحجر الأسود والجزء اليماني في فصل الصيف، والضلع الواقع بين الركنين الشامي والغربي يحدد رؤية الهلال أوائل الشهور العربية في فصل الصيف. والمخطوطات من القرن السابع حتى القرن السابع عشر الميلادي أثبتت أن الفلكيين المسلمين في العصور الوسطى كانوا يحددون اتجاه القبلة بواسطة الرياح واتجهاتها وأيضا تساقط أشعة الشمس في كل فصل من فصول العام وهذه المعلومات الجغرافية استخدام معها معادلات دقيقة لحساب المثلثات وكانت لهم جداول دقيقة من المخطوط المعثور عليه يتناول عمليات تحديد القبلة اعتمادًا على النجوم والرياح، وفقًا لعلاقاتها بجوانب وأركان الكعبة.
بيت الله الحرام فالكعبة من الخارج بناء مكعب الشكل يبلغ ارتفاعها 15 مترًا، ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها 12 مترًا، وكذلك يكون الذي يقابله، وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما 10 أمتار، ولم تكن كذلك في عهد إسماعيل علية السلام بل كان ارتفاعها تسع أذرع من عهد إسماعيل ولم يكن لها سقف فلما بنتها قريش قبل الإسلام، زادوا فيها تسع أذرع، فكانت ثماني عشرة ذراعا، ورفعوا بابها عن الأَرض، فكان لا يصعد إليها إلَا في درج أو سلم ثم لما بناها عبد الله ابن الزبير، زاد فيها تسع أذرع، فكانت سبعا وعشرين ذراعا وعلى هذا هي إلى الآن. ومن المعروف أن أركان الكعبة أربعة وهي: الحجر الأسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وسبب تسميتهم بتلك الاسماء *الحجر الأسود: حجر ثقيل بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره 30 سم، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، وهو من حجر الجنة كما روى الترمذي فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا وأما الخط المقابل للركن: فقد وضع حديثا وكذلك الضوء الأخضر وذلك بقصد الإرشاد إلى مكان الحجر الأسود عند الزحمة حتى يعلم الطائف بداية الشوط ونهايته. *وأما الركن الشامي والعراقي: فسميا بذلك لأنهما إلى جهتي تلك البلاد، وليس من السنة لمسهما أو الإشارة إليهما لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. *وأما الركن اليماني: فقد سمي بذلك لأنه إلى جهة اليمن، ومن السنة في الطواف استلامه دون تقبيله والإشارة إليه، وأن يقول بينه وبين الحجر الأسود: رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة: 201 } وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل وهو مصب الماء من سطح الكعبة إذا نزل عليها المطر أو غسلت. *أما باب الكعبة فعلى مر التاريخ كان هذا الباب بمواصفات فقد كان مكتوبًا فيه اسم الخليفة المقتفي العباسي، وبه حلية تستوقف الأبصار ومنها باب عمله الملك المظفر صاحب اليمن لما حج سنة. 659ه، وكان عليه صفائح فضة زنتها (60 ) رطلًا ومنها باب من السنط الأحمر عمله الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر، ركب على الكعبة بعد قلع باب المظفر. وفي سنة 964ه أمر بعمل باب الكعبة فأتى بالباب الأول وركبت عليه ألواح من الخشب الآس الأسود مصفحة بالفضة المطلية بالذهب وقد كتب عليه البسملة، وقوله تعالى "جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام". "رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا" كتب ربكم على نفسه الرحمة " " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " وفي العهد السعودي تم تركيب بابين الباب الأول: في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، وقد كان عام 1363ه، حيث تم صنع باب جديد من الألومنيوم بسمك(2.5)سم، وارتفاعه(3.10)م، ومدعم بقضبان من الحديد، وتمت تغطية الوجه الخارجي للباب بألواح من الفضة المطلية بالذهب، وزين الباب بأسماء الله الحسنى، وقد صنعه شيخ الصاغة.. *أما كسوة الكعبة ووصوفها من الداخل فكسوة الكعبة هي قطعة من الحرير المنقوش عليه آيات من القرآن تكسى بها الكعبة.كُسيت الكعبة في الجاهلية، وكان أول من كساها كسوة كاملة هو أسعد أبو كرب بن ملك يكرب الحميري، وأول أمرأة كست الكعبة هي نبيلة بنت حباب أم العباس بن عبد المطلب إيفاء لنذر نذرته، وداخل الكعبة أعمدة خشبية ثلاثة تحمل سقف الكعبة المشرفة، وهي من أقوى أنواع الأخشاب التي لا يعرف مثلها، وهي من وضع عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أي أن عمرها أكثر من 1350 عاما، وهي بنية اللون تميل إلى السواد قليلا، ومحيط كل عامود منها 150سم تقريبا وبقطر 44 سم، ولكل منها قاعدة مربعة خشبية منقوشة بالحفر على الخشب، ويوجد بين الأعمدة الثلاثة مداد معلق فيه بعض هدايا الكعبة وهذه الأعمدة الثلاثة مرتفعة إلى السقف الأول الذي يلي الكعبة المشرفة ولا تنفذ من هذا السقف إلى السقف الأعلى الذي يلي السماء، ولكن جعلت عدة أخشاب بعضها فوق بعض على رءوس هذه الأعمدة الثلاثة من داخل السقفين إلى أن تصل إلى السقف الأعلى، فتكون هذه الأعمدة الثلاثة بهذه الصفة حاملة للسقفين المذكورين ويوجد في كل عمود ثلاثة أطواق للتقوية.