«الافتتاحية» ترد على مقال ب«الصحيفة» عن «المذهب الأشعرى»: كاتبه لا دراية له بالإسلام في افتتاحية العدد الأخير من مجلة «الأزهر» الموقع باسم «مجلس التحرير»، الذي يضم الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامى القريب من جماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عبد الفتاح العواري، ومعلوم للجميع أن «عمارة» هو من يكتبها، نشرت المجلة تعقيبًا تحت عنوان: «ومن نكد الدنيا على العلم أن نرى جهولًا ما من قراءته بد». أما التعقيب فعلى مقال للكاتب محمود قرني، نشر بصحيفة «الأهرام» تحت عنوان: «الإمام الأكبر.. ومفهوم الإصلاح»، بتاريخ 30 إبريل الماضي، تعليقًا على كلمة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمام مؤتمر «التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية»، التي حذر فيها من «خطورة وصول معنى الإصلاح إلى أفواه نخبة موصومة بالجهل»، واتهم عددًا من دعاة الإصلاح بأنهم يرغبون في تحويل الأزهر إلى متحف من متاحف التاريخ. وعلقت مجلة «الأزهر» على ما ذكره «قرنى» من أن «الأشاعرة هم من حاربوا الاجتهادات العقلية منذ عصر الخليفة المأمون»، بالقول: «واضح أن كاتب هذا الكلام لا دراية له بالفكر الإسلامي ومذاهبه، ولا معرفة له بتاريخ الإسلام، فالخليفة المأمون قد توفي سنة 318 ه، بينما ولد الإمام أبو الحسن الأشعري سنة 260 ه، أي بعد وفاة المأمون ب43 عامًا». وأضافت: «معروف أن الأشعري بدأ حياته الفكرية معتزليًا، وظل كذلك حتى سن الأربعين، ثم أسس المذهب الأشعري، أي أن الأشعرية لم تظهر إلا بعد وفاة المأمون بما يقرب من قرن من الزمان»، متسائلة: «كيف تكون الأشعرية هي التي حاربت الاجتهادات العقلية منذ عصر المأمون أي قبل ميلادها بقرابة مائة عام»، مشيرة إلى أن المذهب الأشعري يمثل الوسطية الإسلامية المعبرة عن فكر 90٪ من الأمة، و99٪ من أهل السنة والجماعة. أصل القضية أن مجلة «الأزهر» في عددها قبل الأخير وصفت المتحدثين عن المؤسسة ومذهبها الأشعري بأنهم «أصحاب الجهالات العلمانية»، وهو ما رد عليه الكاتب بالقول: «هناك فكرة مغلوطة تاريخيا هي عقلانية المذهب الأشعري.. بينما أدبيات المدارس الكلامية تؤكد أن الأشاعرة هم من حاربوا الاجتهادات العقلية منذ عصر الخليفة المأمون، وعمدوا إلى التخلص من خصومهم، مستخدمين في ذلك أعتى أدوات تعسف السلطة، بينما على النقيض كانت فرق المعتزلة تعزز نزعتها العقلية وتخوض المعارك الفكرية من أجل مقاومة التجهيل باسم النصوص. ففى الوقت الذي اعتنى فيه الأشاعرة بالأسماء اعتنى المعتزلة بالآراء، وفى الوقت الذي اعتنى فيه المعتزلة بالحديث عن الحقيقة اعتنى الأشاعرة بالبحث عن قائلها». وعلقت مجلة «الأزهر» على حديث «قرنى»: «كاتب هذا الكلام قد عاب على مجلة الأزهر ووصف الأشعرية وإعلامها وتراثها بالجهالات العلمانية ونحن نسأل: بماذا تسمى هذه الجهالة التي تتهم الأشعرية بمحاربة الاجتهادات العقلانية قبل أن توجد الأشعرية بنحو قرن من الزمان». ولأن الدكتور محمد عمارة هو من كتب هذه الافتتاحية، فإنه لم يفوت الفرصة المتاحة أمامه للهجوم على المفكر الراحل الدكتور نصر حامد أبوزيد، حيث جاء في التعقيب: «يزيد الطين بلة أن هذه ليست أولى الجهالات العلمانية فلقد سبق لنصر أبوزيد في كتابه (الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية) أن اتهم الإمام الشافعى بأنه الفقيه الوحيد من فقهاء عصره الذي تعاون مع الأمويين مختارًا راضيًا على موقف أستاذه مالك ابن أنس، الذي كان له موقف مشهور من الأمويين بسبب فتواه بفساد بيعة المكروه وطلاقه وموقف الإمام أبى حنيفة الرافض لأدنى صور التعاون معهم رغم سجنه وتعذيبه، فلقد سعى الشافعى على عكس سلفه أبى حنيفة وأستاذه مالك إلى العمل مع الأمويين». وواصلت: «ولأن الجهالة ملة واحدة فقد اتهم نصر أبوزيد الإمام الشافعى بممالأة الأمويين رغم أنه قد ولد سنة 150 ه أي بعد زوال الدولة الأموية بنحو 20 عامًا، ووضعت هذه الجهالة فتوى الإمام مالك وموقف أبى حنيفة في العصر الأموى، بينما كانت هذه المواقف في عصر المنصور العباسى». تحدثت مجلة «الأزهر» مجددًا عن «الجهالات العلمانية»، فقالت: «ما يزيد من مخاطر هذه الجهالات العلمانية التي تنشرها الآن صحف سيارة ومحطات فضائية وليس مجرد كتب أنها قد أصبحت السمة الجامعة للذين يتهجمون على أئمة الإسلام ومذاهب الإسلاميين». ودللت بأن المتحدث باسم الشيعة في مصر نشر كتابًا عنوانه: «بيت العنكوت»، اتهم فيه الإمامين البخارى ومسلم بأن كتبهما قد مثلت الرواية الأموية للدين، وأن صحيحى البخارى ومسلم قد جاء كل منهما في إطار خطة أموية هدفها إقصاء آل البيت». النسخة الورقية