تأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء البحريني حفل جمعية الصحفيين البحرينية قبل أيام، في التاسع عشر من الشهر الجاري، لتكريم رواد الصحافة والإعلام في البحرين، ضمن احتفالات المملكة بمناسبة يوم الصحافة البحرينية، حيث تنفرد المنامة عن باقي دول الخليج وربما العرب، بتخصيص يوم للاحتفال بالصحافة في 7 مايو من كل عام، لتؤكد على مدى إيمان سموه وتقديره لرسالة الصحافة، ودورها الموازي لبرنامج التنمية الشامل الذي بدأه صاحب السمو الملكي مع صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة. ولم تكن كلمات صاحب السمو الملكي في حفل نقابة الصحفيين البحرينية، وتكريمه رجال الصحافة البحرينيين الذين أمضوا أكثر من 15 عاما في محراب صاحبة الجلالة، إلا تأكيدا على إيمان سموه برسالة الصحافة ودورها التنويري لكل من الشعب والحكومة، وإظهار الحقائق بعيدا عن المواربة والبعد عن المهنية، حيث تتمثل رؤية سموه في دعم الصحافة في النقاط التالية: أولا إطلاق حرية إنشاء الصحف والمواقع الإلكترونية، بالطريقة التي ينظمها القانون، دون تفرقة بين معارض ومؤيد أو سني وشيعي، حيث شهدت الأعوام الأخيرة ظهور العديد من الصحف المعارضة والمستقلة، فضلا عن عشرات المواقع الإلكترونية بتوجهاتها المختلفة، ورغم لعب بعضها دورا سلبيا لا يمت لرسالة الصحافة السامية بصلة، من دعم النزعة الطائفية وتأجيج مشاعر الكراهية تجاه الحكومة والمجتمع، إلا أن سموه كان حكيما جدا في التعامل معها، حيث ترك الفكر الضال يحارب نفسه بنفسه حتى انكشف للمجتمع بطريقة ما كان يمكن لها أن تحدث لو تم مصادرة هذه المواقع أو اعتقال أصحابها، وفي ذلك رسالة لكل دول العالم التي تحارب الفكر الضال بالاعتقالات ومصادرة المقرات الصحفية، دون أن تدرك أن الفكر الضال يقتل نفسه بنفسه إذا ما تركت له الحرية ليحكم الحبل حول رقبته، كما حدث في مملكة البحرين. ثانيا الاهتمام بمكملات العمل الصحفي، من ضرورة اعتماد المؤسسات الصحفية على مراكز الأبحاث والدراسات، التي تقدم رؤية علمية لمراكز القرار في المؤسسات المختلفة، حيث يؤمن سموه جيدا بأهمية هذه المراكز في دعم الحكومات ومراكز القرار بالدراسات المحكّمة علميا التي لا تعتمد أساسيات البحث العملي في إصداراتها المختلفة، فإذا كانت الصحافة هي تنوير المجتمع فإن البحث العلمي هو تنوير الحكومة بمؤسساتها المختلفة ودعمها بالمعلومات في اتخاذ القرار المتعلق بالمجتمع، حيث زار وزير شؤون الإعلام، والوفد الإعلامي المرافق له، جمهورية مصر العربية حيث تفقد عدد من المؤسسات البحثية والصحفية المصرية، على هامش المشاركة في اجتماعات الدورة العادية الثالثة للمكتب التنفيذي، والدورة العادية السادسة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة، شملت مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، حيث أكد وزير شؤون الإعلام على ضرورة السعي إلى توثيق التعاون مع الصحف القومية ومراكز البحوث وأجهزة الإعلام في مصر من وكالات أنباء ووسائل إعلام مرئي ومسموع والكتروني، عبر تبادل الخبرات الفنية والتقنية والمعلومات والدراسات المتخصصة، والتنسيق في مجال التدريب وآليات الترويج والتسويق والإعلان، وتنفيذ المشاريع المشتركة المتعلقة بالشؤون الإعلامية والعلمية والبحثية، مشيدا بالتجربة المصرية الرائدة والعريقة والمتطورة في مجال الصحافة والإعلام والبحوث والدراسات والإعلان، مؤكدًا أهمية توظيف هذه الأدوات الحيوية في توعية الرأي العام بحقائق الأوضاع والتطورات، ومواجهة حملات التضليل والإساءة التي تستهدف النيل من أمن واستقرار البلدان العربية. ثالثا: العمل على مزامنة العمل الصحفي مع خطة التنمية الشاملة، حيث تكون الصحافة الشاهد والموجه والناقد لكل مجالات التنمية، حيث لا تتوقف رسالة الصحافة على مجرد الانتهاء من حل أزمات ومشكلات المجتمع، بل تقف الصحافة رقيبا على مستقبل الأزمة حتى بعد حلها لضمان عدم عودتها مرة أخرى، وهو ما يتجلى في حرص جمع المؤسسات البحرينية على تزويد المؤسسات الصحفية بالبيانات الإعلامية التي تعبر عن كل ما يدور ويتعلق بالمواطن، وهي القناعة التي تترسخ من واقع إيمان سموه بأهمية الصحافة في تتبع سلبيات وإيجابيات المجتمع دعما لمبدأ الشفافية وترسيخا للمصارحة بين الحكومة والشعب. أخيرا تجدر الإشارة إلى أن دعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للصحافة وحريتها، لا ينفصل عن فكر أعم وأشمل اعتمدته المملكة منذ إعلان برنامج الإصلاح الشامل للملكة البحرين قبل أكثر من عشر سنوات، والذي أخذه سموه على عاتقه، في جميع المجالات وليس الصحافة فقط، حيث شهدت المملكة في العشر سنوات الأخيرة طفرة هائلة في السياحة وحركة التجارة والمال والاقتصاد وإطلاق الحريات السياسية، التي تعتبر الصحافة أحد مكوناتها الأساسية.