قال الكاتب والروائي د. رامي المنشاوي، الصحفي بجريدة الوفد، إن الحقبة الحالية التي يمر بها الحزب تعد الأكثر تعثرًا في عهد الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب. وأضاف في حواره مع "البوابة نيوز" حول كتابه الجديد "خريف الوفد"، أن البدوي اتخذ عدة قرارات ليست في صالح الحزب بعد فوزه بالمنصب، ومنها تعيينه أكثر من 20 عضوًا في الهيئة العليا ليتمكن من الإمساك بزمام الأمور في الحزب. ما الذي دعاك إلى تأليف كتاب "خريف الوفد"؟ - أولًا تعال نتفق أن حزبًا بقيمة الوفد المصري وما له من تاريخ سياسي مرتبط بتاريخ التحرر الوطني كان لزامًا عليه أن يتصدر المشهد السياسي، دعني أقول لك إنك أمام وطن انتظرت فيه جماهيره طوقًا للنجاة، وكان على الوفد أن يقوم بهذه المهمة الوطنية لكنه للأسف خذل الجماهير. مَن خذلهم تحديدا؟ - الذي خذلهم هو السيد البدوي الذي رأس الوفد وحاشيته التي تشمل مجموعة الموظفين الذين أتى بهم من شركاته. لكن الوفد هو كيان مؤسسات ولا يستطيع البدوي أن ينفرد بالقرار دون الرجوع للهيئة العليا؟ - قصة الهيئة العليا قصة طويلة تعتمد في المقام الأول على فهم التركيبة السيكولوجية والاجتماعية للحزب، دعنا نعترف أننا في عهد البدوي شهدنا أن البدوي قام بتعيين بضع وعشرين عضوًا من إجمالي عدد 60 عضوًا بالهيئة العليا، وهو ما يعني تحويل الأغلبية إلى صوت فردي يمثل مخلب ديمقراطي يستخدمه البدوي، وبالتالي استطاع البدوي أن يجعل الهيئة العليا ملاكي بقيادته، لا أنكر أن هناك أصواتًا حرة عارضت البدوي ومعروض مواقفهم في الكتاب للتاريخ.. وهناك آخرون باعوا تاريخهم والكتاب يحتوي على وقائع بشهود عيان لهؤلاء وأولئك، في النهاية أنت أمام مؤسسة تم التلاعب فيها وتحويلها لرأي فردي. ذكرت في فصل من كتابك أن البدوي أصاب كبد الوفد بالاستسقاء، فلما كنت قاسيًا في وصفك؟ - دعني أقول لك إن أصعب التغيرات هي التغيرات الفكرية في المجتمعات وهي أشبه بالتغيرات الجينية في الجسم؛ لأن التلاعب بهرمونات الجسم قد يؤدي إلى تشويهه داخليًا وخارجيًا، دعني أذكر لك مثلًا أنه حينما توصم سيدات الوفد وزوجات وأبناء أعضائه بالسب في شرفهن فهذه كارثة أتى بها الوفدي ورجاله، لم نكن نجرؤ على اقتحام الحرمات في المعارك السياسية، أما في عهد البدوي فأصبح العالم الافتراضي ومواقع التواصل هي سلخانات لأعراض بعض الأسر الوفدية العريقة لأنهم يعترضون على سياسيات البدوي. البعض يرى أن هذا الكتاب هو خصومة شخصية بينك وبين البدوي ويبتعد عن الموضوعية؟ - لقد كتبت في مقدمة الكتاب أن مَن يبحث عن عقد زواج عرفي أو فضيحة أخلاقية لا يجدها في هذا المتن، وذكرت أيضًا أنني تذكرت قول الله: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا"، إن من دور الكاتب هو توثيق اللحظات التاريخية في حياة الأوطان، وبالتالي فإن الوفد هو جزء من ذاكرة هذا الوطن وفترة خريفه يجب أن توثق، وعلى القارئ الحكم إن كان بالكتاب موضوعيًا أم لا. الخطايا العشر.. ألم تر أن هذا العنوان الفرعي صادم إلى حد بعيد؟ - هناك فارق بين الخطأ والخطيئة، الخطأ يمكن التغاضي عنه وغفرانه بينما الخطيئة لا يمكن محوها بسهولة، فمثلًا كانت الخطيئة الأولى هي صفقة تصفية جريدة الدستور لحساب نظام مبارك وهي لا يمكن أن تمر مرور الكرام؛ لأنها ساهمت في تمزيق هيبة كرسي رئيس الوفد، والخطايا الأخرى لا تقل جرمًا في حق هذا الوطن. ألم تكن حادًا في وصفك للبدوي بأنه أقر قانون الغاب داخل الحزب؟ - هذه هي الحقيقة، لكن أنا أيضًا قمت بتجريم فعلة بدراوي حتى لو اكتفى بالصمت، واستشهدت بواقعة الأسد سلطان وقصة المرحوم يوسف إدريس، أنا سلطان قانون الوجود.