لا يزال الوضع في بوروندي يشهد توترا بالتزامن مع مظاهرات تجوب شوارع العاصمة البوروندية بوجومبورا احتجاجا على ترشح الرئيس بيير نكورونزيزا لولاية ثالثة، رافقها نشوب مواجهات بين شباب ورجال شرطة في عدة أحياء، فيما وصفتها السلطات بأنها "حالة عصيان". ونقلت مجلة (جون أفريك) الفرنسية عن ويلي نياميتوي المستشار الإعلامي للرئيس نكورونزيزا قوله عقب خروجه من أحد الاجتماعات - "عندما يحرق المتظاهرون الأكشاك والسيارات ويلقون الحجارة على رجال الشرطة، فإن الأمر لم يعد مظاهرة سلمية إنما حالة عصيان، مستنكرا أعمال العنف التي ارتكبها المعارضون لترشح الرئيس المنتهية ولايته بيير نكورونزيزا لفترة ثالثة. وأضاف نياميتوي" ليس من المتوقع إجراء أي حوار مع المتظاهرين، والوضع لا يزال هادئا وسط العاصمة البوروندية، وأن الاضطرابات لا توجد سوى في الأحياء الواقعة على أطراف بوجومبورا حيث معقل الحركة من أجل التضامن والتنمية بزعامة أليكسيس سيندوهيجي وهو معارض بوروندي يعيش في المنفى، ولم تستطع الشرطة بعد استعادة النظام هناك". وتفيد مصادر محلية متطابقة بأن وسط العاصمة بوجومبورا لا يزال بعيدا عن تلك المظاهرات، لكن الحياة توقفت فيها تقريبا إذ يقول صحفي بوروندي " أغلقت متاجر ومدارس، ولا توجد أي حركة هناك". وذكر شهود عيان أن السلطات البوروندية زودت شبابا ينتمون إلى حزب "المؤتمر الوطني للدفاع عن الديمقراطية" الحاكم ويقيمون في الجزء الجنوبي من العاصمة، بالأسلحة. كما أفاد الصحفي البوروندي، رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، بأن بعضهم يرتدي اليوم زي الشرطة، وهو ما نفاه ويلي نياميتوي، مضيفا " منذ يوم الأحد (26 أبريل) وهو اليوم الأول للعصيان، قتل متظاهرون رجل شرطة وسرقوا سلاحه، وأصيب 38 شرطيا من بينهم ثمانية أشخاص في حالة خطيرة". وأقر المستشار الإعلامي للرئيس البوروندي أن "ثلاثة مدنيين قتلوا بالرصاص، إلا أن التحقيقات جارية لتحديد المجموعة التي أطلقت النيران، لاسيما وأن المتظاهرين يحملون أيضا السلاح". ويرى ويلي نياميتوي أن المظاهرات في بوجومبورا كانت "متوقعة" لأن المعارضين ليسوا على استعداد للذهاب إلى الانتخابات، ولهذا يحاولون استخدام تلك الحجة الواهية للهروب من حكم الشعب". وفي محاولة للدفاع عن الرئيس بيير نكورونزيزا، أكد مستشاره الإعلامي أن الرئيس المنتهية ولايته لم يرشحه حتى الآن سوى حزبه وأنه لم يتقدم بعد رسميا بطلب ترشح للجنة الانتخابات، مضيفا "ما إذا كان البعض يرى أنه ليس بوسعه الترشح لفترة جديدة، فهناك هيئات مؤهلة في الدولة لتفسير الدستور" وذلك في إشارة منه إلى المحكمة الدستورية التي يمكن اللجوء إليها، موضحا أن الرئيس لم يفعل ذلك لاقتناعه بأن ترشحه لا ينطوي على أي مشكلة. وذكرت المجلة الفرنسية نقلا عن محامي الناشط البرورندي المدافع عن حقوق الإنسان بيير كلافير مبونيمبا، قوله" إن المخابرات البوروندية أطلقت سراح موكله الذي اعتقلته مساء 27 أبريل الماضي عقب يوم من احتجازه، وإن المفرج عنه من أبرز نشطاء المجتمع المدني في بوروندي ومن المعارضين لترشح الرئيس الحالي بيير نكورونزيزا لولاية ثالثة". وقال أرميل نيونجير، أحد محامي هيئة الدفاع عن مبونيمبا، " أطلقت المخابرات بعد ظهر اليوم (الثلاثاء 28 أبريل الماضي) سراح الناشط الحقوقي بيير-كلافير مبونيمبا"، كما أفاد محامي آخر يدعى أنطوان نزوباندورا بأن المخابرات اعتقلت مبونيمبا بدعوى "المشاركة في حركة متمردة" لكنه لم يوضح ما إذا كان الناشط البوروندي البارز قد وجه إليه الاتهام أم لا. وأضاف "عانى بيير-كلافير مبونيمبا الكثير جراء احتجازه لأنه مصاب بارتفاع في ضغط الدم وداء السكري لكنه لم يتعرض للعنف"، موضحا أن موكله لم يحصل على أدويته ولا على أي طعام. وكان بيير-كلافير مبونيمبا، المعروف باسم "مانديلا البوروندي"، قد اتهم العام الماضي بالإضرار بأمن الدولة بعد تصريحات أكد فيها أن شباب الحزب الحاكم يخضعون لتدريبات عسكرية شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة.