الجهود المصرية أحبطت «مخطط الذبح» مصادر استخباراتية ليبية: عناصر «داعش» خططت لاستهداف طائرة «العودة».. ومحافظ مطروح «عرّاب» التفاوض مصادر حكومية: رفضنا تدخل شخصيات أجنبية واستجبنا لوساطة الشقيقة الكبرى مصر كشفت مصادر رسمية وثيقة الصلة بالمخابرات الليبية، تفاصيل تحرير «الدبلوماسية المصرية»، لمجموعة من المواطنين الإثيوبيين المختطفين على يد تنظيمات إرهابية في ليبيا، بعدما أثير حول عدم وجود أي تدخل مصري للإفراج عنهم وتحريرهم، وأنهم كانوا محتجزين لدى مكتب «الهجرة غير الشرعية» هناك. وقالت المصادر إن الحكومة الليبية، والجيش الوطنى هناك، رفضا تدخل بعض الشخصيات الأجنبية في عملية التفاوض، لتحرير الإثيوبيين المحتجزين، واستجابا على الفور لطلب الشقيقة الكبرى مصر، التي وقفت بجانب ليبيا في أكثر من مناسبة وموقف، مشيرة إلى أن اللواء علاء أبوزيد، محافظ مطروح، كان له دور كبير في عملية التفاوض، لتحرير الرهائن المحتجزين لدى مكتب «الهجرة غير الشرعية»، نظرًا لعلاقاته الطيبة بجهاز الاستخبارات الليبى وشيوخ ووجهاء القبائل هناك، منذ أن كان يترأس مكتب المخابرات الحربية بمطروح. وكشفت المصادر، ل«البوابة»، أن ال 27 إثيوبيًا المحررين كان محددًا وصولهم إلى القاهرة مساء الثلاثاء الماضي، إلا أن وصول معلومات استخباراتية، تؤكد اعتزام تنظيم الدولة الإرهابية «داعش» استهداف طائرة نقلهم إلى مصر تسبب في تأجيل نقلهم أكثر من مرة، حتى وضعت المخابرات المصرية بالتعاون مع الاستخبارات الليبية «خطة خداع»، عبر تسريب معلومات تؤكد إقلاع طائرة الإثيوبيين، بعد ظهر الأربعاء، ومعلومات أخرى تقول مساء نفس اليوم، لتقلع الطائرة بسلام في موعدها المحدد يوم الخميس في سرية تامة. وأشارت المصادر إلى وجود مجموعة أخرى من الإثيوبيين أيضًا، جار العمل والتنسيق مع الجانب المصرى للإفراج عنهم، وإعادتهم إلى بلدهم، وأضافت: «الحكومة الليبية، ممثلة في البرلمان الشرعى والجيش الوطنى، لا يمكن لها أن ترفض طلبا مصريا تقديرا لدورها الكبير في مساعدتنا على القضاء على الإرهاب، وتقديم كل الدعم لنا». فيما ذكرت مصادر وزارية ليبية أخرى أن ال 27 إثيوبيًا تعرضوا بالفعل للاختطاف على يد ميليشيات مسلحة تابعة للتنظيمات المتطرفة في مدينة «درنة»، معقل «داعش»، بعد أن أوهموهم أنهم تابعون للحكومة الليبية، وقالت: «المخابرات الحربية المصرية هي من تولت العملية بالكامل، بعد حصولها على معلومات تكشف اعتزام داعش ذبحهم على غرار ال30 إثيوبيًا الذين تعرضوا للذبح». وتولت المخابرات الحربية، وفقًا للمصادر، بالتعاون مع القبائل الليبية في المنطقة، جمع المعلومات وتحديد أماكن تواجد الرهائن الإثيوبيين، وقدموا تلك المعلومات لقوات الجيش الوطنى الليبى التي كانت تراقب المنطقة على مدى الساعة، وحددت الوقت المناسب لتحرير الرهائن بالتعاون مع قبائل المنطقة. وقالت المصادر الوزارية: «الإرهابيون اعتقلوا المواطنين الإثيوبيين وأوهموهم أنهم الحكومة الشرعية التي تحكم ليبيا، ووضعوهم في مراكز اعتقال في درنة، والجميع يعلم أن درنة هي معقل داعش، وأعلنها التنظيم ولاية تابعة للبغدادى وبايعوه أيضًا»، مشددة على أنه لولا تدخل المخابرات المصرية لأعدم التنظيم هؤلاء الإثيوبيين مثلما يفعل مع كل رهائنه، ما تطلب تحركا سريعًا لإنقاذ هؤلاء المواطنين. وأشارت إلى وجود تعاون دائم بين المخابرات المصرية والقبائل الليبية والمصرية، إضافة إلى الجيش الوطنى اللييي، وأن المخابرات المصرية كثفت من عملياتها وتواجدها لحماية العاملين المصريين في ليبيا، وتجرى دائما لقاءات مع القبائل الليبية لضمان حمايتهم، وتشرف الحكومة الليبية المنتخبة في بنغازى على توفير كل الحماية والدعم للمصريين وجميع الجنسيات الأخرى على أرض ليبيا. وأوضحت أن المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيات المسلحة سواء في طرابلس أو مصراتة وكذلك سرت ودرنة تشهد أكبر انتهاكات بحق المواطنين الليبيين والأجانب على حد سواء، إذ تنشط تلك التنظيمات في تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى أوربا مقابل أموال طائلة، وتتعاون «داعش» مع وعصابات دولية موجودة في عدة دول أفريقية منها إثيوبيا وإريتريا لتهريب الأفارقة من بلدانهم عبر السودان إلى ليبيا ثم دفعهم في قوارب نحو أوربا مقابل آلاف الدولارات. وأكدت المصادر وجود أعداد كبيرة من الإثيوبيين، ومن جنسيات أفريقية أخرى في ليبيا، يعيشون في ظروف صعبة تحت رحمة الميليشيات الإرهابية المسيطرة على المدن التي يتواجدون فيها. وهو ما كشف عنه وزير الخارجية الإثيوبى تيدروس أدهانوم، بقوله إن هناك نحو 300 إثيوبى عالقون في ليبيا، وإنه طلب من الحكومة المصرية مساعدة بلاده في إنقاذهم. كانت وكالة «رويترز» الأمريكية قد نشرت تقريرا على موقعها العربى المفتوح، مساء أمس الأول، قالت فيه إن وسائل إعلام رسمية مصرية نقلت عن الرئيس عبدالفتاح السيسى قوله، إن مجموعة من الإثيوبيين كانوا خطفوا في ليبيا وصلوا مطار القاهرة يوم الخميس بعد أن أنقذتهم قوات الجيش المصري. وزعمت الوكالة أن «مصدرا ليبيا شكك فيما يبدو في تلك الرواية، قائلين، إن الرجال كانوا محتجزين فقط لدى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي، وعرض التليفزيون الرسمى لقطات مباشرة من المطار للسيسى وهو يستقبل نحو 30 إثيوبيا قدموا على طائرة تابعة للحكومة المصرية». وأضافت «رويترز»: قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية «أعلن السيسى خلال الندوة نجاح القوات المسلحة في إعادة الأشقاء الإثيوبيين الذين تم اختطافهم في ليبيا»، مضيفة: «وأبلغت مصادر أمنية رويترز أن المخابرات المصرية قدمت معلومات للسلطات الليبية ساعدتها على تحرير الإثيوبيين الذين كانت تحتجزهم جماعات مسلحة في مدينتى درنة ومصراتة، وقال أحد الإثيوبيين إنهم كانوا محتجزين لدى سلطات الهجرة الليبية. وقال للصحفيين في المطار «الحكومة الليبية جاءت وأخذتنا إلى هيئة الهجرة غير المشروعة ثم أخذتنا الحكومة المصرية من هناك، وأكد مسئول ليبى هذه الرواية». النسخة الورقية