ذكرت مصادر دبلوماسية عربية، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية أمس، تأتى في إطار استكمال الخطوات الإستراتيجية التي رسمها قادة البلدين مؤخرا لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وإقامة المحور السياسي العسكري لمواجهة التحديات الحالية التي فرضتها إيران والتنظيمات الإرهابية وعززتها الولاياتالمتحدة أيضا. وقالت المصادر في تصريحات ل«البوابة»، إن الفترة الماضية شهدت تنسيقا عسكريا كبيرا بين السعودية ومصر وكان محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودى، وولى ولى العهد يتولى بنفسه هذا التنسيق وكان هناك اتصال مفتوح بينه والرئيس السيسى طوال الوقت، ولفتت المصادر إلى أن مصر كانت الدولة الوحيدة التي زارها محمد بن سلمان، في 15 إبريل الماضي، قبل التغييرات الأخيرة التي شهدتها المملكة بنحو 15 يوما، واجتمع في جلسة خاصة بالرئيس السيسى لمناقشة الأوضاع الحالية والتنسيق الأمني. ويعد الرئيس السيسى أول رئيس دولة في العالم يزور السعودية بعد ما شهدته من تحولات سياسية مهمة في الفترة الماضية، بقرارات العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز بإعفاء ولى عهده السابق الأمير «مقرن بن عبدالعزيز» من منصبه وتعيين الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وليًا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليا لولى العهد. وكان بن سلمان قد زار مصر على رأس وفد عسكري ضخم ضم قادة الأركان ورئيس المخابرات السعودية «خالد الحميدان»، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن فياض بن حامد الرويلي، ومدير عام مكتب وزير الدفاع فهد بن محمد العيسى، وشهدت اجتماعات مغلقة مع القادة العكسريين والأمنيين ووضع خطة إستراتيجية شاملة للتحرك المصرى السعودى في المنطقة. إضافة إلى مهام العمل الرسمية التي ستشهدها زيارة السيسي، أوضحت المصارد الدبلوماسية ل«البوابة»، أنها تعد أيضا بمثابة زيارة ودية من جانب الرئيس السيسى لتقديم التهنئة للمسئولين الجدد، حيث إن هناك تقاربا إلى حد ما في السن بين ولى العهد الأمير محمد بن نايف 55 عاما والرئيس السيسى 60 عاما، وهو ما يعكس وجود انسجام فكرى وفى الرؤية السياسية والإستراتيجية لكلاهما تجاه المنطقة والتعامل مع القضايا التي تهدد أمن البلدين، وخاصة النفوذ الإيرانى والوضع في اليمن وكذلك مكافحة الإرهاب. وحمل الأمير محمد بن نايف لسنوات طويلة على عاتقه مسئولية مكافحة الإرهاب في المملكة، ونجح باقتدار في حمايتها من خطر التنظيمات الإرهابية التي جعلت إسقاط المملكة هدفًا رئيسيًا لها. من النسخة الورقية