التنظيم الإرهابي سينتهى إذا استمر الأهالي في تقديم معلومات عن تحركاتهم لاح نذر الاقتتال الداخلى بين القبائل في سماء شبه جزيرة سيناء للمرة الأولى بعد ظهور ملثمين مجهولين كشفوا عن نيتهم في مقطع فيديو انتشر حينها على مواقع التواصل الاجتماعى في قتال الجماعات التكفيرية في شمال سيناء مؤكدين أنهم من أبناء القبائل العريقة هناك ممن تضرروا بما أحدثته تلك الجماعات من قتل وتخريب ومحاولات فرض السطوة والهيمنة عليهم. انتاب قادة التنظيم القلق معتبرين أن تهديدات أبناء سيناء بقتالهم البذرة الأولى لتشكيل ما سموه بصحوات سيناء وهو المصطلح الذي عرفته الحالة العراقية وخاصة في المناطق السنية التي كون فيها تنظيم أبو مصعب الزرقاوى «التوحيد والجهاد» أولى البؤر الإرهابية التي استهدفت كل من يرفض سيطرتها في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين. وقام على إثر ذلك عدد من العشائر السنية العراقية بتكوين ميليشيات أطلقت على نفسها الصحوات لمواجهة تمدد القاعدة في ذلك الوقت محققة نجاحات كبيرة ضد التنظيم.قبلها كان تنظيم أنصار بيت المقدس، الموالى لداعش، قد أعدم ذبحا ورميا بالرصاص العشرات من أبناء القبائل متهما إياهم بالتعاون مع قوات الجيش المصرى أو بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلى بعد إقامة محاكمات سرية من قبل جهاز أمنى للتنظيم شكله إبان ثورة ال25 من يناير. طالت الاغتيالات وعمليات الذبح المروعة زعماء عشائر وشيوخ إداريين لمجرد شكوك التنظيم في تعاملهم مع الدولة بعد إدراكهم أن انتهاء التنظيم قادم لا محالة إذا استمر الأهالي في تقديم معلومات عن تحركاتهم وأماكن تواجدهم. وحاول التنظيم قطع دابر العشائر في سيناء مبكرا قبل استفحال خطرها عليه مستفيدا من رفض الدولة المصرية تحول المعركة من كونها حربا تخوضها دولة ضد جماعة تكفيرية إلى كونه قتال داخلى بين العشائر والتنظيم تفقد فيه الدولة هيبتها وسيادتها وينتج عنه تداعيات ماثلة في التجربة العراقية واليمنية وهو ظهور ميليشيات مسلحة تخرج بشوكتها في خاصرة الدولة بعد زوال غبار المعركة. اتضحت هواجس «أنصار بيت المقدس» بشكل جلى بعد توزيعها بيانات على القبائل السيناوية تحذرهم فيها ليس من التعاون مع الجيش المصرى معلوماتيا بل بمجرد إبداء المشورة أو التعامل التجارى أو الاقتراب من ثكناته ووحداته. وبعد بيان قبيلة الترابين الذي أعلن فيه رفضه للبيان التحذيرى الأول قام التنظيم بتوزيع منشورات جديدة في مناطق وحمى القبيلة تحذرهم فيها بشكل خاص من التعامل مع الجيش أو حمل السلاح في مواجهتهم وهو ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات بين الطرفين. من المرجح ألا تسمح الدولة المصرية بتكرار نموذج الصحوات العراقية في سيناء مع قدرتها على إضعاف الجماعات التكفيرية هناك إلا أن البعض يرى أن الصحوات العراقية لم تكن النموذج الأمثل في التعاطى مع ملف البؤر الإرهابية المستوطنة. من النسخة الورقية