تستعد كنيسة العذراء مريم بالزيتون لاستقبال العرض المسرحي “,” السادة وعبيد البيادة“,”، ضمن منافسات مهرجان النيروز المسرحية بدورته الرابعة، والذي يفتح ستاره خلال شهر سبتمبر المقبل. ديودراما مسرحية، يرمي خلالها جوزيف بهاء، مخرج العرض صنارة رؤيته الإخراجية ليصطاد بها وقائع درامية حقيقية مر بها الشعب المصري في متاهة العسكر منذ عام 1952، تلك المتاهة التي بدأت بثورة عسكرية أطاحت بحكم الملكية الاستبدادي، لتمنح مصر لقب الجمهورية العربية، جمهورية ديمقراطية على ورق، سطر تاريخها نسر ودبورة، أمسكت بعنق زجاجتها “,” بيادة “,” وصفت بالوطنية، على مدار ستة عقود من الزمن. تاريخ مصري حديث في زمن جديد، بدأ بانقلاب وانتهى به الحال الآن بانقلاب آخر، مع اختلاف المسميات، أوله عسكري صرف، وثانيه شعبي بامتياز، تملك عبره محمد نجيب بادئ ذي بدء كرسي الحكم، لينقلب السحر على الساحر، ليستحوذ عليه من بعده رجل حفر اسمه في قلوب المصريين حتى وقتنا هذا، إنه جمال عبد الناصر، الزعيم الذي أحيا مصر في نعيم الكرامة طيلة سنين حكمة ال 16، تخلص في عهده من فيروس الجماعة، الذي تفشى حديثاً حتى تمت الإطاحة به بثورة، توالى من بعده الحكام، ممن ساروا على دروب مختلفة، بين عزة “,”السادات“,” وانتصاراته، وظلام عقود “,”مبارك“,” الثلاث“,”، وعسكره المكروه في عهد المشير، حتى عاد العسكر من جديد في عباءة ثورية أطاح عبرها “,” السيسي“,” بنظام الإخوان الذين ركبوا موجة ثورة يناير، وانتهي بهم المطاف بثورة يونيو الشعبية التي حماها الجيش. ديودراما مسرحية، تجسد بفحواها جانبين من منظور الحياة العسكرية، إحداها تجسيد للشعب المصري الأصيل الذي مر طيلة حياته بأزمنة مختلفة وحكام أكثر اختلافاً بين الملكية والعسكرية والمدنية وحتى الاحتلال، وظل صامداً متعايشاً لا يهز شوكته كائن من كان، والثاني تجسيد شخصي للسلطة الطاغية ونفوذ كرسي الحكم، وطغيان الحاكم الذي يمسك بين يديه زر التحكم بالبيادات العسكرية، ليدخل عبر العرض كلا الجانبين في منافسة تمثيلية ديودرامية، توضح مآسي ومزايا حكم العسكر على مدار الزمن، بين لحس البيادات وعبادة الأسياد. ليضع المخرج في نهايته المفتوحة سؤالاً تكمن إجابته في حل اللغز الذي حير التاريخ المصري، حول ما إذا كان حكم العسكر نعيماً أم بلاءً ؟ عرض “,” السادة وعبيد البيادة“,” يقدمه فريق ألفا أوميجا المسرحي، و من بطولة كل من : بيتر عياد وفادي منير، والموسيقى التصويرية لماريا شارل، والإضاءة ل أميره ناشد وباخوم عماد. بجانب ديكور نانسي فؤاد وفادي مجدي و كرستين اسحاق، بالإضافة إلى سالي أشرف في التصوير الفوتوغرافي. ومن تأليف وإخراج جوزيف بهاء.