تناول كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الأحد، في مقالاتهم العديد من القضايا، من بينها الحديث عن القضية الفلسطينية، والصراع في اليمن، بالإضافة إلى ذكرى تحرير سيناء. ففي مقاله بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب فاروق جويدة، من كان يتصور أن تصبح القضية الفلسطينية آخر القضايا فى العالم العربى وكانت يومًا أكبر وأهم الأولويات فى السياسة العربية شعوبًا وحكامًا. وأضاف الكاتب قائلًا "من كان يتصور أن تغرق الدول العربية فى أزماتها وبدلا من أن تواجه إسرائيل دخلت فى دوامة الحرب الأهلية بين أبناء الشعب الواحد".. لقد قسمت أمريكا الشعب العراقي ما بين السنة والشيعة والمسلمين والأقباط والأكراد والفرس والعرب والبعث، وبدلًا من أن يبني الشعب العراقى وطنًا بدأ ينقسم ويتحول إلى فصائل متناحرة. وامتدت لعنة الانقسامات إلى سوريا التى دمرت كل إمكانيات وموارد الشعب السورى ما بين الحرب الأهلية واللاجئين والطوائف المختلفة.. ولم تكن الانقسامات بعيدة عن فلسطين أمام فتح وحماس ودولة غزة وحكومة رام الله وبقية الفصائل الأخري.. وفى ليبيا تجرى الآن معارك ضارية بين القبائل والعائلات الليبية وكانت يوما أسرة واحدة وما حدث فى اليمن وادى إلى تدخل قوات عسكرية عربية بقيادة سعودية لإنقاذ الوطن الضائع فى حرب أهلية لا يوجد فيها منتصر ولا مهزوم، وسط هذه الدماء وقفت إسرائيل تحصد ثمار ذلك كله بعد أن تفككت الجيوش العربية أمام العالم كله. كانت إسرائيل هى المستفيد الأول وكانت إيران هى المستفيد الثانى لأنها استطاعت أن تجد لنفسها مكانًا فى عدد كبير من العواصم العربية.. من كان يتصور أن تكون إيران صاحبة نفوذ فى لبنان من خلال حزب الله وفى فلسطين من خلال حماس وفى سوريا من خلال النظام الحاكم وفى العراق من خلال الفتنة بين السنة والشيعة.. ثم أخيرًا فى اليمن حيث استولى الحوثيون على الحكم بقوة السلاح .. إن الصراع القادم فى صورته النهائية سيكون بين إسرائيل وإيران وفى ظل التقارب الأمريكى الإيراني لن يكون غريبًا أن تجلس إيران مع إسرائيل تحت رعاية أمريكية لتوزيع الأدوار ويصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم، فلا توجد فى السياسة عداوات دائمة وايضا لا توجد صداقات دائمة.. وأن ما يحدث فى العالم العربى الآن يعود بالشعوب والدول إلى ماضي بعيد فى وقت يتجه فيه العالم كل العالم إلى المستقبل. وفي مقاله بصحيفة "الأهرام" أيضا قال الكاتب مكرم محمد أحمد، رغم اقتناع العالم أجمع بما فى ذلك رؤساء أمريكا والصين وروسيا ومصر، وغيرهم كثيرون يعتقدون أن التسوية السلمية للأزمة اليمنية هى الطريق الأقصر والأقل كلفة وخطرًا من هذه الحرب المدمرة فى اليمن التى لا يبدو لها نهاية قريبة، بسبب عناد الحوثيين الذين استنسخوا لأنفسهم زعيما ديماجوجيا على نمط الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله فى لبنان، يصور له وهم الزعامة أنه يستطيع هزيمة السعودية والولايات المتحدة والعالم أجمع ، ويفرض شروطه على الجميع لأنه مكلف برسالة عليا تملى عليه أن يقود المستضعفين فى اليمن إلى أن يتحقق النصر!. ومع الأسف يكاد يكون الحوثيون طوع بنانه، يتبعونه كالقطيع ويصيخون السمع لأوامره بعد أن نجح فى أن يجعل منهم القوة الأكثر خطرًا فى اليمن، التى قلبت كل التوازنات القبلية فى فترة غير قصيرة بمساعدة أساسية من الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح. ومع أن العناصر الأساسية لتسوية ناجحة للمشكلة اليمنية تكاد تكون معروفة للجميع، بل وربما تتوافق كل الأطراف على معظم بنودها، وأولها انسحاب الحوثيين بأسلحتهم الثقيلة من عدن وعودة السلطة الشرعية إلى ممارسة دورها، مقابل الالتزام بعدم تهميش الحوثيين واعتبارهم طرفًا أساسيًا فى حوار وطني يستهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية، وثانيها التطبيق الصارم والأمين لما ورد فى اتفاقية السلم والشراكة التى وقعها الحوثيون مع 13 حزبًا يمنيًا يوم 21 سبتمبر ليلة سقوط صنعاء، وتؤكد انسحاب الحوثيين وجميع الميليشيات من كل المدن اليمنية وتسليم مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الى الدولة، وثالثها التزام دول الخليج بتفعيل مبادرتهم مرة أخرى ونقل السلطة فى اليمن إلى رئيس توافقي ترضى عنه كل الأطراف، ويكاد اليمنيون يجمعون على أن خالد البحاح نائب الرئيس الجديد هو الأصلح للقيام بهذه المهمة، مع التزام السعودية ودول الخليج بمعالجة جذرية لمشكلة اليمن تواجه قضايا الفقر والجوع وتعامل اليمن باعتبارها دولة خليجية، شريطة أن تشارك مصر فى هذه المبادرة لأنها لاتزال موضع ثقة جميع الأطراف فضلا عن تحالفها الوثيق مع السعودية، ولأن كل الأطراف تبحث عن مخرج صحيح من هذه الأزمة يحفظ ماء وجوه الجميع، فربما تكون الظروف الراهنة هى أنسب الأوقات لطرح مبادرة سلمية رشيدة تقبلها كل الأطراف. من ناحية أخرى، وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" تحدث الكاتب محمد بركات عن ذكرى تحرير سيناء قائلا ، في مثل هذه الأيام من نهايات شهر أبريل كل عام، تعاودنا الذكري العطرة لتحرير سيناء، وعودتها إلى أحضان الوطن الأم، في الخامس والعشرين من أبريل 1982، بعد اغتراب دام بالقصر والعدوان خمسة عشر عاما. ومع رياح تحرير سيناء العزيزة التي تهب علينا مع قدوم الربيع كل عام، تقفز إلى الذهن دائما المئات بل الآلاف من صور وقصص البطولة، التي سطرها بدمائهم جنود مصر الأبطال أبناء جيش مصر، بطول وعرض السنين دفاعًا عن سيناء وتصديًا للعدوان عليها وتحريرًا لها، ليس في الزمن الحديث أو المعاصر فقط ، بل منذ قيام الدولة المصرية في هذا المكان المتميز والعبقري من خريطة العالم والمنطقة. ولكثرة ما مر على سيناء وما عايشته من حروب وغزوات على مر الزمن، بوصفها المعبر والبوابة الشرقية لمصر منذ ما قبل التاريخ المدون والمعروف وحتي اليوم ، يصدق عليها القول، بأنها والمصريون في رباط دائم ومستمر إلي يوم الدين. ومن يطلع علي تاريخ مصر القديم والحديث، يعلم أن سيناء كانت طوال السبعة آلاف عام قبل الميلاد، ثم الألفين التاليين للميلاد، مسرحًا وميدانًا لكل الحروب والغزوات التي استهدفت مصر، منذ الفراعنة الأوائل ثم الرومان والاغريق وما بعدهما من المغول والتتار، وصولًا إلي العدوان الثلاثي في 1956، ثم نكسة 1967، التي استطاع جيش مصر البطل أن يمحو آثارها في انتصار 1973 وما تلاه من تحرير سيناء. ولأن سيناء هي المدخل والمعبر لمصر فإنها الآن تعيش حربا مقدسة ضد جماعات الإرهاب، وعصابات وفلول الإجرام والقتل والتخريب والتكفير، التي تسعي لنشر الفوضي والعنف في ربوع البلاد، وتحاول بكل الخسة هز الاستقرار في مصر في إطار خطة شيطانية لإسقاط الدولة وفتح الطريق أمام إعادة رسم خريطة المنطقة من جديد. وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" أيضا قال الكاتب جلال دويدار، لا جدال أننا برحيل الخال عبدالرحمن الأبنودي «رحمه الله» فقدنا علامة بارزة في حياتنا تركت بصماتها في تاريخ الوطنية المصرية بأشعاره العامية الرائعة التي تحولت إلي اغان ترددت ومازالت تتردد علي كل لسان. وأضاف قائلا "إن أي وصف أو تحليل لهذا العملاق الصعيدي المصري الأصيل لا يمكن أن يقتصر على ما اتحفنا به، ولكن لابد أن نجمل ما تميزت به كتاباته وسلوكياته الإنسانية الممزوجة بأصالته المصرية التي تمتلك كل القلوب". وفي هذا المجال فإنه ليس هناك من أغنية وطنية شاعت أو انتشرت ورددها الجميع في مصر والوطن العربي إلا وكان الأبنودي هو الذي وضع معانيها واختار كلماتها «بمعلمة» سوف نفتقدها لسنوات طويلة. تذكرت في مناسبة هذا الرحيل الحزين أول معرفتي بالخال الأبنودي.. كان ذلك في بداية الألفية الثالثة وكنت رئيسا لتحرير «الأخبار» في ذلك الوقت.. كنت قد فكرت فيه عندما كنت أجهز للتطوير والتجديد في كتابة يوميات الأخبار بالصفحة الاخيرة.. ولاني كنت أعرف علاقة الزميل جمال الغيطاني به فقد لجأت إليه ليعرفني به حيث كنت قد قررت أن يكون ضمن كتاب اليوميات في إطار عملية التجديد. ويضيف الكاتب: وبعد أن مهد لي الغيطاني الطريق للحديث معه اتصلت به تليفونيا واخبرته بانه قد تم اختياره ضمن عدد من مشاهير الكتاب لكتابة اليوميات.. رفض العرض لاول وهلة الا انه ومع الالحاح الذي شارك فيه جمال الغيطاني مستغلا صداقته به قبل أن يشارك في كتابة اليوميات.. استمر مواظبًَا على الكتابة خاصة بعد أن قلت له إنه ليس مطلوبًا منه سوى أن يقوم بتسجيل خلجاته وأفكاره. ورغم الشعبية الكبيرة التي استقبلت بها هذه اليوميات إلا أنه لم يستمر سوى أسابيع ليقرر التوقف نزولا على قناعته بأن الكتابة النثرية لا تتوافق وتوجهاته المزاجية. الحقيقة أن رحيل الأبنودي يمثل خسارة كبيرة ولكنها إرادة الله التي لا مرد لها وهي نهاية كل حيّ ولا مفر منها، إن ما يعزينا في فقدان هذا الفارس.. تلك التحف الفنية سواء كانت أشعاراً جاءت من صلب تراثنا أو أغاني وطنية أو عاطفية أثارت مشاعر الوطنية وارتفعت بعواطفنا إلى عنان السماء. وفى صحيفة "الجمهورية" نقل رئيس التحرير فهمى عنبة، تساؤلات المصريين.. لماذا كل هذا الاختلاف بين مدن وقري شمال سيناء عن جنوبها؟ وقال إنهم لا يقصدون بالطبع الحرب الدائرة الآن للقضاء علي الإرهاب في مثلث "رفح العريش الشيخ زويد".. بينما يستمتع زوار شرم الشيخ وطابا ودهب بالغوص في مياه البحر والاستجمام علي الشواطئ.. ولكنهم ينظرون إلي الجانب الحضاري ونوعية الحياة في المحافظتين والخدمات المقدمة للمواطنين والمقارنة بين توافر الضروريات والبنية الأساسية وزيارات المسئولين والمساحات المخصصة في وسائل الإعلام. وأشار الى أن أهل الشمال من أبناء العشائر والقبائل يتهمون الدولة بأنها خلال السنوات الماضية ومنذ استعادة سيناء بالكامل قبل 33 سنة.. انصب الاهتمام علي الجنوب.. وكانت الميزانيات تمنح أولاً لتشييد البنية الأساسية في المناطق السياحية في حين ساد الاهمال باقي المناطق.. وبعد تقسيم المحافظة إلي اثنتين كانت "الجنوب" هي الأولي بالرعاية.. لذلك تجد الحياة سهلة وتتوفر فيها كل متع الحياة من سانت كاترين ورأس محمد إلي نبق والطور مروراً بشرم ونويبع ودهب وطابا.. بعكس كل مدن وقري الشمال دون استثناء رغم أنها تضم أغلب السكان الذين يصلون إلي 600 ألف شخص.. أما الجنوب فبالكاد يبلغ عددهم 200 ألف نسمة أكثرهم من محافظات أخري غير سيناء جاءوا ليعملوا في القرى والمنتجعات السياحية. وأوضح أنه بعيدًا عن التقسيمات الجغرافية والسكانية علي أرض الفيروز فإن المصريين يتعاملون معها كوحدة واحدة حتي وبعد استحداث محافظة لوسط سيناء.. فهم ينظرون إلي شبه الجزيرة علي أنها يمكن أن تتحول إلي أرض الأحلام تحمل الخير للأجيال القادمة.. وتكون "الحل السحري" لمعظم المشاكل التي تواجه الوطن سواء الاقتصادية أو لامتصاص الزيادة السكانية. مازالت سيناء بكاملها أرضاً بكراً لم يتم تنميتها وتعميرها.. ولم نقم باستخراج ثرواتها المدفونة في أراضيها وجبالها.. ولم نستغلها بالشكل الكامل اقتصادياً واجتماعياً.. لتظل بعد كل هذه السنوات "الكنز المجهول" الذي لم نستطع فك خزائن أسراره ، وتمتاز أراضي سيناء بأنها مخزن للمياه الجوفية خاصة بين القنطرة ورفح وتزداد جودة المياه عند مجري وادي العريش ومنطقة السرابات.. مما يعني إنه يمكن إقامة مجتمعات زراعية وعمرانية حولها واستصلاح آلاف الأفدنة فلا يمكن في كل هذه المساحة الشاسعة لم يتم خلال 33 عاماً سوي زراعة 175 ألف فدان في الشمال و1500 فقط في الجنوب. وإذا تحدثنا عن الثروة الحيوانية والسمكية فيمكن لهذه المنطقة أن تحقق الاكتفاء الذاتي لمصر.. ويقام حولها مصانع غذائية.. وهناك بالفعل مشروعات قائمة ولكنها لا تحقق المأمول.. كما أعلنت القوات المسلحة عن عدة مشروعات سمكية ضخمة وإنشاء ميناء العريش الكبير.. وإن كانت العمليات ضد الإرهاب قد أجلتها. في المجال السياحي يجب ألا يتوقف الاهتمام بجنوب سيناء فقط فهناك في الشمال خاصة في العريش جميع مقومات الجذب.. وللأمانة فإنه حتي الآن لم نستغلها.. حيث علينا التخطيط الجيد للسياحة العلاجية والاستشفاء في عيون موسي.. والتركيز علي رحلات السفاري التي يعشقها الأجانب ثم الرياضات البحرية والشاطئية وسباقات الرالي.. إلي جوار سياحة الندوات والمؤتمرات وذلك بالطبع بخلاف المقاصد الدينية سواء دير سانت كاترين ومسار العائلة المقدسة "مريم وعيسي عليهما السلام" أو آثار الفتح الإسلامي أو جبل الطور الذي كلم الله سبحانه وتعالي عنده النبي موسي عليه السلام.. وجميعها كفيلة بوضع مصر في المكانة اللائقة بها علي خريطة السياحة الدولية. وحتي تكتمل القطاعات الاقتصادية.. فسيناء تستوعب إنشاء العديد من المدن الصناعية.. ويمكن أن يتم ذلك ضمن مخطط تنمية محور قناة السويس الجديدة.. مع إقامة مشروعات استثمارية وخدمية ومناطق "لوجيستية" تستوعب الآلاف من الأيدي العاملة وتجتذب الملايين في تجمعات عمرانية ليتحقق حلم توطين 3 ملايين مصري في سيناء. واختتم الكاتب مقاله باننا ونحن نحتفل بعيد تحرير سيناء.. لابد من التفكير في أهلها وتحسين مستوى معيشة أهالي الشمال الذين يعانون من البطالة وسوء الخدمات وعدم استفادتهم من خيرات أرضهم، وقال ستنتهي قريبًا بإذن الله الحرب الدائرة لاستئصال البؤر الإرهابية.. وستنتصر فيها بإذن الله إرادة المصريين جيشًا وشعبًا.. لنبدأ معركة البناء والتعمير التي تحتاج إلي التخطيط والعمل والعرق.. ولو استطعنا الصمود وتحقيق النجاح فيها فستصبح سيناء هي مستقبل التنمية في مصر.. وستكون أرضًا لكل باحث عن العمل أو الاستثمار أو العيش في بيئة نظيفة.