على خطى ثابتة تسير المطربة آمال ماهر، في فرض موهبتها وأسلوبها وشخصيتها الغنائية، بعد ألبومها الثالث «سكة السلامة»، الذي أطلقته مؤخرا، مع شركة «عالم الفن»، ويضم 10 أغان، أطلقت منها 3 أغان منفردة قبل إطلاق الألبوم بشكل كامل على «يوتيوب»، وهى «ذكرياتنا»، التي جاءت إهداء لفيلم «ريجاتا»، و«بحبك» و«ولاد النهارده»، ويأتي الألبوم مكملا لنجاح شخصية آمال الغنائية الجديدة بعد ألبوم «أعرف منين». تخلق آمال حالة من الرومانسية والشجن في مجمل أغانى الألبوم، متقمصة شخصية المرأة القوية التي تعيش قصص حب صعبة، وهى الثوب الذي ارتدته آمال بشكل واضح في ألبوم «أعرف منين»، الذي شكل في بدايته نوعا من الصدمة والمفاجأة لاحتوائه على أكبر قدر من المشاعر العاطفية السلبية، لتكمل عليه بألبوم أكثر توازنا في موضوعاته من خلال رسائلها في الأغاني. بعد ثالث ألبومات آمال، نستطيع أن نكتشف طريقة عملها واختيارها للأغانى، والتي تعتمد في الأساس على وحدة الموضوع والحالة النفسية العامة للألبوم، والذي شكل جزءا كبيرا من نجاح أغانيها وأعمالها، بجانب موهبتها الصوتية والتوزيع الموسيقى، وحمل الألبوم تنوعا داخل حالتها النفسية الواحدة التي تعيشها، مثل الندم والحيرة والانكسار والقوة، وأخيرا التفاؤل. فبدأت الألبوم ب«سكة السلامة»، التي كتبها أيمن بهجت قمر، وألحان وليد سعد وتوزيع توما، بكلمات خفيفة ربما تستخدمها آمال لأول مرة، لكسر حالة «الشجن والجد» في الألبوم حتى ولو كانت كلماتها تعبر عن فتاة تفارق حبيبها، باستخدام كلمات مثل «احسب الغلاوة واوعى لا تتقلب عداوة.. هأعيشك دراما حبيبى بلاش اعملها معاك.. هو انت محدش قالك على قلبتى.. ف العند تعالى يامعلم ودى حتتى.. باتلكك... آه باتلكك...ماشى ياسيدى أنا ظلماك».. والخفة في الكلمات وأداؤها الصوتى من أبرز العناصر الجديدة في الألبوم، خاصة مع أيمن بهجت قمر، فبجانب «سكة السلامة» جاءت «بحبك» على نفس اللون، وكذلك «ظروفى صعبة». وأنهت آمال الألبوم بأغنية أكثر فرحا وتفاؤلا «ولاد النهارده»، من كلمات نادر عبدالله، وألحان وليد سعد وتوزيع تميم، وكأنها أنهت وصلة عتابها ومعاناتها وتريد بدء صفحة جديدة في نهاية الألبوم، وجاءت أغانى «ما فيهاش بعدين»، «ماهونتش عليا»، و«أيام ماتتعوضش»، هي الأكثر رومانسية في الألبوم، و«أنا حبيتك» و«غلطت أنا» هما الأكثر شجنا في الألبوم، وهو اللون الذي تجيده آمال وربما هو سر نجاح وانتشار ألبوماتها سريعا. تلعب آمال على ثقافة جمهور البوب المصري، الذي يفضل الكلمات أولا قبل التنوع الموسيقى، ويحكم على الأغانى والألبومات من خلال كلماتها، وهى التي تضمن الانتشار أو الفشل، وكذلك تفضيلها لحالة الشجن أيضا، وربما يكون ذلك سر ابتعاد آمال عن التعاون مع أكثر من فريق عمل في الألبوم، والحفاظ على أسماء «نادر عبدالله، وليد سعد، تامر عاشور، تميم، طارق عبدالجابر»، وكذلك ربما يكون هو سبب عدم اهتمامها بالجرأة الموسيقية، والتنوع في التوزيع الموسيقى والألحان، إلا القليل منها، وتوظيفه فقط لخدمة الحالة النفسية التي تخلقها كلماتها وأداءها الصوتى، الذي حرصت أن يكون هو بطل الأغنية الرئيسى، وظهر ذلك في تعدد نسخها الصوتية في ترديد «الكوبليهات» والجوابات والكورال، خاصة في أغنية «أنا حبيتك». أغنية «غلطت أنا»، هي الأبرز موسيقيا في الألبوم، للموزع طارق عبدالجابر، الأكثر تميزا ضمن عناصر العمل، بانغماسه في حالة الحزن والندم في الأغنية، خاصة مع أصوات «البيانو والكمان والترومبيت». آخر العناصر المميزة للألبوم، هو أسلوب العرض التي استخدمته آمال، من خلال الصور المتحركة، وطريقة عرض الكلمات في الفيديوهات، واختلافها في كل أغنية، والتي رغم بساطتها إلا أنها ساعدت في التعاون مع حالة ووحدة الألبوم، وربما تغنى عن فكرة وجود كليب رئيسى للألبوم، بجانب الصور الثابتة مع كل أغنية. من النسخة الورقية