خرج عشرات الآلاف من الأوروبيين في مظاهرات احتجاجية على اتفاقية مزمعة للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وجرت أكبر المظاهرات في مدريد وميونيخ وبرلين احتجاجا على اتفاقية "الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي"، وهو اتفاق يهدف إلى إزالة الحواجز الجمركية بين الجانبين. ويرى المعارضون أن الاتفاقية تصب في مصالح الشركات متعددة الجنسيات التي تحاول إضعاف مستوى الرقابة الأوربية، كما يخشى بعض المحللين من تدهور أوضاع الموظفين والمستهلكين في الاتحاد الأوربي، حيث عارض المزارعون الأوربيون مرارا مسألة إلغاء الرسوم الجمركية. وتأتي هذه المظاهرات في وقت تبدأ فيه جولة جديدة من مفاوضات هذا الاتفاق في نيويورك بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بداية الأسبوع. وتتزايد المعارضة لهذه الاتفاقية في ألمانيا بشكل خاص وذلك إلى حد ما بسبب تزايد المشاعر المناهضة للأمريكيين والمرتبطة بالكشف عن عمليات تجسس أمريكية ومخاوف من الهيمنة الرقمية. إلى ذلك فوجئت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمستوى المعارضة لهذه الاتفاقية، وتجري الآن محاولة لتغيير هذا الاتجاه وإنقاذ اتفاقية يقول أنصارها إنها قد تضيف 100 مليار دولار في الإنتاج الاقتصادي السنوي في الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة. تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بما يتعلق بالاتفاقية بدأت عام 2013، هذا ودعا زعماء الاتحاد الأوربي إلى استكمال المفاوضات بشأن إقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين قبل حلول نهاية 2015.