تباينت ردود الفعل حول أحداث العاصمة الليبية طرابلس خلال اليومين الماضيين بمدينة تاجوراء ومنطقة فاشلوم، والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الجيش الليبي وقوات فجر ليبيا. فقد نعى عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي اليوم الأحد ضحايا الكتيبة 101، البالغ عددهم 17 شخصا، والذين توفوا جراء اشتباكات اندلعت في منطقة تاجوراء بشرق العاصمة طرابلس، متقدما لذويهم بأحر التعازي والمواساة، وأن يلهمهم الصبر والسلوان. وقال صالح في كلمة له، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" - إن معركة تحرير طرابلس من براثن الإخوان مستمرة .. مشيرا إلى أنها تسير وفقا للخطة العسكرية، التي رسمتها القوات الموالية للحكومة المؤقتة البيضاء، بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر. وأضاف "طرابلس البهاء والعطاء صارت زنزانة تضيق بأهلها الشرفاء الكرماء الذين لم يُذعنوا للمليشيات المحتلة والمغتصبة، وصرخوا بالأمس في تاجوراء واليوم في فشلوم وغدا في سوق الجمعة والسياحية والسراج وغيرها من مناطق العاصمة، وأقول لهم بأن الحرب سجال وستكون الغلبة للحق في القريب العاجل". من جانبها، أدانت لجنة الحوار الوطني المنبثقة عن مجلس النواب الليبي ما يتعرض له أهالي طرابلس الذين خرجوا في تظاهرة سلمية من أجل دعم الشرعية ولإظهار رفضهم لسيطرة "فجر ليبيا "على العاصمة طرابلس. وذكر بيان للجنة الحوار المنبثقة عن مجلس النواب الليبي اليوم "إن ما يسيطرون على طرابلس يرفضون النهج السلمي الديمقراطي ولغة الحوار" حسب البيان. وأضاف البيان "إن لجنة الحوار ترى أن ما تمارسه هذه المجموعات سيؤدي إلى عزلتهم وكراهيةالشارع الليبي لهم وحتما سيؤدي بهم إلى مغادرة المشهد السياسي نهائيا لآن صبر الليبيين قد نفد". وتؤكد اللجنة للشعب الليبي أن ساعة رحيل هذا الكابوس عن مدينة طرابلس قد قاربت وأن مبدأ حماية المدنيين غير مرتبط بالحوار. وطالبت اللجنة، عقلاء وشرفاء طرابلس التدخل العاجل لحماية المدنيين وإنهاء حالة الاعتداء والحصار للأحياء السكنية .. مشيرة إلى أن استمرار الحوار سيكون مرتبطا بإيقاف كافة الاعتداءات والانتهاكات ضد المدنيين. كما طالبت اللجنة، المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته إزاء الانتهاكات التي تعد خرقا لقواعد القانون الدولي ومدونات حقوق الإنسان والمبادئ المنظمة له. في المقابل، اعتبر فريق الحوار بالمؤتمر الوطني العام "المنتهية ولايته" أن الأحداث الجارية بطرابلس تعتبر امتدادا للمحاولات المتكررة لاقتحام العاصمة حسب المخطط الذي أعلن عنه من قبل ما يسمى ب"عملية الكرامة" لزعزعة استقرار العاصمة التي تأوي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة سيؤدي إلى أضرار بالغة للسكان ودمار هائل للمدينة. وأكد فريق الحوار بالمؤتمر الوطني العام أن العاصمة التي تحتضن مؤسسات الدولة ومرافقها السيادية كانت ولا تزال آمنة مستقرة ومحاولة العبث بأمنها وإشعال الحرب فيها وتدميرها كما حدث لمدينة بنغازي هو أمر مرفوض قطعا ولا يقبل التهاون فيه تحت أي مسمى، كما أكد الفريق التزام المؤتمر بحماية أمن العاصمة وكافة المدن الليبية. بدوره، أدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون بقوة تجدد اندلاع أعمال العنف في ضواحي مختلفة في العاصمة الليبية طرابلس والتي أدت إلى العديد من الخسائر في الأرواح وعرضت حياة المدنيين للخطر. وأكد ليون في بيان له على الموقع الرسمي للبعثة أنه لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر مهما كان للاشتباكات الجارية في طرابلس ولا لاستمرار أعمال القتال المسلح في أجزاء مختلفة من البلاد، في الوقت الذي تجتمع فيه الأطراف الليبية المعنية في المغرب كجزء من جهود الوساطة المستمرة لإيجاد تسوية للنزاع السياسي والعسكري في ليبيا. وجدد ليون مناشدته لجميع الأطراف في ليبيا أن تبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق وقف فوري للقتال في طرابلس وغيرها من المناطق، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لإيجاد بيئة مواتية بشكل أكبر لمباحثات الحوار الجارية. كانت مدينتا تاجوراء وفاشلوم بالعاصمة الليبية طرابلس قد شهدتا خلال اليومين الماضيين، مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا وإصابة العشرات، جراء الاشتباكات بين "الكتيبة 101" التابعة للجيش الليبي وقوات عملية "فجر ليبيا" بمدينة تاجوراء، شرق العاصمة، واقتحام "قوات الردع" منطقة فاشلوم بزاوية الدهماني بطرابلس، ما أدى إلى تنديد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون، باندلاع أعمال العنف في ظل انعقاد جلسات الحوار الوطني بمدينة الصخيرات بالمملكة المغربية.