الحبس والربط بالحبال والحرمان من الطعام والتهديد بالقتل لأى طفل يحاول الهرب استغلال الأطفال في أعمال التسول والسرقة أصبح أمرًا شائعًا ومُتكررًا في القاهرة منذ فترة، وأصبحت جرائم خطف الأطفال منتشرة، ثم يجبرونهم على التسول في الشوارع والمواصلات العامة.. ومن بين تلك الحالات المنتشرة في شوارع القاهرة كانت إحدى السيدات تدعى «تايبة».. وهو مجرد اسم ليس على مسمى فهى لا تعرف شيئًا عن التوبة أو الرحمة نهائيًا. «تايبة» أجبرت طفلين لم يتخط عمرهما ال10 سنوات على ممارسة أعمال التسول، في البداية اختارت شارع الهرم ليكون الشارع الرئيسى لهما في التسول، إضافة إلى أنه لا مانع لديها من بيعهما لمن يدفع أكثر، الأهم لديها هو جمع المال بأى طريقة كانت حتى لو كانت بالإتجار في البشر والكارثة الأكبر أنهم أطفال. كانت الإدارة العامة لرعاية الأحداث برئاسة اللواء محمد عبدالحليم مدير الإدارة خلال حملتها الأخيرة قد ألقت القبض على سيدة تدعى «تايبة حسن عبدالجوا» 50 سنة ومقيمة بمنطقة بولاق الدكرور، وذلك بعد أن أبلغ عنها الطفلان «ليالى حمادة محمد، وشقيقها على» 10 سنوات، وذلك عقب القبض عليهما أثناء تسولهما وسرقة المواطنين والمارة في شارع الهرم. وخلال التحقيق معهما اعترفا بقيام «تايبة» سيدة مُسنة تعيش بمنطقة بولاق الدكرور، بإجبارهما على التسول في الشوارع وتحديدا في شارع الهرم، وذلك لوجود كثافة وأعداد كبيرة من المارة به، وعقب تقنين الإجراءات، قامت الإدارة على الفور بإلقاء القبض على المتهمة في محل سكنها الذي أشار إليه الطفلان، وأثناء القبض عليها عثر رجال مباحث رعاية الأحداث بحوزتها على «مبلغ مالى كبير وحبال» كانت تستخدمها في تعذيب الأطفال وإجبارهم على التسول. وخلال التحقيق مع الطفلين في واقعة إجبارهما على التسول قالا: إن المتهمة «تايبة» قامت بإجبارهما على التسول بعد أن وجدتهما في الشارع بدون مأوى وقامت بعرض العيش معها عليهما، وبعد أن ذهبا معها إلى شقتها المكونة من غرفة واحدة، وأضاف الطفلان أنه بعد فترة عرضت «تايبة» عليهما القيام بممارسة التسول على خلق الله، ولم يجدا أمهاما بُد إلا طاعتها، وبدأ الطفلان التسول في الشوارع العامة، ومترو الأنفاق، وكانت «تايبة» تقوم بالحصول على كل المبالغ التي يحصلان عليها من التسول ولا تعطيهما سوى 2 جنيه في اليوم، وبعد فترة رفضا الطفلان إعطائها المال، وطلبا منها أن تزيد المصروف اليومى، وهو ما أغضبها جدا؛ فقامت بحبسهما لمدة أسبوع كامل مقيدين بالحبال وحرمانهما من الطعام، وهددتهما بالقتل في حال أي محاولة للهرب منها. وبعد القبض على المتهمة اعترفت قائلة: «إنها تأكل عيش عن طريق التسول هي ومن تقوم بإحضارهم وتعليمهم التسول في الشوارع والطرقات المختلفة، وأن الأطفال وسيلة سريعة تجعل الناس يعطفون ويحنون عليهم، ويحصلون منهم على الأموال، وأكدت في اعترافاتها أن تلك هي مهنتها الوحيدة ولم تعرف مهنة غيرها منذ سنوات، وأنها في بداية حياتها كانت متسولة صغيرة، وبعد فترة أيقنت المهنة تمامًا وأصبحت هي المعلمة التي تقوم بإحضار واستقطاب الأطفال الصغار من الشوارع من خلال إغرائهم بالعيش معها، قائلة «مش كدا أحسن بدل ما يناموا في الشوارع.. أنا باخدهم يناموا عندى في شقتى.. وده مقابل أن يتسولوا في الشوارع التي أقوم باختيارها وتحديدها نظرا لخبرتى في المهنة وبطبيعة الناس المترددين على تلك الشوارع»، وتابعت «تايبة» المتهمة: إنها تحمى هؤلاء الأطفال من الشارع وما يحدث فيه وكل ما تقوم به هو أنها تساعدهم على التسول وتحصل على أموالهم مقابل المسكن والطعام والحماية التي توفرها لهم، وقد تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتم تحويل المتهمة إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معها، والتي أمرت بإيداع الأطفال في إحدى دور الرعاية، وكانت تلك الحالة ضمن الحملة المكبرة التي شنتها الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث على عدد من الشوارع، والتي أسفرت عن إلقاء القبض على 80 حالة تسول واستغلال الأطفال والهاربين من تنفيذ الأحكام القضائية. من النسخة الورقية