هواء محمل بعبق التاريخ، مبان تشهد على عراقة الماضي وتجلياته، حيث تقبع منطقة مجمع الأديان، بالقاهرة القديمة، التي تضم العديد من الكنائس والمساجد، إضافة إلى المعبد اليهودي، الذي يقع على مقربة من مسجد عمرو بن العاص التاريخي. ورغم أهمية تلك المنطقة على المستوى السياحي والديني إلا أنها شهدت حالة ركود قاسية، فالمحلات مغلقة والشوارع تكاد لا ترى بها بشر، وحالة بيع وشراء شبه متوقفة. ورغم احتضان مجمع الأديان للمعالم التراثية، التاريخية، الدينية الإسلامية، المسيحية، اليهودية، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت حالة من الجدب البشري، فعندما تتجول بتلك المناطق، لتغسل عينيك بأصالة البناءات، مستنشقًا هواءها المحمل بروح مصر الصبية الأبية، ما يسعك إلا أن تتساءل عن دور وسائل الإعلام التي تتجاهل تلك المناطق التي تعد جزءا أصيلا وحي من مجد أمة قارب على النسيان والاندثار، إما بالإهمال وإما بعدم التوعية بقيمته. منطقة مجمع الأديان بها مزارات دينية تاريخية للأديان الثلاث التي عاشت في مصر، الأمر الذي جعل منها منطقة دينية في المقام الأول قبل أن تكون مزارًا سياحيًا، المتحف القبطي والكنيسة المعلقة بكل تاريخها وأصالتها، والتي شيدت أعلى حصن بابليون وبجوارها كنيسة ماري جرجس، التي كانت تعد من أجمل كنائس الحصن الروماني ولجوارها المدافن الرومانية، وبالقرب منهم تقبع كنيسة أبو سرجة، التي تم تشريفها بتواجد نبي الله عيسى عليه السلام، والسيدة مريم، خلال رحلة الهروب من بطش "هيردوس" ملك اليهود، والتي شهدت إقامة الأسرة المقدسة، وبالقرب من الكنيسة يقع المعبد اليهودي، وعلى مسافة ليست بالبعيدة يقع مسجد عمرو بن العاص، والذي يعد من أعرق وأقدم المساجد بمصر وأفريقيا، معالم جديرة بالاهتمام الإعلامي، وتسليط الضوء عليها ترويجًا لها على مستوى السياحة الداخلية والخارجية، فكم من شاب وفتاة لم تطأ أقدامهم، ولم تتبصر أعينهم تلك المنطقة، وكم منهم لم يسمع عنها بالأساس ولا يدرك أنها على الخريطة المصرية. "البوابة نيوز" التقت العديد من أصحاب المقاهي والمحلات الذين أكدوا أن حركة السياحة متوقفة، وأن إقبال الجمهور على المنطقة ضعيف جدًا رغم قيمتها الدينية والتاريخية، وأنهم لم يعتادوا على مثل هذه الحالة، حيث كانت المنطقة من أبرز المزارات وتشهد إقبالا كبيرا من محبي العراقة والتاريخ من الديانات والجنسيات المختلفة.