أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، خلال خطبة الجمعة اليوم، تحت عنوان "حق الطريق والمرافق العامة" أن الدين للحياة وجاء لمصلحة الإنسان ومن المعلوم والمتفق عليه بلا خلاف أن الإسلام ليس عبادات فحسب، وإنما عبادات ومعاملات وأخلاق وسلوك يسير مناحى الحياة، كما أن الحياة فى سبيل الله كالموت فى سبيل الله وصلاح الآخرة يأتى من صلاح الدنيا والإسلام شامل كل جوانب الحياة. وأضاف: "الإسلام جعل للطريق حقوقا علينا جميعا تعد من ثوابت الدين مثل الصلاة وهى الحفاظ عليه نظيفا لا تلوثه ولا تلقى فيه قمامة وقاذورات بل ترفع عنه الأذى ومعوقات الطريق إن وجدت وهو عنوان لثقافتك وهو مقياس ومعيار لصحة تدينك"، وعلينا واجبات لحق الطريق وهو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حينما حذر أصحابه من الجلوس فى الطرقات وقال: "إياكم والجلوس فى الطرقات قالوا يارسول الله مجالسنا ما لنا بد نتحدث فيها قال فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" فجمع الرسول كل حقوق الطريق فى هذا الحديث الجامع. وأكمل: "للأسف الشديد هناك من يؤذى المارة ويتسكع فى الطرقات إما للتحرش اللفظى أو المادى أو مضايقة المارة بثقافة مريضة نقلوا لهؤلاء هل ترضاه لأمك أو لأختك أو لخالتك بالتاكيد لا فكذلك لا يرضاه الناس وترتكب إثما وجرما وهمجية كما أن الرسول قال إماطة الأذى عن الطريق صدقة فقد أخبرنا أن رجلا يتقلب فى الجنة لأنه أبعد شوكا أو شجرة كانت تؤذى الناس فغفر له الله ودخل الجنة ما أسهل الجنة لو عمل الناس لها وبأسبابها بعيدا عن التنطع والتشدد والعنف وادعاء التقوى والإيمان". وأضاف أن المرافق العامة التى تخدم الناس جميعا فهى ملك للجميع يجب أن يحافظ عليها مثل بيته، مؤسسات الدولة التى تخدم الناس جميعا هى لا تقل عن بيتك بل هى تخدم كل الناس ونهر النيل ونعمة المياة، أيها الناس يا من تلقون قاذوراتكم فى المياه أنشط ذاكرتك أخى الإنسان إن المصرى القديم كان يقول أنا أدخل الجنة لأنى لا ألوث ماء النيل سمعت وعلمت أن من موجبات النار تلويث المياه ونحن لو تجولنا فى الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لنبحث عن سلوك بهذا الشكل فلن نجده نحن ندمر مصر حياتنا بأيدينا بثقافة من أغرب وأعجب شيء فى الأرض، دعنى أقول لك لن يقبل الله منك صلاة أو أى عبادة طالما أنت بهذا السلوك المخرب فلا يتفق تدين صحيح وتخريب فى مرافق دولتك التى لا تملك غيرها. وأكد أن الذين يعتدون على المرافق العامة هم شياطين فى صورة بشر، فلو علمتم كراهية الناس وبغضهم لكم وعلى عقليتكم المتخلفة المريضة ولو لديكم إحساس بما يحس به البشر لقتلتم أنفسكم حسرة وكمدا، متسائلا: أين أنت يا حمرة الخجل من عقول مسخت فلم تع طريق الضلال من الصواب لكى تنفذ مخططات عصابة من البشر فيعتدون على المرافق العامة التى يستخدمها الناس البسطاء فيتسببون فى معاناة الناس والتعسير عليهم والرسول يقول من يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة وهؤلاء يحرقون القطارات والأتوبيسات والمترو ويعتدون على الكهرباء مما يتسبب فى معاناة الناس البسطاء فهل هذا هو الخلاف السياسي والنضج السياسي نقول لكم: "أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون". وقال: "هؤلاء الغادرين الذين يسلكون سلوك الهمج الدواعش الذين يقتلون كل يوم بخسة وبغدر وجبن عمدا مع سبق الإصرار والترصد كما حدث فى العريش وفى كفر الشيخ نبشركم بهذه الآية (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدافيها وغضب االله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما، وقوانين الدنيا لا تجامل أحدا ولن ينزل الله علينا ملائكة من السماء لكى تأخذ بأيدينا وترشدنا إلى طريق التقدم أعطانا الله عقولا ومنهجا وفكرا إنسانيا نتعايش به ونبصر مصالحنا وننظر للعالم الذى قطع شوطا كبيرا فى عمارة الأرض فنقتدى به ولا يصح أن يصل الإنسان الآخر إلى المريخ وإلى القضاء على أمراض كثيرة ونحن ما زلنا نقول للناس يباح تهنئة المسيحى ويباح شم الهواء".