أشار تقرير منشور في موقع “,”كندا فريي بريس“,” أن المخابرات الأمريكية والأوروبية ، ومراكز البحوث التي أمضت سنوات طويلة تحاول وضع تصور وخلق “,”شرق أوسط جديد“,” يخدم مصالح تلك البلدان، وتحقيق الأمن لإسرائيل في نهاية المطاف، وحتى الأكثر تشاؤما لا يمكن أن يتصور أن هذه هي نهاية الإخوان، وأمريكا لم تكن تبني إلا قلاعا في الرمال. وإدارة جورج دبليو بوش خططت لتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة، وإعادة ترتيبها وفقا لما سمته كوندليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة “,”الشرق الأوسط الكبير“,” و “,”الفوضى الخلاقة“,”، وبعد أن صرف أوباما المليارات من الدولارات لدعم جماعة الإخوان، والتي كان يعتقد أنهم سيساعدونه في الوصول إلى أهدافه بسرعة، حتى انفجرت الثورة المصرية على المسرح العالمي في 30 يونيو، وأسقطت جميع الخطط والترتيبات، والعودة بالجميع إلى المربع واحد، وتقول لهم جميعا “,”كش ملك“,”. وأشار التقرير إلى أنه بعد قيام إسرائيل عام 1948 لفتت جماعة الإخوان انتباه وكالة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية في الشرق الأوسط، وشعرت الولاياتالمتحدة أنها ستحصل من الجماعة ما لاتستطيع الحصول عليه من الحكومة المصرية، والتقى الرئيس الأمريكي ايزنهاور في البيت الأبيض مع سعيد رمضان، أحد قيادات الإخوان في الخمسينات، وكان ذلك بداية لصداقة طويلة وقوية تعبر عن رغبة أمريكا في بناء جسور التعاون والثقة مع الإخوان المسلمين وقياداتها، ولم تكن المخابرات الأمريكية وحدها ولكن شاركتهم المخابرات البريطانية، والتي دعمتهم أمام الرئيس جمال عبد الناصر الذي عارض بشدة سياسات الغرب. وقدمت المخابرات الألمانية كل الدعم للجماعة، وجعلت من نفسها وطنا بديلا للإخوان لينشروا آرائهم وويتوغلوا في المجتمع الألماني والسويسري، واكتسبت جماعة الإخوان الأعضاء والنفوذ والمال في مسجد شهير بميونيخ خلال الخمسينات والستينات، خاصة بعد أن بدأ عبدالناصر بتعقب واعتقال أعضاء الجماعة في مصر، بعد تعاونهم مع البريطانيين أثناء الهجوم الثلاثي على مصر الذي قامت بها فرنسا وانجلترا واسرائيل عندما أمم عبدالناصر قناة السويس في عام 1956، تلاها أربع محاولات اغتيال. وبالنسبة لأمريكا نمت الجماعة وانتشرت في أمريكا تحت عدة أسماء وجمعيات، الإخوان موجودون في جميع المستويات بالمجتمع الأمريكي، بدءا من المدارس والجامعات والجيش، ووصلت إلى قمتها مع الإدارة الحالية لأوباما، الذين خدعوا أوباما حول قدرتهم على تنفيذ الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط، وإعطاء صورة وهمية عن شعبيتهم الكاسحة في العالم العربي، وأن وجودهم في السلطة سيكون ضامن لأمن إسرائيل ونجاح عملية السلام. ووفقا للموقع الكندي المهتم بالتحليلات الاستخباراتية أن الجماعة أظهرت الولاء والطاعة للولايات المتحدة، مما أغرى الإدارة الأمريكية ب“,”المكاسب السهلة“,”. وقال التقرير أن علاقة أوباما بالإخوان “,”غامضة“,” ويمكن الدليل على ذلك بإصرار الرئيس الأمريكي عندما جاء إلى القاهرة لإجراء أول خطاب للعالم الإسلامي، أن يجلس قادة الإخوان في الصف الأمامي، وهذا أغضب الرئيس السابق مبارك ولم يحضر، فيما بدا وكأنه اعتراض على رئيس أمريكا الجديد. وعلى الرغم من معاناة أمريكا من الإرهاب، ومعرفة وكالة الاستخبارات الأمريكية بدعم الإخوان لجماعات إرهابية بدءا من تنظيم القاعدة إلى حماس، عن طريق التمويل ودعم بالأسلحة والأشخاص، إلا أن السياسيين الأمريكيين واصلوا السير خلف الجماعة. أما الآن فقد غيرت أوروبا وأمريكا من شدة خطابها، وبدت تؤكد بدلا من ذلك ححول ضرورة الالتزام بخريطة الطريق التي وضعتها الحكومة المصرية المؤقتة.