أكد عدد من المواطنين الإثيوبيين في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن "الشعب الاثيوبى لا يقبل مطلقا أن يلحق أي ضرر باشقائه المصريين أو انتقاص متر مكعب واحد من حصة مصر في مياه نهر النيل الذي يجرى في عروقنا جميعا، كما أن إثيوبيا لم ولن تكون على مر التاريخ سببا في الحاق الاذى بجيرانها واشقائها وخاصة شعب مصر الذي تربطه بشعب إثيوبيا علاقات دم ونسب تاريخية عميقة". وقال المهندس جيفر هابل ماتيوس أن "مشروع سد الالفية "سد النهضة" الذي تقوم إثيوبيا ببنائه حاليا لا يشكل أي تهديد أو خطر على مصر ومن ثم فليس هناك مبرر لمخاوف الاشقاء المصريين". وأضاف "اننا نعانى من نقص شديد في الطاقة ونسعى لتوليد الكهرباء من أجل التنمية، فضلا عن أن هناك مئات القرى في إثيوبيا ما زالت محرومة من الكهرباء"! وبخصوص عملية تخزين المياه أوضح هابل انها "سوف تستغرق وقتا طويلا وستكون في اوقات الفيضان فقط ولا يمكن أن تكون على حساب حصة اشقائنا في مصر أو السودان وهذا ما اتفق عليه قادة الدول الثلاثة". ومن جانيه أكد بير فهاما تو (رجل أعمال) ضرورة الاستخدام العادل لمياه النيل، حيث أن "إثيوبيا منذ سنين طويلة لم تستفد من نهر النيل مثلما استفادت منه مصر والسودان رغم أن النيل ينبع من الأراضي الإثيوبية". وقال فهاماتو أن "سد النهضة هذا المشروع العملاق تأخر بناؤه كثيرا، وكان ينبغى بناؤه بعد السد العالى مباشرة، وننتظر من الاشقاء في مصر أن يقدموا لنا الدعم والتشجيع ". وقال سامسونج ماتلايا (سائق) أن "جدتى من مصر وعندما اذهب إلى هناك اشعر كاننى في وطنى ويتحدث معى كثير من الاخوة المصريين على اننى مصرى لأن شكلى يشبه المصريين ثم يكتشفون بسبب اللغة اننى اثيوبى". وأوضح ماتلايا أن "هناك الملايين مثلى من الاثيوبيين تربطهم صلة دم وقرابة باشقائهم في مصر، ومستحيل أن يفكر اثيوبى واحد في قطع مياه النيل عن اهله في مصر ولو لمدة دقيقة واحدة، لأنه لو حدث ذلك لاى سبب من الأسباب فان الشعب الاثيوبى هو أول من سيعترض على ذلك ويقوم بمظاهرات عارمة". وأضاف جيمس ماتيوس اليماتو (طالب) اننى "اتطلع إلى استكمال تعليمى في مصر مثل شقيقى جوزيف الذي تخرج من إحدى الجامعات المصرية واود أن يتحول سد الالفية (النهضة) إلى مشروع للتعاون المشترك تقوم على ادارته الدول الثلاث إثيوبيا ومصر والسودان ونقتسم جميعا فوائده لصالح شعوبنا جميعا". وأعربت تاسو مارسيلي (مضيفة) عن اعجابها بالرئيس عبد الفتاح السيسى "الذي اعاد مصر إلى اشقائها في أفريقيا وجاء إلى إثيوبيا أكثر من مرة من أجل اعادة بناء الثقة ووضع اسس متينة لعلاقات راسخة تقوم على التعاون المشترك وحل الخلافات بالحوار والطرق الدبلوماسية والودية". وقالت تاسو انها تود أن شاء الله أن تقضى شهر العسل مع زوجها في مصر بعد انتهاء مراسم الزواج في الصيف القادم. وحملت تاسو الإعلام في إثيوبيا ومصر مسئولية تضخيم الخلافات حول سد النهضة لأنها في رأيها ليست أكثر من سوء فهم وخلافات محدودة يمكن حلها بروح الاخوة والصداقة التي تربط بين الحكومتين والشعبين. يذكر أن سد النهضة أو سد الألفية الكبير هو سد إثيوبي يجرى بناؤه منذ 4 سنوات على نهر النيل الأزرق الذي يمد مصر بنحو 85% من حصتها من مياه النيل، وعند اكتمال إنشاء السد المقرر عام 2017، سوف يصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء.. وتقدر تكلفته الإجمالية ب7ر4 مليار دولار أمريكي. وتعود المخاوف المصرية من هذا السد إلى السعة التخزينية له التي قررت إثيوبيا فجأة قبل عامين (ابان ثورة يناير 2011) رفعها خمسة اضعاف من 14 مليار متر مكعب إلى 74 مليار متر مكعب، وتوقع خبراء أن تؤدى هذه السعة التخزينية الكبرى إلى تبوير مليون فدان في مصر وأعلنت حكومة مصر رفضها بشدة وحتى الآن لهذه السعة التخزينية، وبدأت سلسلة من المفاوضات الشاقة وتم الاحتكام إلى لجنة فنية دولية وقررت هذه اللجنة قبل عامين قيام أحد المكاتب الاستشارية الدولية بإجراء دراستين للسد لمعرفة الآثار المائية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية للسد على دولتى المصب مصر والسودان. وتوقفت المفاوضات حول سد النهضة أكثر من مرة بسبب الاضطرابات والقلاقل الأمنية والسياسة التي مرت بها مصر خلال العامين الماضيين ثم استؤنفت في أغسطس الماضى بالعاصمة السودانية الخرطوم حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية وطنية من 12 خبيرا من الدول الثلاث تتولى تنفيذ خارطة طريق مكونة من عدة بنود من اهمها اختيار مكتب استشارى دولى.. وتم الاتفاق خلال اجتماع اللجنة امس الأول في العاصمة الإثيوبية اديس ابابا برئاسة وزراء المياه في الدول الثلاث على اختيار مكتبين استشاريين دوليين احدهما فرنسى وهو المكتب الرئيسى والأخر هولندى وهو المكتب المساعد، وسوف يتم خلال الايام القليلة المقبلة استطلاع رأى المكتبين وبعد الحصول على موافقتهما سيتم توقيع العقود معهما خلال شهر من الآن ليبدآن العمل معا في تنفيذ الدراسات المطلوبة.