كاد الاجتماع الثالث للحوار مع الأحزاب أن ينفجر، أمس، بسبب ما سماه بعض المشاركين بمحاولات أحد النواب السابقين ب«المزايدة على الجميع»، وهدد المستشار إبراهيم الهنيدى، وزير العدالة الانتقالية بإنهاء الجلسة، إلا أن رئيس الوزراء المهندس، إبراهيم محلب، سيطر على الموقف بهدوئه المعروف لتمر الأزمة بسلام، فيما أبدى البعض اعتراضهم على استبعادهم من الحضور لتمكين آخرين من الدخول للجلسة. في بداية الجلسة، قال محلب: «إن الوطن وطننا جميعا وسوف نصنع مستقبلنا معا دون أن ينفرد أحد بالوطن، ولا بد من التجرد من المصالح الخاصة من أجل الوطن، وأكد أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لبدء الانتخابات قبل شهر رمضان، وتعهد بإجراء انتخابات يشهد لها العالم»، مضيفًا: «الشعب يختار نوابه ومن يمثلونه بحرية، وأناشد الإعلام بنقل الصورة بأمانة، فقد كانت الصورة رائعة في الجلستين الماضيتين، ولم نفشل في الحوارات وسوف تستمر الصورة رائعة». وأكد رئيس الوزراء أنه يلتمس العذر لمن غضب خلال الجلسة الثانية من الحوار قائلا: «أعطى لمن غضب العذر وألوم نفسى، ولكن الحكومة أقسمت أنها لن تتدخل في الانتخابات البرلمانية». فيما قال المستشار إبراهيم الهنيدى، إن الحكومة تأخذ في اعتبارها الأخطار التي تواجه الطعن الدستورى على القوانين والتهديد بإهدار ملايين الجنيهات على الانتخابات، مؤكدا أن مصلحة الوطن تقتضى الإسراع في إجراء الانتخابات. وفى الحوار دعا الدكتور عماد جاد، ممثل تحالف «في حب مصر»، إلى زيادة عدد مقاعد البرلمان إلى 20 أو 30 مقعدا، مع الإبقاء على 4 قوائم فقط كى لا تواجه الدولة الطعون بعدم الدستورية، والسماح لمزدوجى الجنسية بخوض الانتخابات البرلمانية حتى لا يتم الطعن عليها بعدم الدستورية. من جانبه قال الدكتور سيد موسى، رئيس ائتلاف النقابات العمالية، في تصريحات صحفية، إنه فوجئ بمنعه من حضور الجلسة، كما تم منع رئيس حزب الثورة، ورئيس نقابة الفلاحين، ورئيس ائتلاف شباب الثورة، برغم أن الجلسة الثالثة هي استكمال للجلسة الثانية، وأضاف موسى أن أمن المجلس هو من أبلغهم باستبعادهم واستبدالهم بآخرين بينهم: سامح سيف اليزل وتهانى الجبالى وطارق الخولى. وكانت الجلسة قد شهدت مشادة كلامية عقب حديث يوسف البدرى، عضو مجلس الشعب السابق، الذي حذر فيه من «قانون يتم تفصيله لصالح فصيل واحد»، ورد محلب قائلا: «أنا أراهن على شعب مصر العظيم وهو رهان كسبان، وبالتالى لن نفصل أي قانون لشعب عظيم بطبعه، روح المتحف وأنت تعرف». وقاطعه البدرى قائلًا: «إن القوائم تحرم الشعب من العلاقة المباشرة مع النائب»، وحذر البدرى من الوصول لقانون يعيد إنتاج برلمان «المساجين» في إشارة لبرلمان الأكثرية الإخوانية بقوله: «لا يجب أن نعيده بقوانين تقنن تزوير الانتخابات»، فيما رد محلب: «إحنا في جلسة هادية مع بعض وأرجو ألا نعكر صفوها». وبعد أن تصاعدت الأزمة، قال وزير العدالة الانتقالية: «لا يصح أن يستمر الكلام وإلا سننهى الجلسة». فيما قال محلب: «اللى ناوى يتنرفز يروح يشرب كوب مياه ويهدأ ثم يعود، ولن أسمح بالتراشق بين الحضور، والجلسة محترمة ولا يجب تشويه الصورة». من النسخة الورقية