“,” السير في الشوارع ممنوع خلال فترة حظر التجول، لكن الخروج في الشرفات والنوافذ غير ممنوع.. سنذهب إلى الشعب في كل مكان في مصر، أحضر أكبر حله (إناء) في بيتك أو أي شيء يصدر صوتا، وأطلع من النافذة أو الشرفة، وخبط (اطرق) عليها يوميا من الساعة التاسعة ليلاً ولمدة ربع ساعة “,”. تلك حملة أطلقها نشطاء خلال شهر أغسطس الجاري عبر موقع التواصل الاجتماعي “,”فيس بوك“,”، تحت عنوان “,”هنخبط (هنطرق على) في الحلل“,”، للتعبير عن ورفضهم لما يعتبرونه ب “,”انقلابا عسكريا“,”، وقال مطلقو الحملة إن حملتهم هي أحد طرق إيصال صوتهم وإعلان رفضهم في ظل حظر التجوال، الذي بدأت الحكومة المصرية فرضه يوم 14 أغسطس الجاري، ولمدة شهر، في 14 من أصل 27 محافظة مصرية ما بين الساعة السابعة وحتى الساعة 6 صباحا قبل أن تصدر قرارا أمس السبت بتقليص فترة حظر التجول خلال أيام الأسبوع، فيما عدا أيام الجمع، ليبدأ من الساعة التاسعة ولاقت الحملة استجابة واسعة من عدد كبير من نشطاء “,”فيس بوك“,”؛ حيث تم تدشين أكثر من صفحة للفعالية بعناوين مختلفة بينها: “,”هنكسر الحظر وهنخبط في الحلل“,”، شارك فيها حتى مساء السبت أكثر من 4 آلاف و850 ناشطا، وصفحة “,”هنكسر السكوت ... بطريقتنا“,” (5 آلاف 560 ناشطا)، وصفحة “,”أكسر السكوت... خبط في الحلل“,” (4 آلاف 820 ناشطا ). وبحسب استطلاعات لمناطق المشاركين في تلك الصفحات؛ ظهر بوضوح أن محافظة القاهرة جاءت في المرتبة الأولى، تلتها محافظة الإسكندرية (شمال)، ثم محافظات أخرى . وقال نشطاء على موقع “,”فيس بوك“,” إن الحملة تنتشر بشكل ملحوظ في عدد من الأحياء الراقية بالقاهرة، والتي تشهد تشديدا من قبل السلطات في تطبيق قرار حظر التجول، مثل أحياء مدينة نصر، ومصر الجديدة (شرقي القاهرة)؛ فيما تغيب عن الأحياء الشعبية، لاسيما وان حظر التجول لا يطبق فيها من الأساس؛ نظرا لصعوبة دخول قوات الجيش والشرطة إلى تلك الأحياء . وعلى صفحة “,”هنكسر الحظر وهنخبط في الحلل“,”، يحكي نشطاء مواقف تعرضوا لها لدى مشاركتهم في الحملة، حيث تقول “,”سمية المغازي“,” (الإسكندرية - بكالوريوس هندسة) إنها خرجت خلال الليالي القليلة الماضية أكثر من مرة، وطرقت الأواني، وأن ما أسعدها هو التجاوب التي لقيته من جيرانها؛ حيث خرج الكثير منهم من النوافذ والشرفات وشاركوها في طرق الأواني . فيما تعتبر أميرة محمود (الإسكندرية - طالبة في المرحلة الإعدادية) أن هذه الوسيلة في التعبير عن الرأي أعطتها مساحة لإخراج الكبت الموجود بداخلها . وتروي سلمى نعيم (حي مدينة نصر - بكالوريوس تجارة) تجربتها قائلة إنها تشجعت وشاركت في حملة طرق الأواني عندما شاهدت جيرانها يقومون بذلك . وتضيف: “,”سنظل نطرق الأواني حتى ينكسر الانقلاب“,”، على حد وصفها . وتقول نهى أيمن (حي مدينة نصر- بكالوريوس تجارة) أن أعداد المشاركين في الحملة في تزايد. وتضيف: “,”كل يوم العدد بيزيد (يتزايد)، وغدا مصر كلها تهتز من الخبط في الحلل، حللنا أقوى من الرصاص “,”. أما فاطمة محمد (حي مصر الجديدة – بكالوريوس طب أسنان) فتقول إنها خرجت مع شقيقاتها الأصغر منها إلى الشرفة في بعض ليالي الأسبوع الماضي؛ حيث طرقوا الأواني . وتمضى قائلة: “,”شعرت بحماس كبير؛ لأن الحملة نجحت في إصابة مؤيدي الانقلاب بالصداع، ولأنني أصبحت قادرة على إيصال رأيي وصوتي حتى في أوقات حظر التجوال الليلي “,”. فيما تطالب ياسمين طارق (حي مدينة نصر- بكالوريوس هندسة) المشاركين في الحملة بعدم الإحباط من تعليقات الناس السلبية عن الحملة، مستشهدة بمقولة للشاعر الفلسطيني محمود درويش: “,”حاصر حصارك بالجنون “,”. في الوقت ذاته لم تخف شروق فتحي (ليسانس آداب، القاهرة) خوفها من قيام الجيران بالإبلاغ عنها لدى السلطات الأمنية إذا شاركت في الحملة . وتضيف: “,”نفسى يا جماعه والله أخبط في الحيط (الجدار) مش (وليس) فى الحلل، لكن الجيران هنا معظمهم فلول (مؤيدين للرئيس الأسبق حسني مبارك ولعزل مرسي)، وأخشى أن يرفعوا ضدي بلاغ للسلطات الأمنية بتهمة الإزعاج إذا شاركت في الحملة “,”. وتشير رانيا عبد المؤمن (مدينة المنصورة بدلتا النيل - ليسانس حقوق) إلى تعرضها للسب من قبل بعض جيرانها عند مشاركتها في حملة طرق الأواني، مشددة على أن ذلك “,”لم يثنيني عن استكمال التجربة “,”. وتضيف أن “,”التجربة أعطتني اليوم العزيمة الكافية كي أخبط في الحلل، وأصرخ: يسقط يسقط حكم العسكر “,”. فيما نشر ناشط إلكتروني يطلق على نفسه اسم “,”أبو يوسف“,” (مدينة 6 أكتوبر (جنوب غرب القاهرة – لم يذكر عمله) صورة لإحدى الأسر وهي تطرق على الأواني . وطالب أبو يوسف مستخدمي موقع “,”فيس بوك“,” بتصوير فعاليات هذه الحملة، ونشرها لتشجيع الآخرين على المشاركة، قائلا في تعليق على الصورة: “,”شاهدوا هذه الاسرة المثالية وتشجعوا وصوروا جيرانكم وأنشروها على الفيس بوك “,”. الأناضول