سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مريض السمنة في دائرة الاكتئاب وإدمان الطعام.. رجب: زيادة الوزن تؤثر على تدفق الدم للمخ فتصيب بالتشتت وفقدان التركيز.. زايد: فترات البلوغ والحمل والرضاعة وسن اليأس الأكثر إصابة
يبقى الوزن المثالى أمنية يتطلع إليها الكثيرون سيدات ورجالا.. لكن الأمر قد يتعدى مرحلة الأمانى ويصبح مشكلة حقيقية لدى البعض الذين لا يتقبلون أنفسهم مما يصيبهم بالاكتئاب الذي قد يصل إلى حد الإقدام على الانتحار. تقول "رباب": لقد بدأت أعانى من مرض السمنة مؤخرا فوزني يبلغ 140 كجم وحاولت كثيرا أن أنقص وزني ولكن كل المحاولات باءت بالفشل وانتابني شعور كبير بالإحباط واليأس ولقد كانت ذاكرتي جيدة ولدي القدرة على أن أرتب أفكاري وأقوم بعمل عدة أشياء في وقت واحد، ولكن بعد زيادة وزني بدأت أشعر بالتشتت وعدم استطاعتي توظيف أفكاري ومتابعة نشاطي وحماسي مثل ذي قبل يقول الدكتور "مصطفى رجب" أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادي، إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يعانون من الاكتئاب لشعورهم بأن لديهم معاناة صحية ولا يتقبلون شكلهم الخارجي نتيجة رؤية المجتمع السلبية لهم، فتهتز ثقتهم بأنفسهم مما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، بينما مرضى الاكتئاب يعانون من السمنة بسبب التغيرات الفسيولوجية في الهرمونات والمناعة الناتجة عن الاكتئاب كما أنهم يعانون من صعوبة التقيد بنظام رياضي والإكثار من الطعام غير الصحي والإفراط في الطعام بشكل عام والأفكار السلبية الخاطئة، ولقد أصبحت السمنة من أخطر أمراض العصر فهي سبب أساسي في الإصابة بكثير من الأمراض المزمنة، وتؤثر على مستوى الذكاء والمهارات العقلية الأخرى كالذاكرة والتركيز والإحساس بالزمن فالمخ يتغذى عن طريق الدم وزيادة الدهون في الجسم تؤدي إلى حدوث قصور في تدفق الدم إلى المخ مما يتسبب في حدوث حالة من الخمول وتراجع نسبة الذكاء وتأثر المهارات الإدراكية أيضا بينما قالت الدكتور "عزة عبد الناصر" أستاذة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس يوجد اختلاف بين القدرات والمهام الذهنيه وتركيب المخ من شخص إلى آخر ولذلك يكون الربط بين زيادة الوزن والوصول لمرحلة البدانة والتأثير بالسلب على العمليات المرتبطة بالمخ أمر غيرصحيح من الناحية الطبية والعلمية والدليل على هذا اننا شاهدنا نماذج لشخصيات ناحجة في حياتها العملية والمهنية وكانوا يعانون من السمنه امثال الفنانه ام كلثوم، والراحلة ماري منيب،ويحي الفخراني وصلاح شاهيين وغيرهم الكثير فلم نلاحظ أن بدانتهم قد أثرت على قدراتهم الذهنية،ولكن التحليل العلمي السليم يقول أن ماتسببه السمنة من مرض يؤثر على المخ وقدراته فأذا ادت زيادة الوزن بمعدلات عالية إلى نقل مواد غير طبيعية إلى المخ أو صعوبة تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى المخ بالتالي سيكون هذا العضو المهم لحياة الإنسان معرضا للخطر وستتأثر المهارات والقدرات الذهنية لهذا الشخص، أما إذا لم تؤد السمنة إلى الإصابة بأية أمراض فلن يحدث تأثير سلبي على المخ أو معدلات الذكاء لدى الشخص فمجرد ارتفاع نسبة الدهون أمر غير مؤثر في حد ذاتة وأضاف الدكتور " أحمد زايد" أستاذ علم النفس أن الاكتئاب يؤدي إلى فتح الشهية وبالتالى زيادة الوزن حيث يلجأ المريض إلى التهام كميات كبيرة من الطعام وخصوصا الشيكولاته والحلويات كوسيلة لتخفيف ذلك الضغط النفسي، إضافة إلى أن عدم اتزان نسبة افراز بعض الهرمونات مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة والاكتئاب خصوصا بين الإناث وهناك فترات حرجة للإصابة وأهمها فترة البلوغ والحمل والرضاعة وفترة انقطاع الطمث،ومن المعروف أن هذه الفترات يصاحبها اضطرابات في هرومنات الجسم بالنسبة للاناث ضعف الرجال، ولا بد من التأكيد على ضرورة الاهتمام بالصحة العامة وأسلوب الحياة الصحية من حيث نوعية الغذاء وكميتة والاهتمام بالحالة المزاجية ومواجهة القلق والاحباط بأساليب مفيدة وفعالة، وأيضا التحمل والصبر وتربية النفس وتطويع رغباتها وعدم الانجراف وارء التفكير العقيم الذي يؤدي إلى أضرار نفسية وفكرية خاطئة لأن المشاعر السلبية تحتاج إلى طرق للتعامل معها من حوار وتفكير إيجابي وغير ذلك.