«متشددون يهاجمون كنيسة «العذراء» ومنازل عدد من الأقباط ويقذفون «أم شهيد» ب«الحجارة» سيرات بتحريض «إخوانى» ضد بناء كنيسة تكريمًا ل«الضحايا» تهتف: «بالطول بالعرض ما فيش كنيسة ع الأرض» بالتزامن مع صلاة أربعين «شهداء ليبيا»، أول أمس الجمعة، التي ترأسها الأنبا روفائيل، سكرتير المجمع المقدس، عاشت قرية «العور» بالمنيا، التي ينتمى لها 13 شهيدًا من بين 20 شهيدًا ذبحوا على يد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى في الأراضى الليبية، ثلاث ساعات من الرعب. البداية عقب صلاة الجمعة، حيث نظم العشرات من «المتشددين» مسيرة طافت شوارع القرية احتجاجًا على بناء الكنيسة التي أمرت الدولة ببنائها تكريمًا للشهداء، ورددوا من بينها: «بالطول بالعرض ما فيش كنيسة ع الأرض». لم يتوقف الأمر عند ذلك، إنما امتد لقيام عدد من المشاركين في المسيرة بمهاجمة أسرة منزل أحد الشهداء، وقذفه ب»الحجارة»، غير أن بعض حكماء المُسلمين وجيران أسرة الشهيد من المسلمين تصدوا لهم. بعدها حاول مسلحون اقتحام كنيسة العذراء بالقرية، وعدد من منازل الأقباط، ما أسفر عن إصابة 10 من الأهالي، فيما نجحت قوات الأمن في القبض على 7 أشخاص من المهاجمين. ويقول شاهد عيان، إن الأهالي فوجئوا بهجوم 6 سيارات ربع نقل تحمل أكثر من 20 شخصًا يحملون أسلحة نارية على كنيسة العذراء، وأطلقوا النيران بشكل كثيف صوبها في محاولة لاقتحامها، إلا أن الأهالي تصدوا لهم. ويضيف، ل«البوابة»: «عقب فشل العناصر في اقتحام الكنيسة أحرقوا سيارة أحد الأقباط بالقرية، وهاجموا عددًا من منازل الأقباط من دون وقوع تلفيات»، مشيرًا إلى أن تعزيزات أمنية كبيرة وصلت إلى القرية في محاولة للسيطرة على الوضع. ويتهم أحد أهالي قرية «العور» عددًا من متشددى القرية بتحريض الأهالي للخروج في مسيرات مُهددين أقباط القرية، فيما كشفت التحريات المبدئية أن عناصر تابعة لجماعة «الإخوان»، حرضت مجموعة من الصبية بالقرية للتظاهر احتجاجًا على بناء الكنيسة، ودس أعداد من العناصر التخريبية من القرى المجاورة «غير معروفة في القرية»، لمهاجمة كنيسة ومنازل الأقباط. وقال المهندس مجدى ملك، المتحدث باسم أسر شهداء أقباط ليبيا: «هاجم مسلحون من خارج قرية العور، يستقلون 6 سيارات وعدة (تكات) كنيسة السيدة العذراء، ومنازل الأقباط، ما أدى لإصابة 10 من الأهالي بجروح سطحية». وعن سبب الأحداث التي شهدتها القرية، أوضح «ملك» أن هناك محاولة من بعض المتطرفين لإثارة الفتنة، وتم مواجهتها بحزم، بعدما تواجد الأمن في القرية، والقبض على 7 من المتهمين، ويجرى الآن ملاحقة آخرين، والأمر محل تحقيق. وأوضح أنه حتى هذه اللحظة لم يتم تحديد مكان كنيسة الشهداء، ولم يتم البدء في تنفيذ أي إجراء أو إنشاء مبانٍ، رغم صدور قرار جمهوري، وسيتم بناؤها بقوة القانون، وهو أمر لم يعترض عليه غالبية المسلمين بالقرية، باستثناء قلة من المتطرفين «غير الأسوياء» الذين لا يعرفون أي شيء عن الدين الإسلامي وسماحته. وقال القس اسطفانوس شحاتة، وكيل مطرانية سمالوط: «لابد أن يقوم الأمن بفرض سيطرته، ويجب محاسبة المخالفين للقانون والمتسببين في الفتنة، ولابد من سيادة القانون». وأضاف إن الواقعة ترجع إلى اعتراض عدد من الأشخاص على قرار رئيس الجمهورية، وتحريضهم الشباب على عمل مظاهرات، لافتًا إلى أن هناك أيادى خارجية، تدخلت لإشعال الفتنة، كما استغلت جماعة الإخوان الأزمة «نكاية» في الرئيس السيسي. وتابع: «لابد من إنهاء كل المشاكل العالقة، حتى لا تتسع وتتسبب في إثارة الفتنة، ففى قرية الجلاء حصلنا على ترخيص بهدم وبناء كنيسة يوم 15 يناير الماضي، وبسبب اعتراض بعض المتشددين في القرية، لم نستطع تنفيذ القرار». «شحاتة» قال: «مستحيل أن نتنازل عن بناء كنيسة الشهداء، التي حصلنا على قرار رئاسى ببنائها، ومن غير المعقول عندما تحدث أي مشكلة يتم عقد مجلس عرفى من كبار العائلات لحلها». من جانبه قال اللواء محمد صادق الهلباوي، مدير أمن المنيا: إنه تم تعزيز القوات المتواجدة في قرية العور، ومضاعفتها، تحسبًا لتجدد أعمال الشغب، مشيرًا إلى أن الهدوء عاد للقرية مرة أخرى. وأضاف: «هناك اعتراض من بعض مسلمى القرية، على بناء الكنيسة، وتم عقد لقاء بين كبار العائلات لحل الأزمة، وتوصلوا لخطوات إيجابية لحلها، أما بالنسبة لنا كجهاز شرطة سنطبق القانون على الجميع، لكن إذا اتفق الطرفان وتراضا على حل وسط فلا مانع لدينا كجهاز أمني، من التعاون معهما في ذلك قبل فرض الإجراءات القانونية»، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجنة لإدارة الأزمة، فيما أعلن بيت العائلة والمحافظة تبنيهما للأمر. من جانبه قال اللواء صلاح زيادة، محافظ المنيا: «هناك من يحرك الفتنة بين الطرفين، والشرطة تتعامل مع الأمر، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية مع أي شخص يخرج عن القانون والتصدى له بكل حزم»، متهمًا جماعة الإخوان الإرهابية بالوقوف خلف الأحداث، خاصة أن غالبية المسلمين في القرية، غير معترضين على بناء الكنيسة. وأضاف: «لا يوجد مكان في مصر عامة وفى المنيا خاصة، لن يطبق فيه القانون، ولن يلوى أحد ذراع الحكومة، ولن يغير التوجه الوسطى للدولة»، مشددًا على أن أي خارج عن القانون سيتم التعامل معه بحزم وحسم. وانتقلت قوة أمنية تحت إشراف اللواء هشام نصر مدير إدارة البحث الجنائي، للقرية التي شهدت هجومًا أكثر من 20 شخصًا مجهولين يحملون أسلحة نارية على كنيسة السيدة العذراء بالقرية، وأطلقوا النيران بشكل كثيف صوب الكنيسة في محاولة لاقتحامها وحرقها، إلا أن الأهالي تصدوا لهم، وعقب فشلهم في اقتحام الكنيسة قاموا بإحراق سيارة أحد الأقباط بالقرية، وهاجموا عددًا من منازل الأقباط. من النسخة الورقية