كانت رغباته منذ نعومة أظافرة، هي بوصلة حياته التي دائما ما وجهته ليكتشف عالمه العجيب، تعلم في مدرسة الفرير ثم أكمل دراسته في مدرسة الليسية، الفرنسيتين، فؤاد سليم حداد، الشهير ب"فؤاد حداد"، كان ينشر قصائده في الدوريات الأدبية والجرائد الحزبية، ويطلق آراءه حيث شاء، غير مهتم بالآراء المضادة له. ساهمت قصائده الشعرية وآراءه السياسية للزج به بين جدران المعتقل السياسي، مرتين، تحولت فيهم حياته واعتنق الإسلام، وكان يتعامل مع جدران المعتقل بلفسفة نادرة حيث قال الشاعر فؤاد حداد، "أنا ربنا جاب لي مصر كلها وحطها معايا في المعتقل شفت الناس من النوبة وناس من الصعيد وناس من بحري ومن إسكندرية ومن كل أنحاء الجمهورية جاؤوا قعدوا وبيقولوا بقى بأغنيهم بحكايتهم" تم اعتقال فؤاد حداد للمرة الأولى بسبب تبنيه للفكر الشيوعي، من عام 1953 إلى 1956 وقد أفرج عنه لمدة شهرين فقط عام 1954 وفى هذه الفترة كتب الشاعر ملحمة الشهيد الإيرانى التي اعتبرها انطلاقة شعرية جديدة له ويتجلى فيها تضامنه مع حركات التحرر والمقاومة في العالم أجمع وتضم هذه الملحمة عدة قصائد عن كفاح وبطولات الشعب الإيرانى وقت تأميم البترول وفيها يقول على لسان الشهيد مخاطباُ أمه "مش حملتينى تسعة اشهر ضنى وحملتينى تسعة اشهر آمال احملينى وانا في العشرين سنه وخطوط الدم من صدرى طوال احملينى في التاريخ مطّمنه تعرفى الرد على كل سؤال أسلحتنا من القلوب المؤمنه العيال في الحرب يا أم العيال امسحى دموعك وبلينى غنا واضحكى لى الأم تضحك في النضال" وفى نفس الوقت كتب قصائد "مدافع فيتنامية" تحكى عن كفاح الشعب الفيتنامى ضد الاستعمار وقد ضمهم ديوانه "بقوة الفلاحين وقوة العمال" الذي صدر في عام 1968. وبعد خروجه من المعتقل الأول 1956 أصدر ثانى دواوينه "حنبنى السد" وعنوانه دليل واضح على ما يحتويه من قصائد ومنذ ذلك التاريخ كان فؤاد حداد يكتب الديوان الشعرى وحدة متكاملة وليس تجميعًا لقصائد. اعتقل فؤاد حداد للمرة الثانية من أبريل 1959 إلى أبريل 1964 وفى هذه السنوات الخمس كتب كثيرًا فلم تكن أيامًا عجافًا داخل الأسوار والتعذيب بل فجرت بداخله طاقات فذة وصنعت تراثًا فريدًا؛ ففى أيام التعذيب في معتقل العَزَب قرر أن يكتب كل يوم قصيدة ليرفع من الروح المعنوية لزملائه مثل "الفجر حتى في العزب حتى ولو خفت النهار فجر وجميل قلبى اللى بالسلك انضرب وبكل أنواع الحصار الفجر شفته من الطرب تحت العصافير الصغار غصنًا يميل".