أطلقت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على أمن المخيمات في لبنان أمس الثلاثاء القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم المية ومية، الواقع في مدينة صيدا جنوب البلاد تطبيقا لخطة أمنية متكاملة تشمل نشر قوة مماثلة داخل عشرة مخيمات فلسطينية بهدف ضبط الأمن فيها. وقال اللواء منير المقدح قائد القوة الأمنية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، إن انتشار القوة الأمنية في مخيم المية ومية وقوامها 45 عنصرا يأتي تنفيذا للاتفاق بين الجانبين اللبناني والفلسطيني في لبنان قبل عام من أجل انتشار قوى أمنية في المخيمات الفلسطينية في لبنان من أجل تعزيز الأمن في المخيمات. وأضاف مقدح أن القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة ستنتشر في عشرة مخيمات فلسطينية في لبنان من أصل 12 مخيما، منوها بأنه تم نجاح المرحلة الأولى مع تنفيذ الانتشار داخل مخيمي عين الحلوة والمية ومية. وأشار إلى أنه سيتم في غضون الأيام القليلة القادمة انتشار قوى أمنية مماثلة في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا الواقعان في العاصمة بيروت، مؤكدا وجود تعاون مع الجيش اللبناني من أجل انتشار تلك القوى الأمنية في المخيمات. ولفت إلى أن القوى الأمنية المشتركة التي ستنتشر في المخيمات تتألف من فصائل فلسطينية أبرزها منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل التحالف وأنصار الله والقوى الإسلامية وحركة فتح، مشددا على أن الهدف الرئيسي من هذه الإجراءات الأمنية هو عدم إقحام المخيمات الفلسطينية في المشاكل الداخلية اللبنانية خاصة في ظل العواصف الإقليمية المحيطة به. وأكد وجود توافق فلسطيني بكافة فصائله إلى جانب توافق لبناني فلسطيني لتعزيز الأمن في المخيمات وهو ما يعطي دافعا قويا لنجاح الخطة الأمنية، موضحا أن الخطة الأمنية تتضمن أربع مراحل وتقوم على نشر القوى الأمنية في عشرة مخيمات فلسطينية. وأشار إلى انتهاء المرحة الأولى من الخطة بعد نشر القوى في مخيمي عين الحلوة ومخيم المية مية، في حين تتضمن المرحلة الثانية مخيمات برج البراجنة وشاتيلا ومار الياس في بيروت، وتشمل المرحلة الثالثة مخيمات الرشيدية والبرج الشمالي والبص في صور جنوبلبنان، على أن تشمل المرحلة الرابعة مخيمي البداوي في شمال لبنان والجليل في بعلبك شرق البلاد. وتتألف القوة داخل المية ومية التي يرأسها العقيد خالد صقر من مختلف القوى والمكونات الفلسطينية داخل المخيم (حركة فتح - حركة حماس - "أنصار الله" وجبهة التحرير الفلسطينية) وذلك من أجل حفظ الأمن وتثبيت الهدوء فيه. وكانت القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في مخيم عين الحلوة أطلقت في الثامن من شهر يوليو الماضي خطة أمنية للمخيم عبر نشر القوة الأمنية المشتركة والمكونة من 150 عنصرا بقيادة اللواء خالد الشايب من أجل حماية أمن واستقرار المخيم ووقف الاغتيالات وملاحقة المخلين بالأمن على ضوء التوترات الأمنية التي يشهدها المخيم بين الحين والآخر. يذكر أن القوة الأمنية سيجري تعميمها على كافة المخيمات بعد نجاح هذه التجربة داخل عين الحلوة وفي إطار تنفيذ خطة اللجنة العليا في الحفاظ على أمن المخيمات والحرص على أمن الجوار وتحييدها عن أي تجاذبات.