حازم شرف مدرب سباحة لم يكتف بتدريب السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة بكل أنواعها بل اختار وعن قناعة كاملة أن يجتهد علميا ويعد دراسة الماجستير في مجال سباحة ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بعد أن درس أكثر من دبلومة في الإعاقة العقلية وكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وحقق نجاحا كبيرا في مجال تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب أمراض التوحد والمنغوليين وكذلك المصابين ببتر القدم أو الساق حيث تختلف كل حاجة من طرق التدريب. التقينا به في "البوابة نيوز"..فكان هذا الحوار كيف كانت بدايتك في التعامل مع هذا التخصص تحديدا؟ بدأت عملي كمدرب للسباحة منذ عام 2003 إلى أن بدأت التعامل مع حالات ذوي الاحتياجات الخاصة فبدأ الموضوع من خلال التجربة ثم تطور الأمر إلى التخصص وذلك لأنني أتعامل مع التأخر العقلي بحس مختلف فلا أتعامل مع هذا الطفل على أنه مجرد طفل طبيعي ولكن أتعامل معه من خلال أبعاد كثيرة لذلك شعرت أنني بحاجة للاقتراب من عالم هؤلاء الأطفال عن علم وليس لمجرد الهواية لذلك قررت البحث عن إطار علمي ومناقشة احتياجاتهم من الناحية العملية والطبية أيضا فمن الناحية العملية أو المهنية ينبغي أن أكون على علم بطريقة تدريبهم ومن الناحية الطبية. فبعض الحالات خصوصا الطفل المنغولي قد يعانى الطفل من وجود ثقب في القلب ويتطلب درجة معينة من فهم المدرب لحالته. وهل الدبلومتان اللتان حضرتهما من قبل كانتا في نفس الموضوع؟ الدبلومة الأولى كانت في جامعة عين شمس للتربية الفكرية وفي العام التالي كانت دبلومة متخصصة في الإعاقة العقلية للمعاقين بشكل عام وبالمناسبة المنغولي ثم فكرت في إعداد الماجستير عن التربية العملية في مجال السباحة والتي درست بها في عامي الأول من خلال التدريب والبحث العلمي كمدخل للدراسات العليا للتربية الرياضية والخبرات والمقاييس. لماذا اخترت هذه النوعية من الأطفال للتعامل معهم برغم أنك تعرف كم هو مجال صعب ؟ الموضوع بدأ أثناء تدريبي لطفل في نادي بترو سبورت هو وأخيه وكانا يتدربان على السباحة والكاراتيه وأكثر شئ أغضبني أن والدتهما طلبت مني أن أنهي التمرين عندما يتحول لون جسدهما إلى اللون الأزرق وذلك لأن المدرب الذي كان يدربهما من قبل كان يتعامل معهما بشكل خاطئ وذلك لكونهما يعانيا من ثقب في القلب وكفاءة القلب لديهما ضعيفة وهما شكلهما طبيعي ومع كثرة ممارسة الرياضة خاصة الكاراتيه والسباحة والعلاج الطبيعي اصبح الثقب صغيرا جدا لدرجة أنه تلاشي تماما وكان المدرب الذي سبقني في التعامل معهما لم يدرس بشكل علمي كيفية التعامل معهما ولذلك قررت التقدم لهذا المجال بشكل علمي، وبعد التعامل المتكرر مع مثل هذه الحالات تأثرت بهم وجدانيا وأصبحت أشعر بسعادة عندما يتعلمون شيئاا جديدا فهم أولى بالاهتمام والرعاية كما يهتم بهم أولياء أمورهم بشكل أكبر من الأطفال الطبيعيين . وهل شعرت أن الدراسة شكلت عاملا فارقا بالنسبة لك خلال تعاملك مع أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ؟ بالتأكيد وقد حاولت أن أوظف العلم فقدمت معادلات تعديل السلوك في السباحة على اعتبار أن السباحة سلوك وهي سلوك رياضي فقمت بتوظيف النظريات والقواعد للاحتياجات الخاصة مثل الممارسة السلبية ونظريات تعديل السلوك على اعتبار أن رد الفعل السلوكي للأداء الرياضي أو السباحة مختلف ولكن عندما قمت بتطبيق الموضوع رياضيا كان ذلك من مدخل التربية الرياضية لأنني سأقدم ماجستير التربية الرياضية لربط المجال الرياضي بالعلمي من خلال الماجستير وخصوصا لذوي الاحتياجات الخاصة مثل الداونز رووم أو المنغوليين وكذلك المعاقين عقليا وأيضا المصابين بمرض التوحد. ما هو الفرق في التعامل بين الطفل الطبيعي السوي والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في تدريب السباحة ؟ هناك فرق كبير في التعامل لأن الطفل الطبيعي يمكنني تدريبه على أكثر من وضع وبأكثر من عوامة ولكن الطفل ذا الاحتياجات الخاصة يتم تدريبه على عومة أو اثنتين فقط وذلك لأن قدراته محدودة فلا بد من التعامل معه بمهارة مبسطة جدا جدا وأقدم له النموذج أكثر من مرة ولكن الطفل الطبيعي قد أصف له الموضوع أو التدريب فيقوم به مباشرة كما أن هناك فروقًا بين تدريب المعاقين فيما بينهم فهناك المعاق ذهنيا ويختلف عن المعاق بدنيا وحتى في البطولات كل حالة ولها بطولاتها الخاصة ويدخل ضمنهم الداون والتأخر العقلي والصم والبكم والتوحد والشخص الذي تم بتر قدمه أو يده أو الذي يعاني من شلل نصفي مثلا فكل حالة من ذوي الإعاقة لها تدريب خاص واحتياج خاص أيضا وهو الأمر نفسه حتى في تدريب الأطفال الطبيعين فكل طفل وله طريقة مختلفة في التعامل أثناء التدريب عن الآخر.فما بالنا بذوي الإعاقات؟ وما صعوبات التعامل مع تلك الفئة؟ التعامل صعب جدا ولابد من بذل مجهود بدني كبير ، خصوصا أنني في بعض الحالات أقوم بتدريب طفل لديه تأخر عقلي فمثلا يكون عمره 20 سنة وعقله خمس سنوات فأقدم له نموذج ثم أحرك أنا ساقه وهو مجهود بحاجة إلى صبر ومثابرة وبالنسبة للمعاقين عقليا يكون التعامل بحاجة إلى تكرار فوق الوصف وأداء مهاري مرهق وصبر على الحالة لأنني إذا فقدت أعصابي سيصاب بعقدة من السباحة أو يكرهها تماما. وأكثر ما يقلقني هو إيذاء الحالة التي أتعامل معها وهو ما دفعني للدراسة لأجمع بين علم التدريب لقياس مستوي الحالة والمجهود الواجب على تقديمه لهذا الشخص وسواء بمقياس التوقيت الزمني أو مقاييس عن طريق النبض لدرجة التحمل القصوي للتدريب وأقل من القصوى والتحمل متوسط والبسيط وكله يقاس بالنبض وما الجديد الذي سيحمله موضوع رسالة الماجستير التي تستعد لها حاليا؟ تطاردني فكرتان الأولى عن تمارين التوافق أو الإعداد البدني التمهيدية للتدريب وهي التي تعلي من مستواهم وأيضا أحاول تقديم وسائل مساعدة لهم في التعليم مثلا لأنه شبيه ببراءة اختراع تصمم وسيلة معينة وتدرس أثرها سواء السلبي أو الإيجابي بقياسات قبل وأثناء وبعد التدريب. ما أحلامك في هذا المجال من التدريب؟ أحلم بمزيد من الاهتمام والرعاية من الدولة لأنهم يستحقون وأن يكون هناك هيئات متخصصة للتعامل معهم خصوصا أن هناك يوم 27 أبريل يوم عالمي للتوحد ولا أحد يسمع عنه فهم بحاجة لعلاج نفسي وجسدي وهم أشبه بملائكة يفتقدون الرعاية والاهتمام هم وأولياء أمورهم الذين ترين في عيونهم بالتعلق بالأمل لمساعدة أولادهم وهم يواجهون دائما التهميش والتجاهل من المجتمع.