قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم أمس، تعليق تزويد مصر بمعدات السلاح والإمدادات العسكرية، فيما اعتبر خبراء هذا النوع من القرارات ضغطا أوروبيا على مصر، لقبول مبادرة آشتون بالإفراج عن معتقلي الإخوان. الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية ورئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، يرى أن قرارات الاتحاد الأوروبي بشأن مصر في مجملها جيدة، خاصة أنه في اجتماع الاتحاد الأوروبي تمت إدانة من قاموا بالهجوم على الكنائس المصرية وهدمها، بالإضافة إلى استخدامهم السلاح في وجه العزل، وهي في مجملها إدانة لجماعة الإخوان الإرهابية وليس الحكومة. وقال سعد الدين، إننا أخذنا وعودا من مسئولة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بمساعدة مصر حال طلب الحكومة المصرية مساعدتها في دعمها بالمعدات والأسلحة لفض المظاهرات. وأشار سعد إلى أن هناك نقطة واحدة تؤخذ على هذا الاجتماع وهو اتهام الحكومة المصرية باستخدام العنف المفرط في فض المظاهرات، وأن ما عدا هذا النقد فقد كان هذا الاجتماع مساندا جيدا للحكومة والشعب المصري. وقال دكتور وحيد عبد المجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ، إن قرار الاتحاد الأوروبي جاء بوقف الاتفاقات المعقودة مع مصر لتقديم معدات تستخدم لمواجهة المتظاهرين، وتابع أن معظم الدول الأوروبية أوقفت هذه الاتفاقيات منذ 25 يناير، وأكد أنه من الناحية الفعلية هذا القرار لا يضيف جديدا ولا قيمة له. ووصف عبد المجيد القرار بأنه خسارة للدول الأوروبية وليس لمصر، وأضاف أن الدول المصدرة هي التي تتضرر بوقف التصدير وعرض منتجاتها وتسويقها، وتابع عبد المجيد، أن هناك عشرات الدول التي تنتج هذه المنتجات مثل عربات الشرطة ومستعدة لتصديرها لمصر. وأكدت سكينة فؤاد، كاتبة وعضو المجلس القومي للمرأة سابقا، أن قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن مصر، قرار لا يهمنا، ولن يؤثر علينا، خاصة أن ما يحدث في مصر هو ليس فقط شأنا داخليا بل أيضا هو محاولة لمنع انتشار الإرهابيين من قبل بعض الجماعات التي تأخذ الدين كستار لها لتنفيذ عملياتها الإرهابية من أجل عودة السلطة. وأشارت سكينة إلى أن الدول الغربية تساند الجماعات الإرهابية لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية في مصر، وذلك لسعيها الدائم في السيطرة على قلب الشرق الأوسط، خاصة بعد أن تحطمت أحلامهم، بعد أن قامت قوات الجيش بالتصدي لأعمال العنف والإرهاب، وإلقاء القبض على العديد من قيادات جماعة الإرهاب والمتهم الأساسي في انتشار الإرهاب في الشارع المصري، مؤكدة أن القرارات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي تدل على جهل هذه الدول. ورأت زيادة المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون، للدراسات الإنمائية، أن الاتحاد الأوروبي ليس الحليف العسكري بالنسبة لمصر، وأن الأهم هي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتابعت أن وزارة الدفاع الأمريكية موقفها واضح بالتعاون مع مصر وعن تصريحات آشتون بحظر إمداد مصر بالأسلحة والمعدات قالت زيادة، إن هذا الموقف غير مخيف، وتابعت لكن الخوف من الإجراءات التصعيدية التي ممكن أن يتخذها الاتحاد الأوروبي ومن أن يتحرك حزب الناتو، ويحاول أن يحرك قواعده بالقرب من مصر أو حصارها. وأضافت زيادة أننا بدأنا فعلا نأخذ خطوات في خارطة الطريق، ولن تستطيع أي دولة وقف هذه الخطوات، وتابعت أن دول الاتحاد الأوروبي أقصى ما تستطيع فعله هو مقاطعة دبلوماسية، وسحب دبلوماسيين أو تصعيب التأشيرات أو وقف التبادل السياحي أو التجاري. وقالت زيادة، إن تصعيد الموقف ضد مصر ليس من مصلحة الاتحاد الأوروبي قبل أن يكون ضد مصلحة مصر، ووصفت زيادة الموقف السعودي بأنه موقف جيد جدا وأثر على موقف فرنسا وبريطانيا، كما أنه أخرس أمريكا التي ليس عندها استعداد لخسارة السعودية أيضا. وتابعت: مشكلة دول البرلمان الأوروبي أن لديهم هوس في مسألة تطبيق حقوق الإنسان في دول لتأمين منطقة جنوب أوروبا واستقرارها، لكن المشكلة أنها تستخدم الديمقراطية كذريعة للتدخل في سيادة دولنا وهو أمر غير مقبول. وأكدت “,”زياد“,”، أن أوروبا لو أرادت مساعدتنا، عليها أن تساعدنا في تنفيذ خارطة الطريق أو ينصحونا في مسألة الدستور ولا بد أن يدركوا أن مرسي والإخوان أصبحا من الماضي. وصف اللواء رفعت عبد الحميد، أستاذ العلوم الجنائية والخبير الأمني، قرار آشتون بتعليق الاتفاقيات المتعلقة بالجوانب العسكرية مع مصر ب“,”العدم“,”، مؤكدًا أنه لن يؤثر في السياسة، موضحا أن مصر تعتنق مبدأ تنويع مصادر السلاح ولسنا هواة حرب لأننا أعلنا رسميا أننا لن نحارب جيراننا، وهناك اتفاقيات دولية وهناك العديد من الدول عرضت علينا إمدادنا بالسلاح. وأشار عبد الحميد: إلى أن العبرة ليست بالسلاح ولكن من يستخدم السلاح، ومثال على ذلك أن أمريكا لديها أحسن تكنولوجيا في السلاح ولديها البنتاجون وتكنولوجيا أمنية عالية، ولكن هل استطاعوا أن يتوقعوا أحداث 11 سبتمبر؟. في حين وصف جهاد عودة، تصريحات آشتون بالخطيرة، قائلاً: “,”إن ذلك تطور خطير ولا بد من عمل دبلوماسي وخطة كبيرة لردع ذلك،“,”لافتا إلى أن آشتون فعلت ذلك في إطار دعوى لإجراء حوار إحياء لمبادرتها من جديد للإفراج عن معتقلي الإخوان.