أكد الدكتور صلاح الراوي، رئيس مؤتمر اليوم الواحد لأدباء جنوبسيناء، أن تجديد أي خطاب لا يحدث نفسه بذاته تلقائيا، وإنما تحدثه إرادة جامعة تتخذ من هذا التجديد وغاية تقود إلى غايات أكبر، ولا بد أن تتجلى هذه الإرادة في مشروع جمعي. وعلل ذلك أن الأفراد ومهما تبلغ قيمة كل منهم أو قدراته ليس بمقدورهم أن يحدثوا هذا التجديد، وإن نادوا به وأشاروا إلى أهميته واستشعروا خطر ركود الخطاب وتهافته أو نكوصه عن مجاراة حركة التاريخ. وأوضح الراوي أن تجديد الخطاب الثقافي، ليس مجرد حلم يطوف بخيال الشعراء أو الكتاب أو علماء الثقافة، لافتا أن للثقافة علماء يدرسون مكوناتها ويقاربون أزماتها وما يعتريها من اختلال أو تراجع أو مظاهر اضمحلال أو ارتداد، وهي مقاربات تتفاوت في النوع أو الدرجة وفق الموقف الذي يتبناه كل عالم من علماء الثقافة وهو الموقف النابع من انتمائه الأيديولوجي الذي عادة ما يمس منهجيته ويكاد في غير قليل من الأحيان يأخذ بخناقها. وأكد الراوي، أن الخطاب الديني، ليس وحده هو الذي بحاجة إلى تجديد، بل إن الخطاب الثقافي هو الأجدى والأجدر بالتجديد ذلك أننا نرى أن الخطاب الديني هو في جوهره عنصر من عناصر الخطاب الثقافي، هذا إذا نظرنا للثقافة بمعناها الأشمل وفق دقة المصطلح الذي كثيرا ما يعتريه في مجتمعنا العربي غير قليل من التفكك أو التسيب في أغلب الشئون والمسارات والسياقات على حد وجهة نظره. جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر اليوم الواحد لأدباء جنوبسيناء، والذي يستضيفه قصر ثقافة طور سيناء، تحت عنوان "تجديد الخطاب الثقافي بعد ثورة 30 يونيو". ترأس المؤتمر الأستاذ الدكتور صلاح الراوى. أستاذ بأكاديمية الفنون، وأمين عام المؤتمر الأديب والناقد محمد أحمد الدسوقي، تحت رعاية اللواء خالد فودة. محافظ جنوبسيناء،والكاتب المسرحى محمد عبدالحافظ رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وسعيد الهمشرى رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافى. إشراف إبراهيم بخيت. مدير قصر ثقافة طور سيناء. واعتماد فتحي. إدارة الشئون الثقافية بالفرع، وذلك ضمن أنشطة الإدارة الثقافية بالفرع. ويشارك في المؤتمر مجموعة من الشعراء الدكتور علي السويسي والسيد فتحي وعزت إبراهيم وماهر مصباح، بجانب الشاعرة علياء محمد العلي من سوريا.