اغتيال "عبدالكريم الخيواني" يفجر غضب الحوثيين.. اليمنيون يعلنون رفضهم لسياسة التصفية الجسدية.. المقري: إنّها كارثة أيّها الصديق العزيز.. وجماعة "أنصار الله": مجهولون مسلحون وراء ارتكاب الحادث أثار حادث اغتيال الكاتب والسياسي اليمني "عبدالكريم الخيواني"، والذي تم اغتياله على يد مجهولين في العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الأربعاء، استهجانا في قطاعات واسعة من الشعب اليمني الذين أعربوا عن رفضهم لسياسة التصفية الجسدية لأي من أبناء الشعب على اختلاف توجهاتهم ومواقفهم السياسية. وكانت مصادر أمنية قد أكدت أن الخيواني، وهو أحد أعضاء جماعة " أنصار الله" (الحوثي) قد أكدت بأن مسلحين مجهولين قاموا بإطلاق النار عليه خلال تواجده بالقرب من منزله، حيث اخترقت إحدى الرصاصات رقبته لتؤدي بحياته، بصورة تتقارب مع حادث اغتيال المفكر د. محمد المتوكل الذي تم اغتياله بنفس ألطريقه في أحد شوارع العاصمة. والخيواني هو كاتب وناشط حقوقي وسياسي وصحفي يمني من مواليد تعز في 1965، أحد أعضاء المؤتمر الوطني البارزين، عن مكون أنصار الله، اختير سفيرا للنوايا الحسنة في المجلس الدولي لحقوق الإنسان في اليمن. وشغل منصب رئيسًا لتحرير صحيفة الأمة الصادرة عن حزب الحق اليمني، وكذلك، ورئيسا للدائرة السياسية في الحزب، كما تولى رئاسة تحرير صحيفة الشورى وموقعها الإلكتروني. وبالرغم من انتمائه لجماعة "أنصار الله الحوثى " إلا أن البعض أطلق عددا من الاتهامات للحوثيين بالضلوع في اغتياله، فيما خرجت الحركة بنعيها له مؤكدا أن اغتياله هي محاولة بائسة لاغتيال الثورة وإيقاف مسيرة التغيير الشامل في اليمن. وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها محمد عبدالسلام: إن المجرمين أقدموا على اغتياله كعادتهم حيث لا مشروع معهم سوى القتال كلغة للحوار مع الآخرين. وفيما وصف عبدالسلام الراحل بالثائر الكبير صاحب الكلمة الصادقة والمواقف الشجاعة، اعتبر بأن هذه العملية تدل على فشل هذه الجماعات، التي لم يُسمها، سياسيا إضافة إلى انحطاطهم الأخلاقي وفقدانهم لأي مشروع لبناء الدولة العادلة. وأضاف: "ونحن في أنصار الله كمؤمنين بالثورة الشعبية في مواجهة كل المتآمرين ضد اليمن دولة وشعبا وحضارة لنؤكد أن دم الشهيد الخيواني لن يذهب سدى وسوف يكون لعنة على قاتليه ومن تآمر معهم، مثلما كان مداد قلمه ومواقفه الأبية عطاء ثوريا وزادا أخلاقيا ومعرفيا لكل الثائرين الأحرار في مواجهتهم الإستبداد والفساد". واعتبر اغتيال الخيواني جاء نتيجة لحجم التآمر الشامل على ما اسماها بالثورة الشعبية من بعض قوى محلية وخارجية أماطت اللثام عن وجهها القبيح وأساليبها القذرة. أما على البخيتي، العضو المستقيل من جماعة الحوثي، فقد نفى أن يكون للحركة أي دور في اغتيال عضوا البارز، قائلا: "من يتهم أنصار الله بقتل الخيواني مشارك في الجريمة عبر السعي للتغطية على الجناه الحقيقيين". وأضاف البخيتي: "من يستثمر من أنصار اللله شهادة الخيواني عبر اتهام خصومهم السياسيين دون أدلة يغتال الشهيد مرة أخرى عبر ذلك الاستغلال الرخيص"، داعيا الأطراف المختلفة في اليمن بالتعالي عن صراعاتهم السياسية وإدانة هذه الجريمة النكراء دون أي استثمار سياسي لها، داعيا بأن توجه الجهود نحو ملاحقة الجناة وتعقبهم حتى ينالوا جزاءهم العادل. وكتب البخيتي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" مشيرا إلى حديث دار قبل عام بينه وبين الشهيد، دار حول أي منهما سيقتل قبل الآخر، لافتا إلى أنهما كانا يتوقعان موتهما في حادث اغتيال، إلا إن خلافهما كان عمن يقتل أولا. أما الكاتب والروائي اليمني على المقري، علق على الحادث قائلا: "وهاهم يغتالون عبدالكريم الخيواني وهو في أوج تطلعاته وأحلامه، بما فيها تلك الأحلام التي لم نتفق معه حولها". وأضاف المقري: "إنّها كارثة أيّها الصديق العزيز، لقد لاحظتها مبكرًا لكنّك لم تكن تدري أنّها ستقضي عليك وأنت صاحب الطموحات الكبيرة التي لا تنتهي.. اغتيالك فجيعة للأحلام المؤجلة، لمحاولاتك في التصالح مع النّاس كلّ الناس وإن لم يريدوا ذلك". وأكد تعقيبا على الحادث: "أشعر اليوم أنّهم اغتالوا شيئًا مني، اغتالوا أخًا وصديقًا طالما كنّا معًا وإن اختلفنا، إنّها فجيعة لا أستوعبها في وطن صار بحجم كارثة".