رغم أن السفر يغادر الأحلام بعد مرور سن الشباب، ورغم أن كل ما يتمناه المرء لا يدركه، إلا أن السيدة الأربعينية «سامية. م» قررت أن تترك زوجها، وتقوم «بخلعه» بعد أن اطمأنت على زواج ابنتها الكبرى، وعلى زواج ومستقبل ابنها الصغير، وقررت أن تسافر إلى دولة السعودية، حتى تعيش بجانب ابنها وزوجته في الأراضى المقدسة، وذلك بعد أن رفض زوجها فكرة سفرها وبعدها عنه. فالأسرة السعيدة التي تكونت من أربعة أشخاص، هم الزوج والزوجة وولد وبنت فقط، والأم ربة منزل لا تعمل، ولم تجد شيئًا في حياتها سوى تربية طفليها وأعمال المنزل اليومية، بعد مرور عُمر بحاله من العشرة، تزوجت ابنتها واطمأنت على مستقبلها، ونظرًا لظروف البلاد الاقتصادية السيئة، سافر ابنها الصغير إلى دولة السعودية، بحثًا عن فرصة عمل محترمة، وبالفعل سافر واستقر هناك، ثم تزوج بعدها من إحدى الفتيات التي اختارتها له والدته، ولكن بعد مرور فترة طلبت السيدة الأربعينية من زوجها السفر للاطمئنان على ابنها وأداء مناسك العمرة، فوافق زوجها إرضاء لها، ثم تكرر هذا الطلب أكثر من مرة، ولكن مع تكراره بدون أسباب منطقية رفض الزوج سفر زوجته كثيرًا، وطلب منها الاهتمام به أكثر من ذلك. من هنا بدأت الخلافات والمشاكل، فالزوجة العنيدة وجدت في سفرها تجارة مربحة لبيع الملابس والربح فيها في كل مرة كانت تزور ابنها في السعودية، ولم يهتم الزوج بتلك الحسابات المادية التي رأى أنها لا تهمه في تلك الفترة، خاصة بعد زواج ابنيهما ومن ثم فال«المعاش الشهري» يكفيه هو وزوجته ويفيض أيضًا، لكن إصرار زوجته على السفر كل شهرين على الأقل، اشعل الخلافات الزوجية بينهما، حيث كانت تترك بيتها كثيرًا تعبيرًا عن غضبها، وتذهب لتعيش مع ابنتها، فكان يستجيب ويوافق أحيانًا لكن الزوجة عندما وجدت أن هذا الأسلوب أصبح لا يؤثر معه قررت أن تقيم دعوى «خلع» عليه بمحكمة مدينة نصر للأسرة، حتى تستطيع السفر خارج البلاد بدون موافقة زوجها، لتستطيع تحقيق أحلامها في الثراء. من النسخة الورقية