اتصالات مكثفة شهدتها الأسابيع الماضية بين قيادات جماعة الإخوان ومسئوليين قطريين واتراك مع الحكومة البريطانية لمنع إصدار أي اتهامات ضد جماعة الإخوان في التقرير الذي من المقرر أن تصدره الحكومة حول نشاط الجماعة ووفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية والتي كشفت عن تفاصيل التقرير النهائي للحكومة البريطانية بعد مراجعة أنشطة جماعة "الإخوان"، الذي تعده الحكومة منذ ما يقرب من عام، مؤكدة أن التقرير لم يدن جماعة الإخوان. وذكرت الصحيفة، في تقرير لها اليوم، أن التحقيق الذي تم تحت إشراف جون جينكينز السفير البريطاني في السعودية، من المتوقع أن يُقر بأن جماعة الإخوان لا ينبغي أن تكون جماعة محظورة، وإنها ليست منظمة إرهابية، لكن من المرجح أيضًا أن يتم حث الجماعة على أن تكون أكثر وضوحًا وشفافية بشأن صلتها بالمنظمات التابعة لها، ومنها المساجد والجمعيات الخيرية. أوضحت الصحيفة، أن توقيت الإعلان عن التقرير النهائي لأنشطة "الإخوان"، الذي جاء قبل يومين من تقديم وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن، الميزانية النهائية للتحالف، يؤكد الشكوك التي أُثيرت من قبل بشأن محاولة الحكومة البريطانية التقليل من أهمية هذا التقرير والدعاية السلبية له، مضيفة "من المقرر حجب التقرير وعدم نشر أي تفاصيل عنه". من جانبها كشفت مصادر من داخل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين "ل"البوابة نيوز"" أن عددا من الاجتماعات جمعت بين جماعة الإخوان ومسئولين قطريين وأتراك، وإبراهيم منير أمين التنظيم الدولي للإخوان، ويوسف ندا مفوض العلاقات الخارجية في الجماعة، مع مسئولين بريطانيين، لتقديم ملف خاص بالجماعة يبعد عنها أي شبهة إدانة. وأضافت المصادر أن قطر لعبت دورا كبيرا في الحوار مع الحكومة البريطانية، وقدمت تسهيلات للحكومة وأموال من أجل التقليل من قيمة التقرير، ومنع إدانة الإخوان، كما قامت بحملة لتلميع الجماعة في الصحف البريطانية من أجل إبعاد أي شبهات عنها، مضيفّا أن الأزمة الوحيدة التي واجهت الجماعة هي علاقتها بحماس، ووعدت الجماعة بتقليل التعاون مع حماس في بريطانيا فقط مؤقتّا، لحين صدور التقرير بشكل رسمي. وأوضحت المصادر أن الاجتماع الذي جمع بين مسئولين بريطانيين وإبراهيم منير ويوسف ندا برعاية تركية قطرية في لندن بداية الأسبوع الحالى، انتهى بتفاهمات تمنع تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، مؤكدّا أن ديفيد كاميرون رئيس الحكومة وعد بتمرير القانون دون أي اتهامات للجماعة، كما أوضحت المصادر أن جون جينكينز السفير البريطاني بالسعودية تواجد في قطر منذ أسبوعين، وهو ما يثير الشكوك حول تقرير بريطانيا عن نشاط جماعة الإخوان. قال إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولة للإخوان الإرهابية إن نشاط الجماعة لا علاقة له بالإرهاب من قريب أو بعيد، مضيفًا أنه يتوقع أن يبرئ تقرير الحكومة البريطانية الجماعة بشكل كامل نظرًا لابتعاد الجماعة عن أي نشاط إرهابى. وأوضح منير أن لجنة التحقيقات البريطانية تعرضت لعلاقة الجماعة بحركة حماس والدعم الذي يقدمه التنظيم للجماعة، مضيفًا أن الجماعة تقدمت للجنة بمعلومات ووثائق حول أنشطتها بالكامل، مؤكدًا وهو وما يثبت عدم تورطنا في أي عمليات إرهابية ونشاطنا قانونى. وعلق خالد الزعفراني، المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، على نتائج التحقيقات التي توصلت إليها اللجنة البريطانية المكلفة بالبحث في مدى تورط جماعة الإخوان في التحريض على أعمال عنف، بأن الحكومة البريطانية تريد أن تحافظ على شعرة معاوية مع الحركات الإسلامية في المنطقة بغض النظر عن موقفها منهم. وأوضح " الزعفراني" أن لندن حريصة على حفظ علاقات ولو ضعيفة مع كل التيارات، حتى لا تكون منعزلة عن المشهد السياسي في العالم العربي، مشيرًا إلى أننا لا يجب أن نأخذ نتائج التحقيقات كموقف دبلوماسي من القاهرة. وأكد الزعفرانى أنه كان يتوقع الا تعلن الحكومة البريطانية جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى خاصة بعد الوساطة التركية القطرية والأموال التي دفعت من أجل إبعاد شبهة الإرهاب عن الإخوان.