حملت 21 منظمة حقوقية وإنسانية، المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في حماية المدنيين بالنزاع السوري الذي يدخل عامه الخامس، فيما سقط أكثر من 50 قتيلاً أمس الخميس في اشتباكات بين قوات النظام وجبهة النصرة في ريف اللاذقية. وانتقدت كبرى المنظمات غير الحكومية في تقرير موحد، عدم قدرة الدول على تطبيق قرارات مجلس الأمن الهادفة إلى حماية المدنيين الذين دمرت الحرب حياتهم منذ أربع سنوات. وجاء في التقرير أن "القرارات الدولية والآمال التي حملتها، ذهبت أدراج الرياح بالنسبة إلى المدنيين السوريين، إذ تم تجاهلها أو تخريبها من أطراف النزاع ودول أخرى أعضاء بالأممالمتحدة، وحتى من أعضاء في مجلس الأمن الدولي". وقال الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين يان إيغلاند الذي شارك في التقرير: "الحقيقة المرة تكمن في فشل مجلس الأمن في تطبيق قراراته، كان العام الماضي الأسوأ حتى الآن في هذه الحرب الفظيعة، تصرفت أطراف النزاع وكأنها محصّنة من العقاب وتجاهلت مطالب مجلس الأمن، ولا تزال حماية المدنيين معدومة، ولم يتحسن إمكان حصولهم على المساعدات". وأضاف: "خنا مثلنا العليا، لأنه لا يفترض بنا أن نتفرج على أناس يعانون في 2015". وتسببت الحرب السورية ب"أسوأ موجة نزوح عرفها العالم في السنوات العشر الماضية"، بحسب الأممالمتحدة، مع نزوح أكثر من 11,4 مليون شخص داخل سوريا وخارجها. ولا يوجد تمويل كاف للتجاوب مع حاجات النازحين والسوريين الموجودين في مناطق تشهد أعمال عنف، وتحتاج الاأمم المتحدة وفق ايغلاند إلى 8,4 مليارات دولار لمساعدة المدنيين السوريين العام المقبل. ويمثل هذا المبلغ "سدس كلفة الألعاب الاولمبية في سوتشي"، وفق ايغلاند الذي سأل: "كيف يمكن لروسيا أن تمول ألعاب سوتشي، ولا تقدم مساهمة كبيرة لهذه العملية التي ينقصها التمويل؟". ويتهم تقرير منظمات حقوق الإنسان قوات النظام باللجوء بانتظام إلى الاغتصاب والاعتداءات الجنسية في القتال، ومجموعات المعارضة المسلحة بخطف النساء والأطفال بهدف مبادلتهم بسجناء. ويشير إلى استهداف الطرفين بنى تحتية مدنية دون تمييز، بينها المؤسسات الصحية والمدارس والحد من دخول المدنيين إليها عند الحاجة. وترى المنظمات أن الكارثة الإنسانية في سوريا "وصمة عار على الضمير الدولي". ويدفع الأطفال السوريون ثمن النزاع المستمر، إذ وصفت منظمة يونيسيف حالة أكثر من 5،6 ملايين طفل داخل سوريا ب"البائسة". وقتل في النزاع خلال 4 سنوات أكثر من 210 آلاف شخص، قضى الآلاف منهم منذ 2013 في قصف بالبراميل المتفجرة، يلقيها جيش النظام على مناطق عدة، ابرزها حلب.