«فوربس»: رهان الاستثمار تحت قيادة السيسى أفضل من أيام مبارك ومرسي.. «إيكونوميك تايمز»: مصر توفر بيئة آمنة وتعود من جديد للساحة الدولية محلل أمريكى: 3 أيام تمثل رسالة معناها «مصر آمنة ومستعدة للاستثمار» هالة عبد الحميد تتجه أنظار العالم كله ناحية منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، والذي يستقبل غدًا وفودًا من كل أنحاء العالم، إيذانًا ببدء أعمال المؤتمر الاقتصادى الذي يحظى باهتمام عالمى غير مسبوق، بعدما تصدرت أخباره وأعماله أحدث التقارير الصحفية والمالية في الإعلام الغربى، والتي أكدت في غالبيتها أن مصر تتقدم بثبات وتنجح يومًا بعد يوم في النهوض بالاقتصاد، وأشارت إلى الدور البارز في هذا الأمر للرئيس عبد الفتاح السيسى وللجيش المصرى، و«وقفة» دول الخليج بجانب مصر حتى تعبر الأزمة. في التفاصيل، أكدت المحللة السياسية آنا بورشيفسكايا الزميل المساعد في معهد واشنطن ورئيس قسم الشئون الخارجية في مجلة «فوربس» الأمريكية، أن هناك تفاؤلًا كبيرًا لنجاح المؤتمر على الصعيدين الداخلى والخارجى من خلال جذب الاستثمارات، بعدما أقدم الرئيس السيسى على تنفيذ العديد من الإصلاحات لتحسين حالة الاقتصاد المتداعي، وفى تصريح للمجلة قال الخبير روبرت روك مدير معهد الدراسات متعددة التخصصات وأستاذ التاريخ في جامعة توسون إن مصر تقدم أفضل رهان للاستثمار تحت قيادة السيسى بشكل أفضل كثيرًا من الوضع أيام مبارك أو مرسي. وذكر تقرير «فوربس» أن الفساد المستشرى والمحسوبية وضعف التشريعات كانت من أهم العقبات التي استنزفت الاقتصاد لأجيال، وكجزء من الإصلاحات فرضت الحكومة المصرية تعريفات مؤقتة لحماية مصنعى الصلب المحلى من الواردات الأجنبية الرخيصة، ورفعت مصر أيضا الضرائب وخفضت الدعم على الطاقة، وكانت هناك مخاوف من أن تدابير التقشف يمكن أن تفاقم أزمة الاقتصاد، بحسب ما رأى المعارضون للسيسى الذين توقعوا «ثورة جياع»، لكن المستقبل يحمل الكثير من التفاؤل، إضافة إلى أن دول الخليج كان لها دور حيوى في إعادة تحريك الأوضاع وساعدت على إنقاذ الاقتصاد المصرى من حافة الهاوية. من جانبه، قال جون شحاتة المحلل في شركة «أوريك» بسان فرانسيسكو، إن المصريين يحاولون مساعدة بلادهم، مضيفا أن السبب الحقيقى لنمو الاقتصاد بتلك الوتيرة هو الجيش والنظام المناسب الذي تبناه السيسى لمنظومة الاقتصاد، وتوقع نمو الناتج المحلى الإجمالى في عام 2015 بنسبة 3.5٪، وفقا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولى وكانت النسبة 1.8٪ في 2011 و2.2 ٪ في 2012 و2.1٪ العام الماضي، و2.2٪ هذا العام. وأضاف «جون شحاتة» أن الازدهار في مصر مقبل، ففى عام 2014 وضعت منظمة الشفافية الدولية مصر في المرتبة 94 من بين 175 وهو ما يعد تحسنا عن العام السابق عندما كانت في المرتبة 114، وفى العام الجارى وضعها البنك الدولى في مرتبة أفضل من العام الماضي، كما أشاد صندوق النقد الدولى بالتدابير الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها «مصر السيسي» والتي بدأت تثمر نتائج بعد أربع سنوات من الاضطرابات السياسية والركود الاقتصادي، وساهمت في رفع معدل النمو الاقتصادى إلى 3.8٪ في العام المالى 2014-2015. وقال «شحاتة» إن تحسين الوضع الاقتصادى يحظى بالأولوية في اهتمامات الشعب المصرى في المرحلة الحالية، وهناك تفاؤل كبير بسبب التزام السيسى بالإصلاحات، موضحا أن تأثير مصر الإقليمى مهم جدا عندما يتعلق الأمر بالاستقرار في الشرق الأوسط، ولذلك فالمؤتمر رسالة للعالم معناها «مصر آمنة ومستعدة للاستثمار والمناخ ملائم جدا»، وهو ما أكده أيضًا سايمون كيتشن الخبير الإستراتيجي في المجموعة المالية هيرميس قائلًا إن المؤتمر فرصة كبيرة لاستعادة مصر اقتصادها المنهار منذ 4 أعوام. أما صحيفة «إيكونوميك تايمز» الأمريكية، فقد أفردت مساحة كبيرة للحديث عن المؤتمر، وأكدت أن الموقف الرسمى الآن لمصر من شأنه أن يوفر ما يصل إلى 50 مشروعا بقيمة إجمالية 35 مليار دولار للمستثمرين للنظر فيها، بعد أن أعلنت السلطات بالفعل عن خطوات كبيرة لإرضاء المستثمرين ولتثبت أن مصر تعود من جديد للساحة الدولية لما توفره من بيئة آمنة، ولهذا يستمر المؤتمر ثلاثة أيام بحضور أكثر من 1700 من المستثمرين الدوليين، والمديرين التنفيذيين والمسؤولين الحكوميين، والخبراء الماليين، و25 رئيس دولة معظمهم من دول الخليج وأفريقيا ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، ورئيس صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد، وبمشاركة أكثر من 80 دولة و23 منظمة إقليمية ودولية. من النسخة الورقية