تأتى زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الراهنة للقاهرة تأكيدًا لوقوف دولة الإمارات إلى جوار مصر في الظرف الذي تمر به، وفى إطار ثوابت الإمارات العروبية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بضرورة مؤازرة الأشقاء في كل الظروف. وكان الشيخ محمد بن زايد أول من أدرك خطورة الإخوان ووقف ضدها بكل ما يملك من قوة وتضامن مع الشعب المصرى حتى رحلت الجماعة الإرهابية عن الحكم. زيارة ولى عهد أبوظبى قبل المؤتمر الاقتصادى بيومين تهدف إلى التنسيق مع مصر بشأن الدور الإماراتى في المؤتمر الاقتصادى وما بعده بحث مع السيسى آخر استعدادات مصر للمؤتمر الاقتصادى وتطوير العلاقات الثنائية وعددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك قال: «بلادنا ماضية في دعم مصر خلال المرحلة المقبلة، التي تسعى فيها إلى ترسيخ ركائز الاستقرار، وتعزيز مقومات النمو والتطور لمواجهة مختلف التحديات، بما يكفل تحقيق الطموحات والتطلعات التي يصبو إليها الشعب المصرى الشقيق». «نحن نحب المصريين، ونقدر مشاعرهم، تجاه أشقائهم في الإمارات، وننظر إلى مصر باعتبارها العمود الفقرى، ويجب أن تقف على قدميها، وتعود لمكانتها». «رؤية القيادة في دولة الإمارات نحو مصر الشقيقة تتركز في تحقيق الشعب المصرى لطموحاته وتطلعاته الوطنية ومواصلة بناء مستقبل وطنه وتحقيق الاستقرار والتنمية في جميع ربوع أرض الكنانة». تزامنت الزيارة أمس مع عيد ميلاد الشيخ محمد ال54 والذي سيقضيه في القاهرة، حيث يحل على بلده الثانى ضيفًا عزيزًا. وعند بلوغه الثامنة عشرة من عمره، أتم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سنواته الدراسية بين مدينتى العين وأبوظبى، حيث تدرج في المراحل الدراسية بمدارس الإمارات والمملكة المتحدة. ويمتلك سموه خلفية عسكرية، إذ تخرج عام 1979 من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، بعدما تلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العمودى والطيران التكتيكى، والقوات المظلية، ومن ثم انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات. وشغل الشيخ مناصب عديدة في القوات المسلحة الإماراتية، من ضابط في الحرس الأميرى، وهى قوات النخبة في دولة الإمارات، إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج إلى عدة مناصب عليا، حتى وصل إلى منصبه الحالى نائبًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة. وأسهم الشيخ محمد بن زايد، في تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات، من حيث التخطيط الإستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمى، وتعزيز القدرات الدفاعية، مستلهمًا توجيهات والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة. وساهمت توجيهاته المباشرة والقيادية، في جعل القوات المسلحة الإماراتية، مؤسسة رائدة تحظى بتقدير عدد كبير من المؤسسات العسكرية الدولية. كما يشغل أيضًا عددًا من المناصب السياسية، والتشريعية والاقتصادية بالإمارات، ويعرف عنه بذله الكثير من الجهود لتعزيز المعايير التعليمية في إمارة أبوظبى للوصول بها إلى أفضل وأرقى المستويات والمعايير الدولية. ومنذ تولى رئاسة مجلس أبوظبى للتعليم، عمل بلا كلل لإقامة شراكات مع المؤسسات التعليمية، والمراكز الفكرية المرموقة عالميًا، والتي أعلن عن قيام عدد منها في أبوظبى. والشيخ محمد بن زايد متزوج من سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان ولديه أربعة أولاد وخمس بنات. ووصل الشيخ محمد بن زايد مصر أمس، في زيارة مهمة تبرز الدور الإماراتى الداعم لمصر في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد. والتقى الشيخ محمد بن زايد بالرئيس عبدالفتاح السيسى، في إطار التحضير للمؤتمر الاقتصادى الدولى لدعم مصر. وقال السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية: إن السيسى ومحمد بن زايد بحثا «آخر استعدادات مصر للمؤتمر الاقتصادى وتطوير العلاقات الثنائية، وعددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة في كل من سوريا والعراق واليمن، والتعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب والمنظمات والجماعات الإرهابية في المنطقة». وتشهد العلاقات بين مصر والإمارات ازدهارًا واضحًا في أعقاب حالة من الفتور والتوتر، أثناء حكم جماعة الإخوان، التي شهدت هجومًا شديدًا من أقطاب الجماعة ضد الإمارات، بسبب إيواء أحمد شفيق، المرشح الرئاسى السابق، وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ووجه الإخوان اتهامات للإمارات بتدبير مؤامرة ضد نظام حكم محمد مرسي. وبعد عزل مرسي عادت العلاقات بين مصر والإمارات إلى سابق عهدها، وشهدت ازدهارًا أكثر من ذى قبل، منذ كان عبد الفتاح السيسى وزيرًا للدفاع، وحتى توليه الرئاسة. زيارة ولى عهد أبوظبى قبل المؤتمر الاقتصادى بيومين، تهدف إلى التنسيق مع مصر بشأن الدور الإماراتى في المؤتمر الاقتصادى وما بعده، مشيرًا إلى أن مصر تعتمد بشكل أساسى على السعودية والإمارات في إنجاح المؤتمر. ومن المتوقع أن تشارك كبرى الشركات الإماراتية في المؤتمر الاقتصادى، ومنها مجموعة الفطيم، التي أعلنت أن «المؤتمر الاقتصادى ليس هدفًا في حد ذاته، وإنما المهم هو الاطلاع على المشروعات الاستثمارية الواعدة التي سيتم طرحها في المؤتمر، بهدف دفع عجلة الإنتاج والتي تمثل بداية الانطلاقة الحقيقية لنمو الاقتصاد المصري». وأعلنت الشركة أنها خصصت نحو 4.3 مليار جنيه من ميزانية هذا العام، لتنفيذ مشروعات في مصر، منها بناء فندقين بطاقة 700 غرفة، و3 مشروعات إسكان، ومبنى إدارى في مشروع كايرو فستيفال بالقاهرة الجديدة. ويشارك بنك الإمارات دبى الوطنى، في المؤتمر الاقتصادى، وقالت سهر الدماطى، نائب العضو المنتدب للبنك: إن المؤتمر «سيكون انطلاقة حقيقية للتنمية الاقتصادية في مصر»، مشيرة إلى أن «مؤشرات حضور المؤتمر جيدة، وستشهد مصر طفرة اقتصادية عقب الانتهاء من المؤتمر الاقتصادى. ويقول الشيخ محمد: «نحن نحب المصريين، ونقدر مشاعرهم، تجاه أشقائهم في الإمارات، وننظر إلى مصر باعتبارها العمود الفقرى، ويجب أن تقف على قدميها، وتعود لمكانتها». كما يؤكد استمرار أن الإمارات ستظل على عهدها وفية لمصر وسندًا قويًا لها، مشيرًا إلى أن العلاقات مع مصر تاريخية وإستراتيجية وتحظى بدعم ومتابعة من قبل رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وفق النهج الذي أسسه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في الوقوف بجانب الأشقاء في مصر في مختلف الأوقات وجميع الظروف. واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس ولى عهد أبوظبى، والوفد المرافق له في مطار القاهرة الدولى. ونقل ولى عهد أبوظبى، في بداية اللقاء تحيات رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى الرئيس المصرى المشير عبدالفتاح السيسى، وتمنياتهما لمصر قيادة وشعبًا كل خير وتقدم وازدهار وأن تنعم بدوام الأمن والاستقرار. وبحث ولى عهد أبوظبى، والرئيس المصرى العلاقات الأخوية المتينة والتعاون المشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية. وأعرب الفريق أول الشيخ محمد بن زايد، عن تفاؤله بنجاح القيادة المصرية الجديدة برئاسة المشير عبدالفتاح السيسى، في تحقيق الخير والنماء لمصر، وتأسيس مرحلة جديدة تواصل فيها مصر مسيرة البناء والتقدم وتمارس دورها المحورى في المنطقة. وقال ولى عهد أبوظبى، إن «رؤية القيادة في دولة الإمارات نحو مصر الشقيقة تتركز في تحقيق الشعب المصرى لطموحاته وتطلعاته الوطنية ومواصلة بناء مستقبل وطنه وتحقيق الاستقرار والتنمية في جميع ربوع أرض الكنانة، مؤكدًا أهمية دعم الاقتصاد المصرى وتمكين مؤسسات الدولة من القيام بمهامها وأعمالها وذلك حرصًا على أن تظل مصر قوية ومستقرة وشامخة». في سياق متصل قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، إن بلاده «ماضية في دعم مصر خلال المرحلة المقبلة، التي تسعى فيها إلى ترسيخ ركائز الاستقرار، وتعزيز مقومات النمو والتطور لمواجهة مختلف التحديات، بما يكفل تحقيق الطموحات والتطلعات التي يصبو إليها الشعب المصرى الشقيق». ومنذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013، أعلنت السعودية والكويت والإمارات عن تقديم مساعدات لمصر بقيمة 15.9 مليار دولار، منها 4 مليارات دولار في شكل مشتقات نفطية. وتساهم الإمارات في مجموعة من المشروعات التنموية والخدمية لمصر ضمن حزمة من المساعدات التي تهدف إلى دعم البلاد في مجالات: الإسكان والتعليم والصحة والطاقة المتجددة والنقل وغيرها.