سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"بوكو حرام" تعلن رسميًا بيعتها ل"داعش".. التنظيم يسعى للحصول على دعم لغزو أفريقيا.. تمكن من ضم الكثير من المدن في شمال نيجيريا وهاجم تشاد والنجير والكاميرون
أعلنت جماعة بوكو حرام، النيجيرية، السبت، في تسجيل صوتي منسوب لزعيمها، مبايعتها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي من سمته خليفة المسلمين. وجاء في تسجيل صوتي منسوب لأبي بكر شيكاو، زعيم جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد المعروفة إعلاميا باسم بوكو حرام، أنه قرر مبايعة "الخليفة البغدادي" طاعة لأمر الله ورسوله مؤكدا "نعلن مبايعة الخليفة على السمع والطاعه في المنشط والمكره والعسر واليسر". ورغم أن شيكاو سبق وأعلن -في شريط مصور بث يوم 13 يوليو الماضي- دعمه لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، الذي يسيطر تنظيمه على مناطق واسعة بالعراق وسوريا أعلن فيها قيام دولة "الخلافة"، لكنه عاد ليلعن البيعة رسميا. وترجع تسمية الحركة إلى أن مئات الآلاف شمالي البلاد لم يذهبوا قط إلى أي تعليم رسمي، بل اعتكفوا في المساجد والساحات والأحياء القديمة يتلقون تعليم القرآن والفقه والدروس الدينية التي تربوا عليها وتشربوا مبادئها، والتي أسست في وجدانهم على تحريم التعليم الغربي في مدارس "مكرنتن بوكو" أي المدارس ذات التعليم الأجنبي. نشأة الحركة "التمدد في أفريقيا" بينما ينشغل العالم كله بما تفعله داعش في سوريا والعراق وليبيا تتمدد جماعة بوكو حرام بشكل كبير جدا داخل نيجيريا وخارجها في الكاميرونوالنيجر وغيرها، تستقطب المزيد من المقاتلين مستغلين حالة الفقر التي تعيشها هذه البلاد وكذلك الاضطهاد والعنصرية التي تعيشها دول أفريقيا بين المسيحيين والمسلمين. ولا تعتبر بوكو حرام جماعة جديدة على نيجيريا التي شهدت العديد من حركات التطرف الدينى، لذلك تعتبر بوكو حرام امتداد لحركات تطرف قديمة ظهرت قبل ثلاثة عقود من الزمن، أهمها تلك التي تأسست في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي عندما ظهرت حركة أطلقت على نفسها اسم جماعة "إزالة البدعة وإقامة السنة"، وعرفت اختصارا باسم "إزالة" على يد الداعية السلفي إسماعيل إدريس، وهو الأب الروحى ليوسف محمد، الذي انشق وأسس "بوكو حرام" عام 2002 في ولاية بورنو بشمال نيجيريا لكن الوجود الفعلي للحركة بدأ خلال عام 2004 بعد أن انتقلت إلى ولاية يوبي على الحدود مع النيجر حيث بدأت عملياتها ضد المؤسسات الأمنية والمدنية النيجيرية. الجماعة التي اتخذت من اسمها هدفا لها بمنع التعليم الغربى، الذي ترى فيه أنه إضافة إلى الثقافة الغربية عموما و"إفسادا للمعتقدات الإسلامية"، ويسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بمجمل الأراضي النيجيرية بما فيها ولايات الجنوب ذات الأغلبية المسيحية وتتكون الحركة أساسا من الطلبة الذين غادروا مقاعد الدراسة بسبب رفضهم المناهج التربوية الغربية إضافة إلى بعض الناشطين من خارج البلاد على غرار بعض المنتسبين التشاديين. الفكر والأهداف "إقامة الخلافة في أفريقيا" تعتقد جماعة بوكو حرام النيجيرية، أن هناك ضرورة ملحة لتطبيق الشريعة وإنهاء الاحتلال الفكرى الغربى في نيجيريا واستغلال ثرواتها في بناء الدول الإسلامية بنيجيريا حيث ترتكز الفكرة الأساسية للجماعة على عدد من الأصول الفكرية، أهمها العمل على تأسيس دولة إسلامية في نيجيريا بالقوة المسلحة، والدعوة إلى التطبيق الفورى للشريعة الإسلامية في جميع الولايات النيجيرية، وليس تطبيق الشريعة في الولايات الاثنتى عشرة الشمالية وكذلك عدم جواز العمل في الأجهزة الأمنية والحكومية في الدولة وزعيم الحركة حاليا هو الشيخ "أبوبكر شيكو، الرجل الثانى في الحركة والمولود في قرية "شيكو" الحدودية مع النيجر، ودرس الشريعة قبل ارتياد كلية ولاية بورنو لدراسات الشريعة والقانون التي خضع فيها لدراسات عليا في المواد الدينية، ولذلك يلقبه بعض أنصاره بلقب "دار التوحيد" وذلك بسبب علومه الدينية". لم تقف الحكومة النيجيرية مكتوفة الأيدى أمام الجماعة المتطرفة التي عاثت في ارجاء البلاد خرابا وتدميرا، ففى عام 2009، وقعت مواجهات بين الجماعة والشرطة والجيش، شملت عدة ولايات شمالية، راح ضحيتها مئات أو آلاف من الضحايا من المدنيين، وانتهت بإعلان الحكومة النيجيرية أنها قتلت جميع أفراد جماعة بوكو حرام، بمن فيهم زعيم الجماعة محمد يوسف. طالبان نيجيريا.. القاعدة سابقا.. داعش حاليا وكان لانتهاء القتال في أفغانستان وما تلاه من أحداث 11 سبتمبر إيذانا بعودة الكثيرين إلى بلدانهم ممن عادوا بفكر متطرف لم تعرفه مجتمعاتهم ولم يكن ممن بقيت فيهم جذور التطرف وجذوته في نيجيريا بمنأى عن ذلك كما أن التصريح الأخير لزعيم بوكو حرام "أبوبكر شيكو" بأن الجماعة التحقت بالقاعدة أثار المخاوف من أن تصبح المنطقة مأوى للتيارات الجهادية العابرة للقارات، مثل القاعدة بكل صورها ونماذجها، بحيث تصبح المنطقة أفغانستان جديدة تأوى إليها كل التيارات الجهادية، وتصبح قاعدة لتهديد الأنظمة والدول المحيطة بالمنطقة. في 25 أغسطس 2014 أعلن زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام داعش بعدما تمكن من ضم مدينة في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا وقال شيكاو في تسجيل له «الحمد لله الذي نصر إخواننا في غوزا وجعلها جزءا من الخلافة الإسلامية". الظهور العالمي للحركة رغم الهجمات المستمرة من الشرطة النيجيرية واغتيال زعيم الحركة محمد يوسف، إلا إن الحركة استمرت في عملياتها بعد ذلك، حيث ينسب إليها سلسلة من التفجيرات والهجمات التي شهدتها المناطق الشمالية الشرقية من نيجيريا في الفترة من 2010 إلى 2011، وأهم هذه التفجيرات سوق أبوجا في ديسمبر 2010، وتفجير مركز الشرطة في مايدوكورى في يناير 2011، وتفجير مكتب للجنة الانتخابية الوطنية المستقلة في مايدوكورى في أبريل 2011، وتفجير مقر الأممالمتحدة في أبوجا في أغسطس 2011. لكن الظهور العالمى الأبرز للحركة وجعلها حديث كل وكالات وصحف العالم، كان بعد إقدامها على اختطاف قرابة 300 طالبة من إحدى المدارس في بلدة شيبوك بشمال نيجيريا منتصف أبريل الماضي قالت إنهن سبايا وسيتم بيعهن، لدرجة حملت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على التأكيد على أن ملف الفتيات المختطفات شأن دولي كما أرسلت الولاياتالمتحدةالأمريكية قوات تابعة لها لتحرير الفتيات، بالإضافة للاهتمام الدولى بالقضية والتي لم تصل إلى حلول حتى الآن ولا يعرف مصير الفتيات سوى البعض منهن ممن قتل أو تم رجمه من جانب الحركة. مستقبل الحركة "الثعبان الإفريقى يتمدد" تعتبر نيجيريا أحد أهم المناطق في العالم حاليا لمتلاكها أكثر من 2.6% من احتياطيات النفط العالمية، وهو ما دفع المراقبين للتعبير عن خوفهم من أن تتحول المنطقة إلى معقل للجماعات المسلحة، مشيرين إلى أن الفساد والفقر المستشرى في غرب أفريقيا يوفران تربة خصبة للإرهاب. الأزمة ألأكبر هي أن أفريقيا تتعرض بشكل مستمر إلى فتنة الصراع بين المسلمين والمسيحيين خاصة الاطراف الغنية التي تساعد على تاجيج الفتن هناك والاحتراب، وفى ظل أوضاع فوضوية قد يلجأ العديد أيضا من الشباب الذي يرى أن المسلمين مستضعفون إلى تبنى مثل الأفكار وانتشارها، ففى أفريقيا الوسطى التي يعانى المسلمون فيها اضطهادا قبطيا، وكذلك النيجر وعديد من الدول الأفريقية كحركة شباب المجاهدين في الصومال، قد يجدون أن الفكر المتطرف الذي تنتهجة جماعة بوكو حرام يمكن أن يخلق جيلا من الشباب يفهم الإسلام والجهاد بصورة خاطئة، كما تفهمه جماعة بوكو حرام. ويتصور العديد أن المرحلة القادمة سوف يبدأ انتشار الفكر الجهادى وقاعدة جديده في أفريقيا في ظل ظروف اقتصادية وجهل أسرع من النار في الهشيم مع طمع العديد من الدول الأوربية الرغبة في السيطرة من جديد على ممتلكات وثروات الطبيبعة لتلك الدول سيعيد من جديد أما عصور الاستطيان أو القاعدة لكن بروف وتضاريس جديدة قد تكون أشد قسوة من تلك التي خلفتها قاعدة طالبنا. وما يؤكد ذلك الهجوم الذي تبنته بوكو حرام منذ أسبوع على الأراضى التشادية الحدودية مع السودان، ومن الممكن أن يستمر تمدد التنظيم وصولا إلى إقليم دارفور المضطرب غربي السودان والتي تعد تربة خصبة تتسلل إليها جماعات إسلامية متطرفة، ليس ذلك فقط، لكن هناك دول ستكون من السهل على بوكو حرام نشر أفكارها وتجنيد الكثير من شبابها مثل الكاميرونوالنيجر وتشاد والكثير من الدول الأفريقية الأخرى، ما يهدد بتصاعد قوة التنظيم بما يفوق داعش سوريا والعراق ويهدد بخطر بالغ في أفريقيا.