قبل اليوم لم أكن أعلم أن للخيانة لسانًا إلا بعدما رأيته يتدلى من فم الإخوان.. قبيحا متناقضا يبيع في مزاد الفسق قيم الضمير وتاريخ الوطن.. وقبل الآن لم أكن أعرف أن الهوس السياسي من الممكن أن يمتلك الشجاعة التي تعينه على بيع الدين وتحويله من هداية إلى مقامرة ومن بناء إلى سحل وذبح وتفجير ينادي في أمتنا على الهزائم ... وقد رأيته بين يدي جماعة الإخوان يفعل ذلك ويزيد عليه ... رأيتهم وهم يتاجرون بالبسطاء عندما يحولونهم إلى عبيد عند الغباء ... وقد أسكروهم بخطب تتحدث عن الإجرام بفخر وتدور حول الرذيلة في ثبات وهم يطعنون بلادهم عندما يصبح بخيالهم اللص كبير قومه ... والجبان حكيم أسرته .... والمجنون عاقل أمته والقاتل المجرم المنحرف العقل والضمير شهيدا في بلدته ...!! لقد ضرب الإخوان ومن معهم من التيارات السلفية المجرمة منظومة القيم التي تربى الناس عليها في مقتل عبر تدليس وخلط.. فوجدناهم يصفون حرائق الشوارع التي تلتهم مصالح الناس وأرزاقهم بالوسائل السلمية وأن خطف الناس وتحطيم ممتلكاتهم من الأعمال الشرعية على لسان محمد عبد المقصود ,,,, ورأيناهم على قارعة النفاق وقد لقبوا مبارك سارق الوطن بأبي المصريين على لسان مرشدهم المسجون محمد بديع ... وسمعناهم وهم يرددون متون الخيانة حال اعترافهم بأنهم يشتركون مع مفسدي كوكبنا في سرقه أمتنا عندما صرح المسجون محمد مرسي بأن الجماعة كانت تخلى الدوائر لرموز الحزب الوطني إيمانا منها بوطنيتهم ورمزيتهم ... وقرأنا لهم كلاما عن الصدق وتحرير الأوطان ... لنراه من جديد أحبارا من خيال قد نسفتها رسالة الرئيس المخلوع بأمر الشعب إلى بيريز الصهيوني مهنئا له ومتمنيا الرغد لدولته التي هي إسرائيل .. لا يمكن أن تكون للخيانة كل هذه الجيوب ثم يلبسها كيان واحد إلا أن يكون شيطانا رجيما ... اليوم تفاجئنا الأحداث من جديد بعد تنفيذ حكم الإعدام في المجرم محمود رمضان الذي تحزم بالغدر وصعد إلى أعلى البناية في محرم بك وألقى من فوقها بفتيه لا يدرون ما يَفعل بهم هذا المجرم عندما بعثر حياتهم في الهواء بعدما طعن قوتهم بسكين في يمينه وهو يحمل بخاصرته علم داعش في سماء مصر التي كان من أقدارها أن تواجه عبر تاريخها كل من مسهم جن الخيانة واستولى عليهم جنون الجريمة ... الله في كتابه قد حكم عليه بنفس النهاية التي ذهب بغدرها فتيان قومه ... وبعد إلحاق القصاص الإلهي العادل بالمجرم القاتل يخرج بيننا جيل إخواني أشد عتوا وإجراما ليزعم أن القضاء قد حكم على بريء وأن مجرمهم شهيد.. !! لتتكور حول جملتهم كل علامات التعجب في كوكب الأرض..! وتتلعثم الحروف في كل لغات الدنيا بعدما فشلت وهي تلتف حول بعضها في وصف قوما هذه عقولهم ومبادئهم ودينهم ومنطقهم ...! فهل تتساءلون بعد ذلك كيف خرجت داعش في كوكبنا وعاشت في أرضنا ووجدت لها حواضن بيننا ..؟ الجواب قريبا منا قدمه الإخوان اليوم عندما وصفوا المجرم بالشهيد والبلطجي بالبرئ في وسط ضاعت منه بوصله الفضيلة فنزل لشوارعنا بالغباء وفي الخفاء يبذرها بغدره ويقتلها بتفجيره ...!! فوراء سقوطنا المستمر مثل هذا السم الذي لا يرى ويتهم المبصرين بالعمى ... والذي يفسق ويغدر ويخون ويتخذ المضلين عضدا بينما يتهم المخلصين ويشوه المتقين وينال من الشرفاء الصالحين ... هذه الجماعات المجرمة لا يمكن أن ينهض وطن تعيش فيه ولا ينتصر شعب تسعي بالنميمة في رحابه ونشر الشوك في طريقه .. هذا الجنون الذي تربى على عجائب المتناقضات هو اليوم الذي يرى المجرم برئ والقصاص ظلم وردع الأذى افتراء وحرق الوطن جهاد فيما يخاطبون إسرائيل متمنين لها الاستقرار والرغد ! هذا الوباء ... على الأمة أن تسرع الخطى كي تصف له الدواء .. وبعض الدواء رفع أجهزة التنفس عندما يكون الضمير قد مات إكلينيكيا ... وإلا فتركهم بشوارعنا ومدارسنا ومؤسسات الدولة معناه أننا نساهم بنشر الأيبولا الإخوانية التي تعمل سرا على الفتك بالوطن عبر تلغيم شرايينه الإدارية ومؤسساته التنفيذية ... أتمنى أن يفهم كل مسئول وكل إدارة من المحليات حتى مجلس الوزراء ضرورة أن يتطهر الوطن وصفوفه من أركان النفاق أؤلئك الذين يرون المجرمين أولياء والبلطجية شهداء...!!.