سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد بيعة "بوكو حرام" ل"داعش".. تكفيريو العالم يتحدون.. البيعة بدأت في العراق للهروب من اضطهاد الشعية.. وخبير حركات إسلامية: البيعة في التاريخ الإسلامي مختلفة.. والدعوة السلفية: هم خوارج هذا العصر
لحية مشعثة، وجلباب قصير، بشرة سوداء أو بيضاء، لا يهم، فالهيئة واحدة والكلمات أيضا، "نعلن نحن تنظيم.. بيعتنا لأمير المؤمنين، ونعاهده على السمع والطاعة"، حيث تكرر هذا المشهد كثيرًا في الآونة الأخيرة، حيث أعلن عدد من التنظيمات الإرهابية المختلفة، انضمامها لتنظيم "داعش" الإرهابي. وبدأت رحلة "البيعة" من تنظيمات وعشائر عراقية صغيرة، وجدت في "داعش" مفرا من اضطهاد الشيعة، إلى "بوكو حرام" بنيجيريا، والتي أعلنت، اليوم الأحد، عن بيعتها لما تعتبره "أمير المؤمنين"، لتلحق بمن سبقوها في العراق وسوريا وليبيا. وفي قراءة لمعايير "البيعة" المتعارف عليها في أوساط هذه الجماعات التكفيرية، والأسباب التي يعلنوها في إعلان الطاعة، قال خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن "البيعة" في التاريخ الإسلامي، مختلفة عن معايير بيعة اليوم. ولفت إلى أن المعايير المعروفة كشروط للبيعة، تتلخص في القناعة بالهدف والخطاب الديني الذي يرفع من يعتبروه "أميرا للمؤمنين"، والتاريخ الجهادي للشخص المبايع، ونشأته، علاوة على وجود رؤية لما يمكن أن يعمل وفقًا له هذا "الأمير". وأوضح أن كل من يقومون ببيعة "داعش" اليوم، هم على وفرة من القناعة بأنها "دولة إسلامية رشيدة"، مشيرًا إلى أن المعايير الإضافية هو بحث تلك الجماعات عن الاهتمام الإعلامي والدعم المادي الذي ستوفره لها "داعش". ولفت إلى أنه بالرغم من المشهد التكفيري الذي يبدو متقاربا ومتحدا بالبيعات المتتالية، إلا أن هذه التقاربات تحمل بداخلها بذور الانشقاقات التي يمكن أن تحدثها على المدى البعيد. من جانبه اعتبر سامح عيد، الإخواني المنشق، أن السبب في البيعات المتتالية ل"داعش" هو الانبهار بالمنطقة الإعلامية التي يحتلها التنظيم، مشيرًا إلى أن الموقف نفسه حدث مع تنظيم القاعدة، عندما تهافت التكفيريون حول العالم على مبايعة أسامة بن لادن. وأضاف أن الموقف مع "داعش" مختلف نسبيًا، وذلك لأنه استطاع أن يشكل دولة على مساحة أرض وبمصادر دخل، مما صور أن "الدولة الإسلامية التي طالما بحثوا عنها قد تحققت على الأرض". وعلى المستوى السلفي، وجدت الدعوة السلفية، في بيعة "بوكو حرام"، ليس لها أي مبرر شرعي، وقال علي حاتم، المتحدث باسم الدعوة، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": إن "داعش" ليس تنظيمًا، ولكنه فكر مسيطر وجاذب لكل من ينتمون له على مستوى العالم، مدللًا على ذلك بالبيعات المتتالية التي تعلنها الجماعات المتطرفة حول العالم.