لم يكن محمود طاهر رئيس الأهلي وهو يفكر في تنصيب علاء عبد الصادق مديرا لقطاع الكرة بالنادي حين نجح في الانتخابات الماضية يتخيل أن يفشل الرجل بهذا الشكل الذريع على مدى الشهور الماضية في أداء المهمة الموكلة اليه رغم أنه يمتلك صلاحيات تجعل منه وبدون مبالغة رئيسًا لجمهورية كرة القدم في الجزيرة ولكن يبدو أنه لا يمتلك المهارات الإدارية ولا الدراية التي تجعله قادرا على ملء الفراغ الذي تركته لجنة الكرة التي كان يترأسها حسن حمدي الرئيس السابق ونائبه محمود الخطيب بعد أن فضل طاهر إلغاء لجنة الكرة والاعتماد على عبد الصادق لإعادة هيكلة هذا القطاع داخل النادي. أزمات علاء عبد الصادق داخل قطاع الكرة بالأهلي لم تتوقف منذ أول يوم له داخل النادي ولم يكن الخطأ الإداري في توثيق عقد رمضان صبحي قبل أن يتم تدارك الأمر بعد أن فضح اتحاد الكرة الأمر عبر وسائل الإعلام سوى آخر هذه الكوارث وهو ما ينم عن خلل فادح في العمل داخل المنظومة الإدارية فكيف لا يعلم أن اللائحة تنص على عدم امتداد العقد للاعب الأقل من 18 عاما لأكثر من 3 سنوات ويتم الحصول على توقيعه لخمس مواسم. ما حدث هو مجرد حلقة من مسلسل أخطاء فادحة لقطاع الكرة في النادي مع عبد الصادق حيث بدأت الكوارث بالصدام الشهير مع أعضاء مجلس الإدارة وخاصة محمد عبد الوهاب وطاهر الشيخ وهو ما أحدث حالة من الارتباك بالقلعة الحمراء وهو أمر غريب على النظام المعمول به داخل الأهلي. أما أبرز المشاكل التي ورط فيها علاء عبد الصادق الأهلي هي الطريقة التي أبرم بها صفقة مؤمن زكريا حين "تلاعب" به المهاجم السابق لإنبي، وأوهمه أنه لم يوقع للزمالك قبل أن تتكشف الحقيقة ويتم ايقاف اللاعب لمدة شهر، الأمر الذي فجر حالة من الخلاف بين عبد الصادق ومحمود طاهر. الأمر مرتبط أيضا بصفقة ثلاثي الشرطة الشهيرة التي فشل عبد الصادق في إنجازها بعد أن حصل على توقيع خالد قمر ومعروف يوسف وأحمد دويدار، ولكن الزمالك نجح في ضم اللاعبين بالاتفاق مع الشرطة وخرج الأهلي "بخفي حنين" في حين أن فريق الكرة كان في امس الحاجة لجهود الثلاثي. ونفس الأمر تكرر مع أيمن حفني النجم الحالي للزمالك الذي فشل عبد الصادق في إنهاء إجراءات ضمه من ناديه السابق طلائع الجيش في مشهد جعل كثيرين داخل النادي "يترحمون" على أيام عدلي القيعي مدير التعاقدات السابق في الأهلي والذي كان ينهي أي صفقة عن طريق الهاتف. وحتى الصفقة التي أبرمها عبد الصادق قبل بداية الموسم الحالي "طلعت فالصو" حين ضم محمد فاروق لاعب المقاولون العرب الذي رحل سريعا إلى وادي دجلة في حين أن محمد رزق "يمشي على سطر ويسيب سطر". وفي يناير الماضي تعاقد الأهلي مع لاعب مصاب وهو البرازيلي هندريك ما طرح تساؤلات عديدة حول السر في ابرام هذه الصفقة وهل يمتلك اللاعب قدرات خارقة تجبر النادي على ضمه علما بان الصفقات الشتوية تم اقرارها لمساعدة الأندية بتدعيم صفوفها بلاعبين جاهزين. وبعيدا عن ملف الصفقات فإن عبد الصادق فاشل أيضا في فرض سيطرته على فريق الكرة بعد أن تكررت المشاكل بين اللاعبين والجهاز الفني وهو أمر يدخل في صميم عمل الرجل. فلا يخفى على أحد المشاكل المتكررة بين اللاعبين والاسباني جاريدو المدير الفني للفريق الذي لم ينجح عبد الصادق في احتواءها فخرجت للإعلام بشكل شبه يومي، ولم يكن ما فعله حسام غالي كابتن الفريق مع زملائه وأعضاء الجهاز طوال الفترة الأخيرة سوى الجزء الظاهر من جبل الثلج فما خفي كان أعظم داخل غرفة خلع الملابس بالنادي. أخيرا السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو هل يبقى علاء عبد الصادق في منصبه رغم كل ما جرى وهل علاقته القوية بمحمود طاهر هي بمثابة "كارت بلانش" له.