نسمع كثيرًا عن ضرورة الوقاية من أشعّة الشمس، إلى حد أننا نسينا أهمّية التعرّض للشمس للتمتع ببنية جسدية سليمة ومعافاة. فالشمس ضرورية جدًا إذا عرفنا كيف نتعامل معها بحكمة ولا سيما أنها المصدر الوحيد الذي يمكن أن نعوّل عليه للحصول على الفيتامين (د)، وهو عنصر أساسي لتحسين الصحّة والوقاية من المرض. المشكلة هي، أنه على مدى السنوات الثلاثين الماضية، المجتمع الطبي للأمراض الجلدية حول العالم، يركز على مخاطر الشمس باعتبارها مصدرًا لسرطان الجلد وللشيخوخة المبكرة والضرر الذي يصيب البشرة مثل التصبغات وظهور التجاعيد. وكثيرًا ما نسمع بتوصيات حول ضرورة تجنّب التعرّض المباشر للشمس واستعمال الكريمات الواقية. في الواقع وجهة النظر هذه جعلت الملايين من الناس يعانون من رهاب الشمس، ما يجعلهم يفوّتون العديد من الفوائد التي توفرها لهم الشمس، بعد التعرّض لها لفترات معتدلة. ما هي أفضل وسيلة لتحسين مستويات فيتامين (د)؟ الطريقة الأفضل هي في التعرّض لأشعّة الشمس بشكلٍ آمن وذكي. استخدام أشعة الشمس بحكمة يساعد الجلد على إنتاج فيتامين (د) الذي نحتاج إليه لبناء العظام، والحد من الالتهاب وتعزيز جهاز المناعة. الأفضل من ذلك، الفيتامين (د) يمكن أن يساعد في منع ما يصل إلى 16 نوعًا مختلفًا من السرطان بما في ذلك سرطان البنكرياس، الرئة، الثدي، المبيض، الجلد، البروستات والقولون. وعندما نتحدث عن ضروروة الاستفادة من أشعّة الشمس، فهذا لا يعني الجلوس لساعات طويلة في شمس الظهيرة بغية الحصول على الاسمرار المطلوب، ولكنه يعني السماح للضوء في ملامسة الجسم بين الحين والآخر، من دون الخوف من الأشعة. إليكِ بعض المؤشرات على كيفية دعم صحتكِ بأشعّة الشمس: لندع الشمس تعطينا الفيتامين (د) عمركِ، بشرتكِ، المكان الذي تعيشين فيه، الفصل وفي أي وقت من اليوم، جميعها عوامل تؤثر على كمية التعرض لأشعة الشمس التي تحتاجين إليها. كلّما كنتِ تعيشين في الشمال، احتجتِ للتعرّض لأشعّة الشمس أكثر لتوليد الفيتامين (د). على سبيل المثال، النساء ذوات البشرة البيضاء اللواتي يعشن في نيويورك، ويجلسن على الشاطئ في منتصف شهر يونيو في منتصف النهار لمدة 10-15 دقيقة من دون حماية من الشمس (يكفي أن يتسبّب بالتوّرد الخفيف بعد 24 ساعة)، يحصلن على ما يعادل من 15.000 إلى 20.000 وحدة من فيتامين (د). إذا وضعنا سيدة من بينهن في شمال المملكة المتحدة، أو كندا، فستحتاج من 20 إلى 30 دقيقة تحت الشمس. في المقابل، الناس ذوو البشرة الداكنة قد يحتاجون لتعريض أجسامهم للشمس أكثر من 20 مرة لتوليد نفس كمية الفيتامين (د). الاعتدال ضروري أن نستهلّ فصل الصيف بحروق شمس متعدّدة ليس فقط أمرًا مؤلمًا ولكنه يمكن أن يكون سببًا لسرطان الجلد، لذلك من الأفضل الاعتدال في الجلوس تحت أشعّة الشمس، وبدلًا من الاستلقاء ساعات طويلة على الشاطئ، يكفي الخروج في الهواء الطلق مع ملابس خفيفة تكشف أجزاءً من الساعدين والساقين وتعرّض هذه المناطق للأشعّة المباشرة. لنتعلم كيف نتشمّس بذكاء - باختصار، برهن العلم أنّ التعرّض للشمس بطريقة منتظمة أكثر فعالية وأكثر أمانًا من التعرّض لها لفترة طويلة. فالجلوس قرب نافذة مشمسة لن يفيد كثيرًا، لأن الأشعة ما فوق البنفسجية اللازمة لإنتاج فيتامين (د) يتمّ امتصاصها من خلال الزجاج. للحصول على الفيتامين (د)، نحتاج إلى الخروج، وتخصيص بعض الوقت لجرعات قصيرة من الشمس من دون كريم واقٍ. - يمكن أن نبدأ بالتعرّض للشمس لمدّة 5 دقائق في الأسبوع الأول، كل يوم بعد يوم، ننتقل بعدها إلى 10 دقائق في الأسبوع الثاني، و15 إلى 20 دقيقة في الأسبوع الثالث. - لتعزيز إنتاج الفيتامين (د) الطبيعي في الجسم، الأفضل أن نتعرّض للشمس من 20 إلى 30 دقيقة في الصباح من دون الواقي. - بعد التعرّض حدًّا أقصى لمدة 30 دقيقة، يفضّل الابتعاد إلى مكان مظلل. الحروق هي عدوّتنا وليست الشمس! التعرّض المعتدل لأشعّة الشمس أمرٌ جيد، ولكنّ التمادي في ذلك يضعنا أمام خطر الإصابة بالحروق التي تؤدّي مع الوقت إلى سرطان الجلد. لتجنّب حروق أشعّة الشمس هذا الصيف علينا أن نحرص على: عدم النوم في الشمس من دون مظلة. ألا ننخدع عندما يكون الطقس غائمًا، إذ يمكن للشمس أن تسبّب الحروق بتسللها عبر الغيوم. ارتداء قبّعة، نظارة شمسية وملابس ذات الألوان الفاتحة لمنع الشمس من أن تحرقنا حين نبقى في الخارج لفترات أطول. قبل شراء واقي الشمس، علينا التحقق أولًا من كونه عضويًا ولا يحتوي مواد كيميائية ضارة. ومهما كانت الأسباب، الابتعاد كليًا عن السولاريوم!