كشف رئيس لجنة الشئون العسكرية بمجلس النواب الأمريكي ماك ثورنبيري أن بعض الجمهوريين يتشككون في طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما تفويضا لاستخدام القوة ضد المتشددين، ويعتقدون أنه ليس إلا محاولة لتقاسم اللوم إذا ما ساءت الأمور. وقال النائب ثورنبيري - في كلمته بمجلس العلاقات الخارجية نقلتها صحيفة "ذا هيل" الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - إن "هؤلاء المشرعين الجمهوريين يعتقدون أن أوباما يريد ضمان أنه وحزبه ليسا مجبرين على تحمل الثقل الكامل للتخبط الاستراتيجي الذي تسبب فيه جزئيا انسحابه المبكر من العراق وعدم وجود استراتيجية فعالة لمواجهة داعش". وأضاف أنه "شخصيا يؤيد إعطاء تفويض باستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، ولكن كان لديه تخوف من اقتراح الرئيس أوباما". وتابع "نحن نعيش في وضع يثير السخرية حيث يريد كثير من الجمهوريين منح الرئيس تفويضًا أوسع، بينما يريد العديد من الديمقراطيين أن يكبلوا يديه أكثر، ولذا هناك تساؤلات عدة حول كيفية الخروج من المأزق؟.. أنا شخصيا لا أعلم". ورأت الصحيفة أن تعليقات ثورنبيري تبرز صعوبة المأزق الذي سيواجهه البيت الأبيض والديمقراطيون في محاولة الحصول على تفويض رسمي لاستخدام القوة العسكرية من الكونجرس ضد داعش. وكان البيت الأبيض قد أرسل في وقت سابق من هذا الشهر طلبا للحصول على تفويض باستخدام القوة العسكرية، ولم يبد لا الجمهوريون ولا الديمقراطيون سعادتهم بالأمر.. فبشكل عام، يعتقد الجمهوريون أنه يضع الكثير من القيود ويكتف أيدي القادة العسكريين، ويرى الديمقراطيون أنه لا يضع قيودا كافية ويمكن أن يؤدي إلى حرب برية أخرى في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر. وكانت مدة الاقتراح المنصوص عليها ثلاث سنوات فقط ويحظر بنود الاقتراح "أي عمليات قتالية هجومية برية دائمة"، ولكن سيمتد التفويض باستخدام القوة العسكرية إلي الجماعات المرتبطة بداعش وربما خارج العراق وسوريا، ولن يلغي تفويض استخدام القوة العسكرية لعام 2001 الذي تستخدمه الإدارة لتبرير جهودها الحالية ضد تنظيم القاعدة وداعش. وأوضحت الصحيفة أنه مع هذه الفجوة العميقة بين الجمهوريين والديمقراطيين، فإنه من غير الواضح إذا كان هناك إمكانية الموافقة على التفويض قبل شن هجمة واسعة النطاق ضد داعش في الموصل – وهو الهجوم الذي قد يشهد عددًا محدودًا من القوات الأمريكية المصاحبة للقوات العراقية في أرض المعركة – والتي ستبدأ في أبريل أو مايو. واستطرد ثورنبيري بأن الكونجرس يجب أن يستمع إلى استراتيجية أوباما ضد داعش قبل منحه التفويض، وتساءل عما إذا كانت هناك استراتيجية للتصدي لهؤلاء الناس، أم هي مجرد عمليه احتواء على قدر الإمكان لفترة معينة ؟. ووصف داعش بأنها أفضل منظمة إرهابية تدريبا وأكثرها تطورا وتجهيزا واجهتها الولاياتالمتحدة على الإطلاق.. قائلا "في رأيي لايزال لديها الزخم، ولاتزال تنمو، لذلك يجب مواجهتها". وأضاف "لا يجب على الولاياتالمتحدة مواجهة الجماعة الإرهابية وحدها، ولكن الدول الأخرى في المنطقة لن تسارع إلى التحرك إذا كانت لديها شكوك في أن الولاياتالمتحدة خلفهم مباشرة". وقد حدد ثورنبيري ميعادا لجلسة استماع للجنة الشئون العسكرية بمجلس النواب غدا الخميس للبت في مسألة التفويض، مع نائب رئيس أركان الجيش السابق والجنرال المتقاعد جاك كين والخبير روبرت تشيسني أستاذ في جامعة تكساس والعميد المشارك للشئون الأكاديمية، وبنيامين ويتس كبير الزملاء في معهد بروكينجز.