أظهر أحدث تقرير تحسنا في تغطية الرعاية الصحية في جميع دول منظمة التعاون الإسلامي خلال العقد الماضي، لكن التقرير أكد أن هذا التحسن لا يزال دون المأمول ومتخلفا عن متوسط العالم والبلدان المتقدمة خاصة في مجال صحة الأم والطفل. وذكر التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، أن نحو 200 ألف امرأة و2.4 مليون طفل يموتون سنويا في الدول الإسلامية بسبب ضعف الرعاية الصحية للأم والطفل قبل وبعد الولادة، بحسب مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية (سيسرك). وبين التقرير عجزا في تغطية الرعاية الصحية في عدد من دول "التعاون الإسلامي" الواقعة في منطقة جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء وصل إلى 90 في المائة، مرجعا ذلك إلى قلة الموارد المالية الكافية والمستدامة، وضعف البنية التحتية الصحية، وعدم كفاية القوى العاملة الصحية المدربة وبطء تقدم الإصلاحات الصحية. وأكد التقرير أن طبيعة وحجم التحديات الرئيسية التي تواجه القطاع الصحي في العديد من البلدان الإسلامية يتطلب التزاما أكبر من الحكومات لوضع القطاع الصحي في أعلى أجندة برامج تنميتها الوطنية وبناء البنية التحتية الصحية وتدريب القوى العاملة لتلبية المتطلبات الحالية والمستقبلية في الخدمات الصحية. وتعقد اللجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة، اليوم الثلاثاء، في مدينة اسطنبول التركية، اجتماعها الأول لمنسقي البلدان الرائدة المشاركة في إعداد برنامج العمل الاستراتيجي لمنظمة التعاون الإسلامي في مجال الصحة (2014 - 2023) لمناقشة التقدم المحرز في مجال الوقاية من الأمراض ومكافحتها، وصحة الأم والمولود الجديد والطفل والتغذية، ومجالات الأدوية واللقاحات والتكنولوجيات الطبية، والاستجابة لحالات الطوارئ والتدخلات الصحية. ووفق إحصاءات سابقة، سجلت دول "التعاون الإسلامي" 50 في المائة من حالات الوفيات أثناء الولادة في العالم في عام 2009م وهو معدل لا يتناسب مع عدد سكانها من سكان العالم البالغ 20 في المائة. وأوضحت الإحصاءات أن معدلات الوفيات أثناء الولادة في خمس بلدان أعضاء في المنظمة تجاوزت ألف حالة وفاة في كل 100 ألف حالة ولادة وهي نسبة كبيرة إذا ما قورنت ب 14 حالة وفاة بين كل 100 ألف حالة ولادة في البلدان الأكثر تقدما. وأدرج 14 بلدا عضوا في "التعاون الإسلامي" في عام 2008م ضمن 21 بلدا يشهد أعلى حالات الوفيات بين المواليد على مستوى العالم، وكانت أربع منها من بين أعلى خمس بلدان في القائمة. وفي 2009م، بلغت نسبة الإصابة بالسل في دول "التعاون الإسلامي" 31 في المائة من مجمل الإصابات العالمية بالسل ، و51 من مجمل حالات الملاريا في العالم و27 في المائة من مجمل حالات الإيدز في العالم. وتستهدف "التعاون الإسلامي" في خطتها العشرية المقبلة (2015-2025م) خفض معدل وفيات الأمهات من 311 حالة وفاة في كل 100ألف ولادة في عام 2011م إلى أقل من 70 حالة وفاة. كما تسعى إلى خفض وفيات الأطفال حديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة بنسبة 60 في المائة والقضاء على أمراض شلل الأطفال والإيدز والسل والملاريا، والأمراض المدارية الأخرى، ومكافحة التهاب الكبد، والأمراض المنقولة عن طريق المياه وغيرها من الأمراض المعدية، فضلا عن تخفيض حالات الموت المبكر بسبب الأمراض غير المعدية بنسبة الثلث من خلال الوقاية والعلاج، وتعزيز الصحة النفسية والرفاه. وانشئت اللجنة التوجيهية للصحة تحت سلطة وإشراف المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الصحة، الذي انعقد في كوالالمبور-ماليزيا في الفترة ما بين 12-15 يونيو 2007. وشكلت أهداف هذه اللجنة، رصد ومتابعة تنفيذ إطار العمل المحدد في نتائج تقارير وقرارات مؤتمرات وزراء الصحة، وإعداد تقارير التقييم والتقدم المحرز في هذا الصدد.