يُظهِر الكاتب العديد من الأحداث والتفاصيل، لكنه لا يَظهَر، ويبقى مختبئًا خلف كتاباته، يُظهِر أكثر من حياة عن طريق شخصياتها وتفاصيلها وأحداثها، وهو ما قد يكون مبنيًا على أحداث حقيقية، وقد يكون من وحي خياله، وهو لا يَظهَر في الصورة إلا إذا تناوله آخرين كحكاية وحياة هو الآخر، فيتناولون حياته كما فعل من قبل مع آخرين. وتُساهم أفلام السيرة الذاتية للأديب في تحقيق صورة موضوعها، فتُظهر الشخصية التي يتناولها الفيلم بشكل قد يتوافق مع رؤية قارئه، أو يُقدم صدمة تختلف عن الرؤية التي بناها من قراءاته لأعماله، فكثير من القُراء يرى كاتبه كشخصياته، مُعتقدًا في الكثير من الأحيان أن شخصية الكاتب لا تختلف كثيرًا. "البوابة نيوز" تتناول مجموعة من أفلام السيرة الذاتية لأدباء عالميين. "The Last Station".. ويتناول السيرة الذاتية للأديب الروسي "ليو تولستوي"، والذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر، ومات عام 1910، وتخطت شهرته الآفاق إلى العالمية، ويقتبس الفيلم اسمه من واقعة وفاة تولستوي على محطة قطار مُصابًا بالالتهاب الرئوي، بعد أن قرر هجر أسرته وقصره الفخم، عقب خلافه مع الأسرة حول وصيته الأخيرة. "المحطة الأخيرة" لا يتناول سردًا كاملًا لحياة الأديب العالمي، ولكنه ركّز على علاقته الزوجية المضطربة مع زوجته صوفيا في نهاية حياته بعد ثلاثة وأربعين عامًا من الزواج السعيد والتفاهم المتبادل، خاصة العام الأخير في حياته، والذي قضاه يُعاني من أعراض الشيخوخة، رغم حفاظه على ذهنه مُتقدًا وذاكرته قوية. والفيلم رُشّح لجائزتي الأوسكار، فكانت هيلين ميرين لأوسكار مرُشّحة كأفضل ممثلة عن تجسيدها لدور صوفيا زوجة تولستوي، وكريستوفر بلامر، الذي جسد دور ليو تولستوي لأوسكار أفضل ممثل مساعد.