يبعد وادي نهر البه بألمانيا على مسافة طويلة جدا عن روسيا لكن بإدخال بعض التعديلات سيصبح مشابها إلى حد كبير لرؤية مكسيم ماردوخايف للمجتع الروسي من أجل تصوير فيلم "المحطة الأخيرة". ويعتبر ماردوخايف، البالغ من العمر 48 عاما، حفيد الروائي الروسي الكبير ليو تولستوي (1828 -1910) مستشارا تاريخيا لصناع الفيلم لضمان عدم وجود أي عنصر يفسد صورة المجتمع الروسي التي رسمت بهذه المنطقة من المانيا من أجل الفيلم الذي يدور عن وفاة تولستوي في الريف الروسي. ويشارك بالفيلم نجمان عالميان هما الكندي كريستوفر بلامر 78/ عاما/ في دور تولستوي والبريطانية هيلين ميرين 62/ عاما/ في دور زوجته. وقال ماردوخايف أحد مئات الاشخاص الذين انحدروا من سلالة تولستوي وزوجته مازالوا موجودين إلى اليوم "عندما أشاهدهما في ملابسهما أشعر وكأنني ساقول صباح الخير يا جدي وصباح الخير يا جدتي. ولكنني حزين لان الفيلم لم يصور في روسيا". واشترطت الحكومة الالمانية من أجل الموافقة على تصوير الفيلم بأراضيها على أن تتم عملية الصناعة بالكامل وتتوفر كل العمالة داخل ألمانيا. ونظرا لان إرسال طاقم العمل لروسيا سينتهك الشروط المالية للاتفاق كان يجب أن تنقل روسيا إلى ألمانيا حيث تم إدخال تعديلات على مواقع التصوير باربع ولايات واقعة شرق المانيا لتبدو اقرب ما يكون إلى البيئة الروسية. وقال ماردوخايف في بريتسش وهي بلدة مطلة على نهر تقع في منتصف الطريق بين فيتنبرج حيث أعلن مارتن لوثر لاول مرة حركة الاصلاح البروتستانتي وتورجاو حيث اتحدت القوات الامريكية والسوفيتية عام 1945 لضمان إنزال الهزيمة بالقوات النازية "إن المكان يبدو مشابها تماما لروسيا هنا". واتفق بلامر الذي جسد شخصية الكابتن فون تراب في الفيلم الشهير "صوت الموسيقى" عام 1965 والذي زار روسيا من قبل مع ماردوخايف في الرأي "إن المكان مشابه تماما لروسيا بالغابات وسيادة اللون الاخضر". وفيلم "المحطة الاخيرة" الذي يدور حول المشكلات الزوجية التي تعرض لها تولستوي في السنة الاخيرة من حياته قبل وفاته عن 82 عاما مأخوذ عن رواية بنفس الاسم صدرت عام 1990 لجاي باريني. وطالما عانى تولستوي كاتب "الحرب والسلام" و"أنا كارنينا " مشكلات زوجية مع صوفيا أندرييفنا. وكان منتجو الفيلم يأملون في بادئ الامر أن يجسد دوري الزوجين أنطوني هوبكنز وميريل ستريب لكنهما استقرا على بلامر وميرين التي اتضح أنها لها أصول روسية. وتنتج شركة "إيجولي توسيل فيلم هاليه" الالمانية الفيلم الذي تصل تكلفته إلى 13 مليون يورو (20 مليون دولار) وكتب له السيناريو ويتولى إخراجه مايكل هوفمان . واسم الفيلم مأخوذ من اسمح منطقة نائية تقع على خط السكة الحديد حيث توفي تولستوي بالتهاب رئوي. وقال ماردوخايف حفيدهما المتحمس "إنه فيلم عن قصة حبهما ". وتولى ماردوخايف نفسه إخراج عدة افلام من قبل ويراقب كل عناصر الصورة بدقة لتجنب وقوع اي أخطاء أو ظهور أي عنصر مخالف لمفردات المجتمع الروسي ويضر بمصداقية الاحداث. ويصور الفيلم المقرر أن يطرح في الاسواق خلال عام الخلاف بين الروائي العجوز وحب حياته بشأن حقوق طبع ونشر أعماله بعد وفاته. وكان تولستوي يريد أن يترك الحقوق "للجمهور". طالبت صوفيا بالحصول على تلك الحقوق لدعم نفسها وأولادها. وذهب تولستوي في رحلة بالسكة الحديد للهروب ويصاب بمرض شديد في البلدة الصغيرة. (د ب ا)