كالثعبان السام تمدد ونما وتمكن فغزا فلم يستطع أحد الوقوف أمامه "أبو بكر شيكاو" رجل الدين القوى في نيجيريا الذي غزا الدول الأفريقية زعيم تنظيم بوكو حرام الأقوى والأخطر في أفريقيا حاليا. في غفلة من المجتمع الدولى رأى الشيخ شيكاو أن الأمر مهيأ تماما لتنفيذ ما تعلمه على يد معلمه محمد يوسف الرجل الثانى في التنظيم الذي كان فرعا للقاعدة في نيجيريا حينما كان مقاتلا بجواره. ولد أبوبكر شيكاو في قرية "شيكو" الحدودية مع النيجر، ودرس الشريعة قبل ارتياد كلية ولاية بورنو لدراسات الشريعة والقانون التي خضع فيها لدراسات عليا في المواد الدينية، ولذلك يلقبه بعض أنصاره بلقب "دار التوحيد" وذلك بسبب علومه الدينية،ويجيد شيكاو أكثر من لغة، فهو ينطق بالعربية، وكذلك بلغات الهوسا والفولاني والكانوري المحلية، ولكنه لا يجيد اللغة الإنجليزية، وربما يعود ذلك إلى موقفه المناهض للتعليم الغربي. القريبون من شيكاو يصفونه بأنه "أستاذ في الخداع" وشخص "محب للعزلة"، وهو لا يتحدث مباشرة إلى أنصاره، وإنما يقوم بإرسال رسائله إليهم عبر مجموعة من الذين يثق بهم، ويستخدم شيكاو العديد من الأسماء المستعارة، بينها "أبوبكر سكيكوا" و"أبومحمد" و"أبوبكر بن أحمد الشكوي" و"المسلمي بيشكو". عرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية دفع مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد مكان أبوبكر شيكو زعيم بوكو حرام كما أعلن الجيش النيجيري في نوفمبر من نفس العام أنه سيمنح مبلغا قدره 50 مليون نايرا (ما يعادل 317 ألف دولار) للذين يدلون السلطات عن مكان زعيم التنظيم أبو بكر شيكاو. وفي أعقاب وفاة محمد يوسف، والذي تأسست الجماعة على يديه، وهو رجل دين معروف ومتعلم كان يطالب في الوقت بإقامة دولة إسلامية في مناطق شمال نيجيريا، ولكنه لم يتمكن من حشد الكثير من الأتباع بسبب ضعف قدراته القيادية، كما لم يتمكن من السيطرة على الرجل الثاني بالتنظيم، وهو شيكاو، والذي سرعان ما سيطر على الأمور بنفسه. وفاة يوسف فتحت الباب أمام شيكاو ليصبح الزعيم الجديد للطائفة، وتجلّت زعامته في تغيير هيكلها التنظيمي؛ إذ اعتمد أسلوب القيادة والسيطرة الفضفاضة، التي تسمح للتابعين لجماعته بالعمل بشكل مستقل، فهي الآن تعمل في ما يشبه الخلايا والوحدات المترابطة التي تأخذ توجيهاتها، عمومًا، من قائد واحد. ومن مجرد مجموعة كل أفكارها قائمة على اعتقاد أن هناك ضرورة ملحة لتطبيق الشريعة وإنهاء الاحتلال الفكرى الغربى في نيجيريا واستغلال ثرواتها في بناء الدول الإسلامية بنيجيريا حيث ترتكز الفكرة الأساسية للجماعة على عدد من الأصول الفكرية، أهمها العمل على تأسيس دولة إسلامية في نيجيريا بالقوة المسلحة، والدعوة إلى التطبيق الفورى للشريعة الإسلامية في جميع الولايات النيجيرية، وليس تطبيق الشريعة في الولايات الاثنتى عشرة الشمالية وكذلك عدم جواز العمل في الأجهزة الأمنية والحكومية في الدولة والرفض لتعليم اللغه الأجنبية "فبوكو حرام " كلمة تعنى لا للتعليم الغربى بلغة قبائل الهوسا،تحولت المجموعة إلى قوى حقيقة على يد شيكوا وليست جماعة فكرية فقط فأشتبكت مع الشرطة والجيش النيجيري في أكثر من مناسبة وتسببت في الكثير من الاحداث الدامية في نيجيريا وتمكن شيكو من فرض سيطرته على الكثير من المناطق وفرض كلمته عليها. شيكاو العائد من الموت بعد أن أصيب برصاصة من الشرطة النيجيرية هو ومحمد يوسف عام 2009 تعهد منذ عودته المفاجئة في 2010 أن جماعته ستسيطر على أفريقيا كاملة وتتمدد في كل شبر وبعدها بدأت موجهة من العنف حيث استهدفت جماعته في 2011 الموظفين ورجال الحكومة والشرطة والصحفيين والقرويين والطلاب والكنائس، وتقدر منظمات أن الحملة هذه أدت خلال خمس سنوات إلى مقتل ثلاثة آلاف شخص. ورغم أن السلطات النيجيرية أعلنت أكثر مرة مقتل شيكاو، ولكنه كان يعود في كل مرة ليكذب تلك الأنباء، وقد كادت الشرطة أن تقبض عليه بعد مداهمة منزله عام 2012، والذي كان قد قصده لحضور مناسبة عائلية تتعلق بأحد أبنائه، ولكنه تمكن من الهرب بعد معركة نارية أصيب خلالها في قدمه، وقبضت الشرطة بعد ذلك على زوجته وأولاده الثلاثة. أستغل شيكاو أن غالبية مناطق المسلمين في شمال نيجيريا أفقر مناطق البلاد وأكثرها حرمانا على المستويات الاقتصادية والتعليمية، فقام باستغلال ذلك لتجنيد المئات من الأتباع بين السكان بحجة التعرض لتمييز ديني من قبل السلطات الفاسدة في العاصمة أبوجا، وهو يطالب بفرض الشريعة في البلاد ولم تكتف جماعته فقط بالتمدد والسيطرة على شمال أفريقيا بل حاولت تدمير الحدود وكسرها فشنت العديد من العمليات على الكاميرون المجاورة،وفى ماليوالنيجر بالاتفاق مع الجماعات الإسلامية هناك والتي يسعى شيكاو لتجنيدها للعمل تحت رايته كما أعلن هو نفسه أنه رجل تنظيم داعش في أفريقيا وسيقود الخلافة الإسلامية هناك ويعمل على توحيد كل المجاهدين. النيجيريون والقريبون من شيكو يؤكدون أنه بلا قلب ولا رحمة فلا فرق بين كبير أو صغير أمراة أو رجل بالنسبة له حيث سمح لجماعته بأسر النساء وبيعهم واغتصابهم كما أختفط باختطاف زوجات وأطفال عناصره، كما نفذ تهديده بالفعل عبر العملية المرعبة التي أدت إلى اختطاف 279 فتاة من مدرسة محلية مهددا ببيعهن. يسعى شيكاو من خلال جماعته للامتداد خارج أفريقيا والإنتشار مستغلا حالة الفقر هناك وكذلك وجود جماعات متشددة خاصة في مالى والكاميرونوالنيجر،مما سيساهم بشكل كبير في انتشاره إضافة إلى وجود التمويلات الكبيرة التي يحصل عليها من بعض الجماعات الداعمة له وكذلك داعش والتي أعلن البيعة لها.