تعنى «بوكو حرام»، بلغة الهوسا المنتشرة فى شمال نيجيريا الذى يقطنه أغلبية مسلمة، «التعليم الغربى حرام». تتبنى جماعة «بوكو حرام» ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية فى كل نيجيريا وليس فقط ولاياتها الشمالية المسلمة، وترى أن استخدام القوة سبيلاً للتعبير عن الاحتجاج فى مواجهة الدولة النيجيرية التى تنحاز للمسيحيين وتتبنى قيم الغرب العلمانية فى مواجهة المسلمين والشريعة. تستهدف الجماعة رجال الشرطة والكنائس المسيحية كتعبير عن الشعور بالتوتر الطائفى، حيث يوصف المسلمون فى نيجيريا بأنهم أكثرية عددية مستضعفة، وهنا تقدم بوكو حرام نفسها للشباب المسلم الذى يشعر بالاضطهاد والتهميش والفقر والبطالة والتمييز باعتبارها عنواناً للاحتجاج فى مواجهة الحكومة والغرب المتحالف معها. الحدود الجغرافية بين نيجيريا والنيجر ومنطقة جنوب الصحراء المفتوحة جعلتها تتأثر بأفكار تنظيم القاعدة، بل وتعلن أنها جزء من هذا التنظيم، وهو ما جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية تشعر بخطر تلك الجماعة التى تهدد المصالح النفطية للغرب فى أفريقيا، فالمعروف أن نيجيريا هى إحدى الدول الكبرى المنتجة للنفط وأن انتشار جبهة جديدة للقاعدة فيها منفتحة على بقية التنظيم فى النيجر ومالى وحتى المغرب سيؤدى إلى التأثير على سوق النفط العالمية. تخشى الولاياتالمتحدةالأمريكية من انتشار التنظيمات المحلية المرتبطة بالقاعدة فى أفريقيا لأنه يؤثر على مصالحها المهمة فى القارة السمراء، فهناك حركة شباب المجاهدين فى الصومال، وهناك القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، وبينهما بوكو حرام، وهو ما يعنى انتشار خط القاعدة من الصومال إلى المغرب مروراً بنيجيريا والنيجر ومالى. هذا كله كان سبباً فى أن تدرج الولاياتالمتحدةالأمريكية أسماء ثلاثة من قادة بوكو حرام على قائمة الإرهابيين وذلك للمرة الأولى منذ ظهور التنظيم فى نيجيريا عام 2004 على يد شاب يدعى محمد يوسف ترك التعليم الحكومى وتلقى تعليماً إسلامياً غير نظامى، ثم توفى فيما بعد فى إحدى المواجهات الكبرى بين الجماعة والشرطة النيجيرية فى عام 2009، وعقبها أعلنت الحكومة النيجيرية أنها قضت، وإلى الأبد، على الجماعة. الثلاثة الذين أدرجتهم أمريكا على القائمة السوداء للإرهابيين هم «أبوبكر شيكاو» الذى وصفته وزارة الخارجية الأمريكية بأنه قائد الجماعة، و«أبوبكر آدم كمبر» و«خالد البرناوى»، اللذان وصفتهما واشنطن بأنهما على علاقة بتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى. تمثل بوكو حرام تهديداً حقيقياً للاستقرار فى نيجيريا، فقد أعلنت مسئوليتها -هذا الأسبوع- عن هجمات على كنائس فى شمال نيجيريا، كما أنها أعلنت مسئوليتها فى شهر أغسطس الماضى عن تفجير مقر الأممالمتحدة فى العاصمة الاتحادية أبوجا. الحل الأمنى الأمريكى لن يجدى فى مواجهة تلك الجماعات المتطرفة، وإنما الحلول الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والثقافية.