يعترف محمد سامي في أغلب حواراته ولقاءاته أنه لم يدرس الإخراج في معهد السينما، واكتفى فقط ببعض الدروس التي تلقاها في معاهد بأمريكا بشكل مستقل كي تضعه على أول الطريق لممارسة المهنة دون أن يذكر لنا نوعية تلك المحاضرات التي تلقاها أو حتى اسم المعهد الذي حصل منه على تلك الدورات، فقط يريد أن يبرهن أنه دارس ل"الشغلانة" التي بدأها بفلوسه. أجاد سامي لعبة فرض نفسه واختار العناصر التي تجعله موجودا على الساحة الفنية في وقت قصير وبأقل مجهود، بل ويمكن القول أنه ببساطة تحول إلى ظاهرة، فالمتابع لمشوار المخرج المعجزة يكتشف أنه حقق نقلات كبيرة جدا في زمن قياسي لا يزيد على 5 سنوات، وبغض النظر عما قدمه في تلك الفترة، لكنه فرض نفسه على الساحة وبشكل قوى، حتى فكرة التسويق لنفسة أدارها بشكل مبهر لم تفلت منه جزئية معينة، بل كانت كل الظروف من حولة تتواطأ ليتصدر المشهد. بدأ سامي حياته كمخرج للكليبات، ومنذ الوهلة الأولى اختار هيفاء وهبي كي تكون هي المنفذ التي يخرج من خلالها للجمهور؛ فقرر أن ينتج لها كليبا غنائيا وهو "إنت تاني"، وحتى يستحوذ على أعلى نسبة مشاهدة قرر سامي أن يلبس هيفاء وهبي زي المحاربين الرومانيين في الكليب، وبالطبع لم يستغنِ عن مفاتن هيفاء وهبي ليروج للكليب ولنفسه حتى تجاوزت نسبة مشاهدة الكليب عبر اليوتيوب 8 مليون مشاهد، وقد اعتبر سامي هذا الكليب بدايته الحقيقية في عالم الإخراج، وبالطبع كان لا بد أن يحقق أعلى استفادة من هيفاء وهبي، فقد أقنعها على أن يقدم لها كليبا آخر بعد تلك التجربة في توقيت لم يتجاوز العام، وهو من انتاجها الخاص، وكانت الأغنية تحمل اسم "80 مليون إحساس". ورغم أنه قدم عددا من التجارب قبل هذا الكليب، فإنه لا يريد الاعتراف بها لأن أبطالها مغمورون على حد قوله. كان من الطبيعي أن يؤسس سامي شركة يتم التعامل من خلالها وتكون واجهة له وحتى لا يتحمل المسؤولية وتعفية من الرد على سؤال "من أين لك هذا؟"، فكانت شركة "اسكربتش" التي يديرها ظاهريا مصطفى سرور والتي أبرمت معه اتفاقا على تنفيذ مشروعاتها الفنية سواء كانت كليبات أو غيرها. وكان أول تعامل لتلك الشركة مع سامي هو كليب لتامر حسني يحمل اسم "تعرفي"، والتي كانت الطريق التي يمشى عليها للاستحواذ على صداقة حسني وإثبات الأفضل والأنسب له في تلك المرحلة، موضحا له قدرته على الدخول في أي معركة من أجله، ولما لا وتامر بالنسبة إليه تميمة حظ وباب دخول للسينما والدراما، وقد كان.. لنجد فجأة سامي يفتعل أزمة مع شيرين عبد الوهاب، ويصرح للصحف أنها طلبت منه عدم التعامل مع تامر، وأنه رد عليها بأن تامر هو نجم المرحلة وإضافة لمشواره الفني والتعامل معه شرف، وبالطبع كانت الأخبار تلقى إعجاب تامر حسني، لم يكتفِ سامي بذلك بل وصلت به الجرأة ليحقق ما يصبو إليه بتشويه صورة شيرين، فقد صرح أنه في أثناء تصويرة لكليب "أنا انكتبلي" استعان بدوبليرة بديلة لها لأن جسد شيرين كان ممتلئًا نتيجة الحمل، وأنه رفض أن يظهر شكلها الحقيقي للناس، وقام بتركيب وجهها على جسد دوبليرة. وكان من الطبيعي أن يكافئه تامر حسني على ما قدمة له من تشوية لصورة شيرين، فكانت المفاجأة أنه طلب من السبكي أن يكون هو مخرج الجزء الثالث من فيلم "عمرو وسلمى"، بل ورشحه بعد ذلك لإخراج مسلسله الدرامي آدم، رغم أن الشركة المنتجة كانت مترددة في البداية، لكن بعد عدة جلسات عمل مع المنتج محمود شميس وطارق صيام وضغط من تامر اضطرت الشركة المنتجة لتقبل الأمر الواقع وتوافق على أن يتولى مسؤولية الإخراج في المسلسل، وقد اعترف سامي أن علاقته بتامر حسنى كانت سر نجاحة وتواجده على الساحة الدرامية والسينمائية. وبعد مسلسل آدم جاء وقت المحطة الجديدة بالنسبة إلى سامي وهي غادة عبد الرازق، التي تعرف عليها من خلال أصدقاء مشتركين منهم تامر حسني نفسه، وبعد أكثر من جلسة بينهم اختارته ليكون مخرج مسلسلها "مع سبق الإصرار" الذي كتبة أيمن سلامة، وبعد نجاح العمل الذي شهد عودة قوية لغادة بشكل فضلت أن تكرر نفس التجربة مع نفس فريق العمل، فاختارته ليكون مخرج مسلسل "حكاية حياة" غير أن الأمور لم تمشِ على ما يرام ووصل الأمر بينهما إلى الخناقات والضرب والمحاضر، وفجرت غادة وقتها مفاجأة قوية هي إعلانها عدم حصول سامي على شهادة تجيز له العمل كمخرج، وأن ما يقوله عن حصوله على شهادات من أمريكا مجرد نصب، تفاصيل الموضوع حسب ما جاء في تحقيقات النيابة تقول أنه حدثت مشادة كلامية بين المخرج محمد سامي وغادة عبد الرازق داخل "لوكيشن" التصوير في شارع إسماعيل محمد بالزمالك، انتهت بمغادرة المخرج للمكان، معلنًا عدم الاستمرار في العمل معها وتوجه إلى منزله الكائن بنفس الشارع. وكان بصحبة المخرج كل من مها سليم وأيمن سلامة ومصطفى سرور والمنتج الفني عصام التوني، وبعد مرور فترة من الوقت فوجئ محمد سامي بطرق على باب شقته، فوجد حامد الشال ضابط شرطة سابق، وزوج روتانا ابنة غادة عبد الرازق يقتحم المكان منفعلا، وموجها وابلا من الشتائم لمحمد سامي، وبعد دقائق قام باستخدام تليفونه، ولم يمر وقت طويل حتى طرق الباب مرة أخرى وفوجئ بمؤنس، زوج يسرية شقيقة غادة، وبصحبته أنجولا مساعد ماكيير و3 بلطجية، اقتحموا الشقة وقاموا باحتجاز محمد سامي في إحدى الغرف وقام بعضهم بالتعدي على الموجودين بالشقة، وشل حركة محمد سامي أمام زوجته وابنته، والاتصال بغادة عبد الرازق عبر التليفون المحمول حتى تعلم ما فعلوه بعدها تركوا الشقة بعد أن أحدثوا به عدة إصابات. بعدها توجه محمد سامي إلى نقطة شرطة الجزيرة ليحرر محضرًا ضد غادة عبد الرازق وأتباعها، وتم تسجيل شهادة كل من حضر الواقعة، وطلب سامي بإحالته إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطبي لبيان ما به من إصابات. فيما تقدمت النجمة غادة عبد الرازق ببلاغ للنيابة العامة ضد محمد سامي مخرج مسلسلها الجديد "حكاية حياة"، قالت أنه قام بتوجيه السباب أمام مسمع ومرأى جميع العاملين بمسلسل "حكاية حياة". وقد قضت المحكمة بتغريم كلا الطرفين مبلغ 15 ألف جنيه لكل منهما، لكن في نفس التوقيت قررت غادة أن تكشف حقيقة مخرجها المزيف كما قالت، وذلك من خلال بلاغ تم تقديمة إلى نقابة المهن السينمائية من قبل أحد المحاميين يدعى كمال عبد الفتاح يطالب فيه بشطب سامي من النقابة لأن الشبهات التي تقدم بها للحصول على عضوية النقابة هي شهادات مزورة، وبالفعل عقد مسعد فودة اجتماعا طارئا مع المجلس الذي اتخذ قرارا بشطب سامي من جداول النقابة، خاصة أنهم خاطبوه لتقديم أصول المستندات والشهادات، لكنه تعلل أنه خارج مصر، في حين أن النقابة تبينت من إدارة الجوازات وقتها بأنه لم يغادر البلاد، فكان من الطبيعي أن تتخذ قرارا بشطبة وقتها. ورفع سامي قضية سب وقذف على النقابة واتهمها بأنها تحاول تشوية سمعته، ما جعل النقابة تحيل ملف أوراقه بالكامل إلى النيابة العامة وتتهمه بالتزوير. كان من الطبيعي بعدها أن يبحث سامي عن مخرج من أزمته، فقرر أن يذهب إلى تميمة حظة الأولى هيفاء وهبي، ولكن هذه المرة من خلال الدراما وقدم معها مسلسل "كلام على ورق" لكن ردود الأفعال على المسلسل لم تكن إيجابية، فقد انهالت التعليقات على صفحته الخاصة منتقدة المسلسل بشكل عام، منها أسئلة كثيرة مثل ما الغرض من مناقشة مشكلة فتيات الليل في عمل دراما؟ وكذلك كثيرون وصفوا أداء هيفاء بالبارد، وأنها لا تصلح كممثلة دراما، بل هناك من قال لهيفاء إن محمد سامي هو المسئول بشكل أساسي في أن تكون تجربتها الدرامية الأولى فاشلة، وربما ذلك ما جعل شهر العسل بينهما ينتهي، لتعلن هيفاء الحرب عليه فعليا وتطلب من إدارة برنامج "شكلك مش غريب" الذي قدمت منه البرايم الأول مع حكيم وسامي، أن تستبعد محمد سامي من لجنة التحكيم كي تستمر؛ وإلا فإنها ستعلن انسحابها. الآن يحاول سامي الترويج لنفسه من خلال أصدقائه، منهم عمرو سعد الذي قدم له أخيرا "ريجاتا"، والذي وصفه بأنه أفضل من يوسف شاهين، فهل تفلح ألاعيب سامي في أن تجعل ظاهرته تستمر؟