سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"درنة" ملجأ الإرهابيين في ليبيا.. شهدت انتقادات صارخة.."جيش الإسلام" و"أنصار الشريعة" أعلناها إمارة ل"داعش".. العناصر الجهادية زعمت تطبيق الشريعة.. وتسببت في سقوط معمر القذافي
مدينة "درنة" الليبية والتي تعد حاليا ملجأ لتنظيم "داعش" الإرهابي، ورغم ما عانته على مدى سنوات طويلة في عهد الزعيم الليبي السابق معمر القذافي قبل الثورة، وبعد وسقوط القذافي، تحولت درنة إلى ملجأ للجماعات الإرهابية وأبرزها تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية " داعش " وجيش الإسلام، وأنصار الشريعة. ففي أبريل الماضي نزل أعضاء مجلس شورى شباب الإسلام إلى شوارع مدينة درنه مرتدين زيا عسكريا حاملين أسلحة آلية ومنصات إطلاق قذائف صاروخية وزعموا انهم سيشكلون قوات الأمن الجديدة في المدينة لتطبيق الشريعة الإسلامية في ليبيا. وفي شهر مايو بدأ أعضاء التنظيم في القيام بدوريات أمنية كما قاموا بتطبيق الحسبة والحدود، وفي شهر يونيو أصدر مجلس شباب الإسلام بيانا أعلن فيه تأييده لتنظيم داعش وزعيمه أبو بكر البغدادي، وانتشر التنظيم في شوارع ليبيا وفي أكتوبر الماضي أعلن ما يسمى بتنظيم مجلس شورى شباب الإسلام سيطرته على مدينة درنه الليبية الواقعة شرق بني غازي بالكامل لتكون جزءا من ما يطلق عليه الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش ". مدينة "درنة" التي تعد هي بداية الشرارة للثورة الليبية التي تسببت في سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي، وشهدت المدينة خروج المئات من الشباب في مسيرة حاشدة في شارع الفنار في اتجاه مبنى الأمن العام، مطالبًا بإسقاط النظام. المدينة الواقعة على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا، على خط طول 32.45، وخط عرض 22.40.، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب سلسلة من تلال لجبل الأخضر. اشتهرت "درنة" بموقعها وبأحراشها الجبلية، والتي ساعدت أن تكون مرتعًا للإرهابيين بعد الثورة على نظام القذافي، وعرفت" درنة" بأنها أشهر أماكن تمركز الجماعات الجهادية في ليبيا، نظرًا لضعف سيطرة الدولة عليها، كما أنها من أكبر المدن الليبية، وأيضا في فترة الحكم الروماني والبيزنطي تعرضت درنة لحالة من الركود والانحطاط مالبثت أن تجاوزتها لتلعب دورا حيويا في الحقبة العثمانية ولاسيما في أوائل القرن السابع عشر في فترة حكم الأسرة القرمنلية، وبرزت خلال ما عرفت باسم حرب السنوات الأربع، حيث هيمنت درنة على كل من مدينة بنغازي والمرج المدينتين الرئيسيتين في تلك الفترة. ظلت درنة مركزا إداريا وتجاريا هاما في فترة حكم الاسرة القرمنلية بفضل مينائها وأراضيها الزراعية الخصبة إضافة لحركة التبادل التجاري والإداري والثقافي مع المغرب العربي والشرق الأدنى. لا يلاحظ هناك أي بصمات تذكر للتحضر على المدينة في فترة الاحتلال الإيطالي 1911-1945 ولعل السبب يرجع أولا إلى فترة الاحتلال القصيرة نسبيا، ثانيا المدينة لم تعتبر من المدن الحيوية بقدر ما اعتبرت مركزا للتنقل مما لم يساعد على ظهور نهضة حضرية وثقافية مميزة في المدينة. شكلت مدينة "درنة" خطورة كبيرة على مصر نظرًا لقربها من الحدود، وشهدت المدينة حادث اختطاف المصريين والذين تم إعدامهم ذبحًا على ايدى تنظيم "داعش"، وعلى الفور وفى رد فعل سريع وجه الجيش المصري للمرة الأولى تنفيذ 8 ضربات جوية ضد مواقع "داعش " ونجحت المقاتلات المصرية في دك حصون قيادات التنظيم وتدمير مخازن للأسلحة والعتاد.