"درنة" هي أول مدينة ليبية بايعت داعش ،يوم 4 أكتوبر الماضي. وتم قصف هذه المدينة عن طريق عمليات نفذتها طائرات "سلاح الجو المصري" بتنسيق مع قيادات الجيش الليبي ليستهدفوا مواقع وتجمعات تنظيم داعش الأرهابي رداً علي الجريمة البشعة التي أرتكبوها في حق المصريين أمس. مدينة جبلية درنة هي مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا على خط طول 32.45 وخط عرض 22.40. يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر. ويشطر المدينة مجري الوادي إلى شطرين وهذا الوادي يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا، وفي 2011 بلغ عدد سكان مدينة درنه حوالي 80.000 نسمة. وقد اشتهرت المدينة بموقعها وبأحراشها الجبلية حيث تسقى بمياه عذبة تتدفق إليها عبر قنوات الساقية من نبعين غزيرين أحدهما يعرف باسم عين البلاد، والثاني باسم عين بومنصور وهذا تنحدر مياهه من ربوة عالية إلى مسيل الوادي يسمى الشلال أو شلال بومنصور. ولقد تغنى شعراء الفصحى والعامية بجمال درنة وبخضرتها النامية وظلالها الوارفة وبمائها العذب وهوائها العليل، كما أشادوا بكرم أهلها ورقة طباعهم، وتحدّث كتّاب وسياح عرب وأجانب عن أحيائها وآثارها وسماها بعضهم عروس ليبيا ودرة البحر المتوسط. ترتبط درنة مع مدينة شحات بطريقين، الأول هو الطريق الرئيسي الداخلي المار بالقبة (وهو جزء من الطريق الساحلي الليبي)، والثاني هو الطريق الساحلي المار بسوسة، ورأس الهلال. تاريخ المدينة بفضل موقعها الجغرافي، تزخر مدينة درنة بتاريخ عريق حافل بالأحداث فخلال العصر اليوناني وبالذات في الفترة الهيلينستية، أسس الإغريق أربع مدن قرب مدينة درنة والتي كانت تدعي في تلك الفترة ايراسا والتي أنضمت فيما بعد لهذه المدن الأربع لتنشأ مملكة من خمسة مدن مزدهرة والمعروفة ب PETAOS في تلك الفترة. في فترة الحكم الروماني والبيزنطي تعرضت المدينة لحالة من الركود والانحطاط مالبثت ان تجاوزتها لتلعب دورا حيوياً في الحقبة العثمانية ولاسيما في أوائل القرن السابع عشر في فترة حكم الأسرة القرمنلية، وبرزت خلاله ماعرف باسم حرب السنوات الأربع، حيث هيمنت درنة علي كل من مدينة بنغازي والمرج المدينتين الرئيسيتين في تلك الفترة. و ظلت درنة مركزاً إدارياً وتجارياً هاماً في فترة حكم الأسرة القرمنلية بفضل مينائها وأراضيها الزراعية الخصبة إضافة لحركة التبادل التجاري، الإداري، والثقافي مع المغرب العربي والشرق الأدنى. و لا يلاحظ هناك أي بصمات تذكر للتحضر علي المدينة في فترة الاحتلال الإيطالي 1911-1945 ولعل السبب يرجع أولاً إلي فترة الإحتلال القصيرة نسبيا، ثانيا المدينة لم تعتبر من المدن الحيوية بقدر ما اعتبرت مركزاً للتنقل مما لم يساعد علي ظهور نهضة حضرية وثقافية مميزة في المدينة