أورهان باموك، كاتب روائي تركي مثير للجدل، ينحدر من عائلة اسطنبولية أرستقراطية، لم يكن لها علاقة بالأدب أو الثقافة. عاشت أسرة باموك تحت سلطة العسكر منذ تأسيس الدولة، حتى حكم رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان الذي قدم أورهان باموك للمحاكمة، لتصريحاته الصحفية التي أدلى بها للصحافة الأجنبية والتي أفادت أن تركيا ارتكبت مجازر في حق الأرمن. يعتبر باموك روائيا معبّرا عن الروح التركية الراهنة، مما جعله مميزا بين المبدعين الأتراك منذ النصف الثاني من القرن الماضي على الأقل، وقبل فوزه بنوبل للآداب سنة 2004. بدأ كتاباته عام 1978 حين كتب جودة بك وأبناءه، وفرضت اسطنبول نفسها في رواية اسمي أحمر، فهو يعتبر نفسه كروائي ليس معنيا بالتاريخ بشكله المتعارف عليه لأنه يرى أن الحاكم هو الذي يكتب التاريخ، ولكنه اهتم بالتاريخ من وجهة نظر التفاصيل التي تدور بين الأشخاص، وأن الأماكن المختلفة تسجل نفسها في الذاكرة الشخصية، وهي فهرسة الزمان، واختفاء المكان يعني الإصابة بفقدان للذاكرة. في فبراير 2003 صرح باموك لمجلة سويسرية بأن "مليون أرمني و30 ألف كردي قتلوا على هذه الأرض، لكن لا أحد غيري يجرؤ على قول ذلك". وكان يقصد بتلك الأرض جمهورية تركيا، إضافة إلى أنه الكاتب التركي، وربما الإسلامي، الوحيد الذي أدان الفتوى الخمينية بإهدار دم الروائي البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي. وفي فبراير من العام 2007 بعد مقتل أحد الصحفيين الترك من أصل أرمني لكتاباته التي تندد بمذابح الأرمن تلقى أورهان باموك تهديدات بالقتل وأخبرته السلطات الأمنية أن هذه التهديدات حقيقية وعليه تدبير أمره، مما دفعه إلى الانتقال إلى الولاياتالمتحدة الأميركية ليستمر هناك في الكتابة وممارسة السياسة معارضا حكم حزب العدالة والتنمية، إنما من باب الهواية أكثر مما أنه من باب الاحتراف، أي أن باموك يمارس دورا يعتقد أنه ليس دوره، بل كما يذكر فإن مجاهرته بالآراء السياسية يجيء بسبب أن الصحافة الأجنبية تركّز على مواقفه من السياسات التركية العامة أكثر من أدبه، ولأنه رجل لا يتقن الدبلوماسية فإنه يتورط غالبا في قول كل ما لديه دفعة واحدة ما يثير حفيظة الآخرين ضده.