خاضت أوكرانيا والانفصاليون المدعومون من روسيا معارك شرسة للسيطرة على تقاطع استراتيجي للسكك الحديدية اليوم الجمعة رغم اتفاق سلام جديد توسطت فيه ألمانيا وفرنسا. ومن المقرر أن يسري وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم الأحد بموجب الاتفاق الذي ينص أيضا على سحب الأسلحة الثقيلة التي تسببت في سقوط أكثر من خمسة آلاف قتيل في الصراع الذي اندلع قبل نحو عام. وتبادل الطرفان الاتهامات بقتل المدنيين. وقال مسؤول محلي إن شخصين قتلا وأصيب ستة عندما أصابت قذيفة مقهى مزدحم في بلدة شتشاستيا التي تسيطر عليها كييف قرب مدينة لوجانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون بشرق أوكرانيا مضيفا أن قذائف أخرى سقطت على مناطق أخرى بالبلدة. وقال هينادي موسكال رئيس الإدارة التي تسيطر عليها كييف في بيان نشر على الإنترنت "تم تدمير نظام التدفئة في البلدة وتضررت خطوط الكهرباء وكذلك إمدادات المياه. هذه هي الطريقة التي يعدون بها لوقف شامل لإطلاق النار." واتهم الانفصاليون القوات الأوكرانية بقصف معقلهم دونيتسك وبلدة هورليفكا حيث قالوا على موقعهم الإلكتروني إن ثلاثة أطفال قتلوا. ولم يذكر الانفصاليون أي تفاصيل ولم يتسن على الفور التحقق من هذه التقارير التي جاءت في أعقاب تهديدات بفرض مزيد من العقوبات على موسكو من الولاياتالمتحدة وأوروبا إذا سيطر الانفصاليون على مزيد من الأراضي. وأبرم الاتفاق بحضور زعيمي ألمانيا وفرنسا أمس الخميس بعد محادثات مكثفة استمرت 16 ساعة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء مع الرئيسين الروسي والأوكراني. لكن سرعان ما طغت عليها الاشتباكات على الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون بشرق أوكرانيا. وقال الجيش اليوم الجمعة "لم تكن هذه الليلة هادئة. قصف العدو مواقع لعملية مكافحة الإرهاب بنفس الشدة التي كان يستخدمها من قبل." وذكر متحدث عسكري أوكراني أن ثمانية جنود قتلوا وأصيب 34 في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة. وذكر بيان أن القتال استعر تحديدا حول ديبالتسيف وهي بلدة مهمة تقع على خط سكك حديدية يربط يبن منطقتين رئيسيتين يسيطر عليهما الانفصاليون الذين يهاجمون قوات الحكومة المسيطرة على البلدة بالصواريخ والمدفعية. * خلافات وبعيدا عن ساحة القتال طفت خلافات على السطح بشأن ما إذا كان العفو عن انفصاليين أو الإفراج عن قائدة طائرة أوكرانية تحتجزها روسيا سيكونان جزءا من اتفاق وقف إطلاق النار. وقال دبلوماسيون غربيون إن الاتحاد الأوروبي سيمضي قدما يوم الاثنين بحزمة جديدة من العقوبات ضد 19 انفصاليا أوكرانيا وأفراد روس رغم وقف إطلاق النار. وذكر حلف شمال الأطلسي والولاياتالمتحدة أن القتال يتعارض مع روح الاتفاق إن لم يكن نصه وقال مسؤولون أمريكيون إن فكرة فرض مزيد من العقوبات لا تزال مطروحة. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن الكرملين قال اليوم الجمعة إن الزعماء الأربعة لا يزالون على اتصال بشأن الأزمة في أوكرانيا وقال إن من المتوقع إجراء محادثة هاتفية في الأيام المقبلة. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن موسكو تتوقع تنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في مينسك عاصمة روسيا البيضاء أمس الخميس. وحول مصير قائدة الطائرة الأوكرانية المحتجزة نادية سافتشينكو قال بيسكوف إن روسيا لم تقدم أي وعود في المحادثات بالإفراج عنها كما قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. وأضاف بيسكوف أن قضية سافتشينكو ستفصل فيها المحاكم الروسية. من ناحية أخرى قال وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف اليوم الجمعة إنه يأمل في رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا قريبا بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن أوليوكاييف قوله للصحفيين "أنا على قناعة تامة بأن هناك فرصا لإزالة هذه المشاكل. أعتقد أن كل الأطراف لاسيما الشركات تعبت من نظام (العقوبات) هذا."