أعلن جون كاسن سفير بريطانيا بالقاهرة أن وفدا برلمانيا بريطانيا سيبدأ غدا زيارة لمصر.. مؤكدا على الاهتمام الكبير الذى توليه بلاده لمصر ولمكانتها. وقال إن هناك قواعد لتعامل بريطانيا مع مصر يأتى فى مقدمتها أن مصر دولة مهمة.. وأنه برغم من إنشغال بريطانيا حاليا بالحملات الانتخابية البرلمانية إلا أنها تبدى إهتماما بمصر وبكيفية تعامل هذه المنطقة مع التشدد والإرهاب لا ن ما يحدث فى المنطقة مهم لبريطانيا ، وتابع "إذا أردت أن تعرف ما ذا يحدث فى المنطقة فعليك أن تأتى الى مصر". وتطرق السفير البريطانى فى تصريح له فى هذا الخصوص إلى ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما التقى مع وفد رجال أعمال بريطانى كبير مؤخرا عندما قال لهم "أن الغرب ينبغى أن يرى مصر من خلال عيون مصرية".. وقال كاسن إننا نريد أن نفعل ذلك. وأوضح السفير أن الوفد البرلمانى الزائر يتكون من خمسة أعضاء فى لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البريطانى تستمر ثلاثة ايام .. موضحا أن دور هذه اللجنة أساسا هو محاسبة الحكومة البريطانية. وأشار كاسن فى لقاء مع عدد محدود من الصحفيين اليوم أن الوفد سيقوم بكتابة تقرير عن زيارتهم بعد أن كانوا قد أعدوا تقريرا مماثلا قبل ثلاثة أعوام عن الربيع العربى و أسلوب تعامل الحكومة البريطانية معه و إستجابتها للربيع العربى،حيث تسعى اللجنة لوضع تقرير جديد.. مؤكدا أن الوفد لا يمثل الحكومة البريطانية ولكنه فى إطار محاسبة البرلمان البريطانى لحكومة بلاده. وقال السفير إن الوفد سيلتقى مع أعضاء من الحكومة المصرية وعدد من السياسين وممثلى 14 من الأحزاب السياسية المصرية نافيا ان يكون الوفد سيلتقى مع ممثلين للإخوان المسلمين ، لكنه سيلتقى بممثلين عن منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى ومحللين من الاعلاميين والخبراء.. وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي لمتابعة الأوضاع فى مصر وكيف يمكن لبريطانيا أن تلعب دورا أكثر فاعلية فى مصر. وعن التوصيات التى خلص بها التقرير عن مصر خلال العامين الماضيين، أكد كاسن على ضرورة فهم المنطقة وزيادة عدد الأفراد الذين يتحدثون العربية فى السفارة البريطانية بمصر . وقال إنه إذا كنت تبحث عن الاستقرار والديمقراطية والرفاهية فانهم يسيرون معا ، ولا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون استقرار و احترام حقوق الإنسان. وحول ما اذا كان التقرير تنبأ إلى أين تذهب مصر و إمكانية ان يشكل عدم وجود الإخوان فى اللعبة السياسية تهديدا على أورويا وبريطانيا قال كاسن: إن التقرير لم يتنبأ بكل شيء، وهم كتبوه بينما كان الرئيس المعزول محمد مرسى على وشك تبوء الرئاسة.. وذكر التقرير أن بريطانيا يجب أن تحث الحكومة المصرية وقتها لاحترام حقوق الأقليات والمرأة والوضع الآن مختلف. وقال السفير إن لدينا الآن فى المعادلة "تنظيم داعش "والتهديدات التى تهدد المنطقة بعدم الاستقرار فى الدول العربية مثل سوريا والعراق، وهذا سبب من أسباب مجيئ الوفد لدراسة هذه الأمور. وبالنسبة لتركيز بريطانيا والغرب على داعش فقط وتجاهل باقى المنظمات الإرهابية فى ليبيا وغيرها من الدول نفى كاسن ذلك موكدا انه ليس حقيقا تركيز بريطانيا على داعش فقط ، ونحن نتعلم من أخطائنا، ولا يوجد إجابات سهلة، ويجب أن يكون هناك اجابة شاملة خاصة ونحن أمام صراع طويل الأمد وعلى سبيل المثال فلن يتحقق النجاح إلا اذا كانت هناك سياسية شاملة فى سوريا. وأضاف انه فيما يتعلق بسيناء فقد كنا واضحين ووضعنا "أنصار بيت المقدس" فى سيناء و"أنصار الشريعة" فى ليبيا على لائحة العقوبات. وفيما يتعلق بتقرير الحكومة البريطانية حول اعتبار الإخوان جماعة إرهابية قال كاسن: إن التقرير لم ينته بعد.. وسنعلنه عندما ينتهى. وحول القلق من العلاقات المصرية الروسية المتصاعدة فى ضوء زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر والانتقادات البريطانية والغربية لتدخل روسيا فى أوكرانيا قال كاسن "لدي بريطانيا علاقات دبلوماسية مع روسيا وليس لدينا مشكلة فى علاقة مصر مع روسيا ولا نرى إن هذا مقلق ولا يوجد خيار أما روسيا او الغرب، ونأمل إن يستخدم الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه الزيارة للتأكيد على بوتين أهمية إنهاء الازمة فى أوكرانيا، وقد انتهى عصر الحرب الباردة وسنفشل جميعا لو تعاملنا على أساس ذلك. وعن عودة عناصر داعش الى بريطانيا قال إن لدينا قانونا يتم صياغته حاليا فى البرلمان البريطانى لمنع تسرب الأفراد للانضمام الى داعش وكذلك التأكد من تصرفات العائدين ومتابعتهم، وأن يقدموا دليلا على أنهم رافضون لداعش، ومن الصعب سحب الجنسية ممن يملكون الجنسية البريطانية فقط، ولكن إذا كانوا يمتلكون جنسية أخرى فيمكن سحب الجنسية البريطانية منهم إذا ثبت تورطهم، مشيرا إلى أنه لا أحد يستطيع وحده هزيمة داعش، ينبغى أن نتعاون جميعا لتحقيق النصر. وحول نظرة بريطانيا للإخوان الآن قال كاسن ليس لدينا كسفارة اتصالات مع الإخوان فى مصر الآن ولكن وفد البرلمان التقى بممثلين لتنظيم الإخوان الدولى فى بريطانيا ولن يلتقى الوفد الذى يزور مصر حاليا أى من أعضاء جماعة الإخوان. وبالنسبة للمشاركة البريطانية فى المؤتمر الاقتصادى بمصر فى مارس القادم قال إنه ستكون هناك شركات كبرى وستكون هناك استثمارات كبيرة، وهناك قطاعات كثيرة للاستثمار مثل النفط والغاز والطاقة المتجدة وتجزئة السلع والبنوك والخدمات البنكية، وتنمية البنية التحتية والاستشارات الهندسية. وحول محاولات تقسيم بعض الدول العربية قال كاسن إن من حق كل الدول المعترف بها فى الأممالمتحدة الدفاع عن استقلالها وسيادتها ونحن نترك الأمر للمنطقة وشعوبها لتحدد ماذا تريد، وليس من سياستنا تأييد التقسيم بل من مصلحتنا أن يكون هناك استقرار لكى نكافح معا القضايا الدولية مثل الفقر و التغير المناخى والإرهاب الذى يؤثر علينا جميعا.